كوشنير يقصر جولته في المنطقة على بيروت ودمشق بسبب الأوضاع الدولية

سيركز على تقويم الوضع في لبنان والتحضير لزيارة ساركوزي إلى دمشق

TT

عدل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير برنامج جولته الى الشرق الأوسط، التي كان من المقرر أن تبدأ اليوم الجمعة وتشمل لبنان وسورية وفلسطين وإسرائيل ومصر.

وقالت الخارجية الفرنسية، أمس إن كوشنير لن يزور في هذه الجولة سوى لبنان وسورية، وذلك بسبب الوضع الدولي، وتحديدا التطورات الأخيرة في جورجيا وفي أفغانستان. وبحسب الخارجية، فإن كوشنير سيقوم بزيارة سريعة، إذ سيصل الى العاصمة اللبنانية مساء الأحد القادم ويذهب الى العاصمة السورية في اليوم التالي على أن يعود الى باريس مساء الإثنين. ومن المنتظر أن يجري كوشنير في بيروت، التي يزورها للمرة التاسعة منذ تعيينه وزيرا للخارجية ربيع العام الماضي، محادثات مع الرؤساء الثلاثة، ومع نظيره فوزي صلوخ. وقالت الخارجية إن محادثاته في العاصمة اللبنانية «ستتيح له تقويم الوضع في لبنان، بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وتبني البيان الوزاري، ولكن أيضا بعد الاعتداء الذي تعرضت له مدينة طرابلس». ومن المواضيع التي ستبحث، وفق باريس، نتائج القمة اللبنانية ـ السورية، وإعلان تبادل السفراء بين البلدين. وسيثار الموضوع نفسه في دمشق التي يزورها كوشنير للمرة الأولى. غير أن الملف الأساسي الذي سيناقشه كوشنير مع الوزير وليد المعلم والرئيس بشار الأسد، يتناول الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى العاصمة السورية، التي من المنتظر أن تتم في الأسبوع الأول من سبتمبر. وكان مبدأ الزيارة قد اقر خلال زيارة الرئيس السوري الى باريس، بمناسبة القمة المتوسطية في يوليو الماضي. وكانت مصادر فرنسية ولبنانية رسمية قد قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس الفرنسي أبلغ نظيره السوري، أنه لن يذهب الى دمشق «إلا بعد الإعلان رسميا عن إقامة علاقات دبلوماسية رسميا بين البلدين»، وهو ما تم خلال القمة اللبنانية ـ السورية الأخيرة في دمشق. ولهذا الغرض طلب ساركوزي من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن يحضر اللقاء مع الرئيس سليمان والأسد «ليكون شاهدا على الالتزام السوري». وأفادت مصادر مطلعة في باريس أن ثمة تفاهما بين باريس ودمشق على تعزيز علاقات البلدين وعلى أن تساعد فرنسا سورية في إطار الاتحاد الأوروبي وخصوصا لجهة التصديق على اتفاقية الشراكة الاقتصادية بين الجانبين، التي وقعت قبل ثلاث سنوات بالحروف الأولى، ولكنها لن تصبح نافذة قبل التصديق عليها في البرلمانات الأوروبية. وبالمقابل، «تنتظر باريس من سورية دورا إيجابيا في لبنان والمنطقة»، وفق ما تؤكده هذه المصادر. وكان ساركوزي الذي تربطه علاقات جيدة مع القيادة الإسرائيلية قد أعرب عن استعداد بلاده للعب دور في المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية الجارية حتى الآن بشكل غير مباشر. وينتظر أن يكون موضوع المفاوضات أحد الملفات التي ستبحث في دمشق خلال زيارة كوشنير، وخصوصا خلال زيارة ساركوزي.

وعلى صعيد آخر، أفادت الخارجية الفرنسية بأن مجلس الأمن سيصوت في السابع والعشرين من الشهر الجاري على قرار جديد يتم بموجبه تجديد انتداب قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، التي تنتهي مهمتها الحالية في 31 أغسطس الجاري. وبحسب الخارجية فإن مشروع قرار بهذا المعنى سيقدم الى أعضاء مجلس الأمن في الأيام القليلة القادمة.