الخرطوم تتهم الحركات المسلحة بإيواء تجار مخدرات لتمويل عملياتهم العسكرية

حركة العدل والمساواة تنفي وجود ترتيبات للقاء مع الترابي في جنيف وتعلن عن استراتيجية مشتركة مع الحركة الشعبية

عناصر من قوات الأمن السودانية في سيارة عسكرية في احد شوارع ام درمان التي كانت مسرحا لهجوم شنه مسلحون من دارفور في 11 مايو (ايار) الماضي (أ ب)
TT

اتهمت الحكومة السودانية أمس الحركات المسلحة في دارفور بدعم وإيواء تجار مخدرات لتمويل عملياتهم الحربية من عائدات المخدرات. وضبطت الشرطة في العاصمة الخرطوم امس نحو 3 أطنان ونصف الطن من المخدرات (الحشيش البنقو)، قدرت قيمتها بمليوني دولار اميركي، وهي العملية الثانية من نوعها خلال اقل من اسبوع، حيث ضبطت شرطة الجمارك كميات من نفس نوع المخدرات غرب مدينة ام ردمان.

وقال الفريق اول محمد نجيب الطيب مدير عام الشرطة السودانية في حديث للصحافيين، ان «الحركات المسلحة في دارفور تقوم بإيواء تجار المخدرات، لتمويل عملياتهم العسكرية»، وتعهد بملاحقة هذه الحركات «وضربهم فى عقر دارهم». وكشف نجيب عن خطة موسعة لمكافحة أنشطة المخدرات بالبلاد تنفذها الشرطة في غضون الفترة القادمة، واضاف: «سنكون بالمرصاد لكن من يستهدف عقول شبابنا».

من جانبه، أكد اللواء حامد منان مدير الادارة العامة لمكافحة المخدرات ان كمية الحشيش المضبوطة «لا تمثل إلا 10% من كمية المخدرات المتوقع دخولها الخرطوم»، وقال ان ادارته ظلت تراقب العصابة التي تم توقيفها لأكثر من شهرين وهي تتنقل بالمخدرات وانهت العملية بضبط كل الكمية التى ادخلوها فى غرب ام درمان وهى 36 الف قندول من الحشيش معبأة داخل جوالات تم دفنها فى باطن الارض. وكشف المسؤول ان الشرطة تستخدم الطائرات فى ابادة مزارع المخدرات، فى مناطق وعرة مثل منطقة «الردوم» بدارفور وبحر الغزال وفى الحدود مع افريقيا الوسطى. وحسب تقارير نشرت في العاصمة السودانية فان اكثر من حركة من الحركات المسلحة في دارفور تقوم بزراعة كميات من «حشيش البنقو» في المناطق الجنوبية الغربية لدارفور، بغرض تمويل عملياتها الحربية وادراة شؤون حربها مع الحكومة، وتنوه التقارير الى ان مناطق زراعة البنقو وعرة تتخللها الغابات الكثيفة والاودية والمستنقعات يصعب الوصول اليها في اغلب مواسم العام.

من جهة ثانية نفت حركة العدل والمساواة بزعامة الدكتور خليل ابراهيم ما تردد عن وجود ترتيبات لعقد اجتماع مع الامين المؤتمر الشعبي المعارض حسن الترابي في العاصمة السويسرية جنيف التي يزورها هذه الايام، في وقت اعلنت فيه عن انها تعمل مع الحركة الشعبية لتحرير السودان بزعامة النائب الاول للرئيس السوداني رئيس حكومة الجنوب الفريق اول سلفا كير ميارديت لوضع استراتيجية مشتركة للحركتين لمستقبل السودان. وكانت انباء قد رددت ان الترابي الذي يزور جنيف يعمل على عقد اجتماع يجمعه مع قيادات حركة العدل والمساواة الموجودة في اوروبا ابرزهم الدكتور جبريل ابراهيم شقيق زعيم الحركة دكتور خليل ابراهيم، في اشارة لربط العلاقة بين زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور الترابي مع حركة العدل والمساواة والحرب التي يشهدها اقليم دارفور منذ سنوات، غير ان رئيس فريق التفاوض في الحركة احمد تقد لسان والناطق الرسمي احمد حسين ادم نفيا تلك الانباء. واتهم لسان في تصريح لـ «الشرق الاوسط» من واشنطن، المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس السوداني عمر البشير بانه يقف وراء اطلاق ما سماه الشائعات في عقد اجتماع بين حركته والدكتور حسن الترابي وقيادات من حزب المؤتمر الشعبي، وقال «ليس صحيحاً ما تردد من انباء وهذه محاولة تلفيق للربط بين حركتنا والدكتور الترابي»، وشدد على عدم وجود علاقة مع حزب الترابي. من جهته قال حسين لـ «الشرق الاوسط» ان الحركة ليس لديها النية لعقد اجتماع مع الترابي، نافياً وجود علاقة مع حزب الترابي من قريب او بعيد، وتابع «كل ما يشاع تطلقه الحكومة في محاولتها الصاقنا بالمؤتمر الشعبي». وكشف حسين عن اجتماع عقدته قيادات حركته الذين يزورون الولايات المتحدة هذه الايام مع وفد الحركة الشعبية الزائر لواشنطن. وقال ان الاجتماع مواصلة للقاء لندن الاسبوع الماضي، بهدف الترتيب للقاء يجمع زعيمي الحركتين في وقت قريب. وقال ان وفداً من حركته سيزور جوبا في النصف الثاني من سبتمبر (ايلول) المقبل للنقاش حول الاجندة ووضع استراتيجية مشتركة. من جهته اكد نائب رئيس بعثة حكومة جنوب السودان فى واشنطن مريال بنجامين على تطابق وجهات النظر حول ضرورة التحالف والعمل المشترك ما بين حركته وحركة العدل والمساواة والذى سوف يتوج بلقاء رئيسي الحركتين. واضاف «اتفقنا مع حركة العدل والمساواة حول ضرورة وحدة الحركات الدرافورية وتطابقت وجهات النظر فى هذه القضية» وقال ان الحركة اكدت على اهمية الانتخابات القادمة وضرورة مشاركة اهل دارفور.