الحوار الثنائي بين مصر والفصائل الفلسطينية يبدأ اليوم بلقاء وفد الجهاد الإسلامي

توقعات بانعقاد الحوار الوطني الشامل نهاية شهر رمضان

TT

يبدأ مسؤولون مصريون بقيادة الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية اليوم «حوارهم الثنائي مع الفصائل الفلسطينية حول المصالحة الوطنية، بلقاء وفد حركة الجهاد الإسلامي برئاسة الدكتور رمضان شلح أمين عام الحركة، الذي وصل القاهرة أمس قادماً من دمشق. وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط» إن الحوار الذي سيستمر عدة أيام يستهدف في الأساس الخروج من حالة الانقسام الفلسطيني.

وسيعقب الحوار مع الجهاد، اجتماع مع وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ثم الجبهة الديمقراطية، وتتوالى اللقاءات إلى أن تنتهي باجتماعين منفصلين مع وفدي حركتي فتح وحماس. وحال الاتفاق سيعقد حوار شامل بين الفصائل.

لكن محمد نزال القيادي في حركة حماس قال لـ«الشرق الأوسط» إن حركته لم تتلق بعد أي دعوة من القاهرة لحضور الحوار، في حين أكد المصدر المصري أن الدعوة تشمل جميع الفصائل بالطبع. وعلمت «الشرق الأوسط» أن مصر والجامعة العربية تحدثتا إلى الفصائل بلهجة شديدة تقترب من التحذير في حالة استمرار الانقسام نظرا لخطورته على القضية الفلسطينية وعلى تاريخ ومستقبل الشعب الفلسطيني. وتشير المعلومات إلى أن آخر مهلة لجهود مصر والدور المساعد للجامعة العربية هو ما يجري الآن، وبعد ذلك تتحمل الفصائل المسؤولية ونتائج الانقسام الوطني.

وكشف نائب الامين العام للجهاد زياد نخالة لـ«الشرق الأوسط» عن طبيعة التحرك للحوار، مؤكدا «أن الحوار الشامل ربما ينعقد في نهاية شهر رمضان بالقاهرة أو بعد رمضان بأيام قليلة»، وأفاد بـ«أن الجهاد ملتزمة بالتهدئة التي أقرتها فصائل في غزة» مؤكد أن «المقاومة حق ثابت طالما بقي الاحتلال ولكن الحركة ملتزمة بالتهدئة». وحول القواسم المشتركة لحوار القاهرة أوضح نخالة «أنه لم يحدد عناصر معينة وأن الحوار يستهدف محاولة وضع حلول عاجلة لحالة الانقسام»، وأشار إلى أن البحث والتشاور مع مصر سيكون حول وسائل وأدوات الخروج من الوضع الفلسطيني الصعب.

وأضاف «أن الدعوة وجهت وانطلقت في إطار ثنائي على أن يُعقد الحوار الشامل لاحقا. ونفى ما يتردد عن مماطلات تعيق تحقيق نتائج ايجابية، وأضاف: «لا أعتقد ذلك لأنه بمجرد انتهاء الحوار الثنائي سيبدأ الحوار الشامل لأن هناك رغبة إقليمية قوية لوضع حد لهذا الانقسام». وحول تراجع دور الجهاد في المقاومة ضد إسرائيل، بعد فوز حركة حماس بالانتخابات وسيطرتها على قطاع غزة، أكد أن المقاومة حق ثابت وحركة الجهاد موجودة على الساحة الفلسطينية وليست جديدة العهد بنضالها ودورها المشهود ولكن الموضوع الوطني هو الأهم حاليا ولا يجب أن يغيب عن الذهن التزامنا مع غزة وحالة التهدئة، كما أن مساهمتنا واضحة على كل المستويات منذ الانتفاضة ونحن جزء من المجتمع الفلسطيني وعلاقاتنا مع سلطة فتح وحماس طيبة ولن تلغى قاعدة الجهاد ولكن المهم هو أن نخرج من الحالة التي تمزق كل التاريخ الفلسطيني.

وشدد على وجود رغبة قوية لدى كل الأطراف الفلسطينية لإنجاح الحوار إلا أنه اعترف بوجود خلافات حول آلية الحل جوهره مؤكدا بان الحل يحتاج إلى مقومات سياسية ومداخل لحل الأزمة الراهنة.

وعن رؤيته لأولويات الحوار أكد زياد نخالة بأنها بند يساوي كل البنود والتفاصيل التي يمكن أن تقال في مثل هذه المناسبات وهو الاتفاق على وحدة الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة ثم تأتي بعد ذلك الحلول والتفاصيل وهي كثيرة المهم هو الرغبة في الخروج من حالة الانقسام.

وفي اتصال هاتفي مع محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة حماس أوضح أن الحوار هو فلسطيني ـ مصري ونفى أي مماطلة مصرية في الحوار وأفاد بأن القاهرة تقوم بعملية مشاورات واتصالات وحسب القراءة الأولية فإن الاتجاه المؤكد هو أن الحوار الفلسطيني لن ينطلق إلا بعد عيد الفطر المبارك وأشار إلى أن المعلومات غير الرسمية التي وصلتنا تفيد بأن النوايا المصرية تسير في هذا الاتجاه وأضاف نزال: لذلك لا يمكن اتهام أي طرف بالمماطلة وإن ما يحدث هو قراءة صحيحة للأحداث بأن الحوار الجاد سيكون مع قرب الانتخابات الأميركية والإسرائيلية حتى تتضح الرؤية. وعن إمكانية التوصل إلى اتفاق قال نزال «إن الإرادة السياسية هي الكفيلة بإنجاح الوفاق الفلسطيني، وذكر بأن الإشكالية عند المعسكر الآخر، وتحديدا معسكر تيار الرئاسة (الرئيس محمود عباس) وتيار فى حركة فتح. وأضاف «أن هذا التيار يريد الانتظار إلى ما بعد الانتخابات الاميركية والاسرائيلية حتى يمكن بعدها تحديد الصورة السياسية التي على أساسها سيكون الحوار. ووصف نزال ما يجري حالياً بأنه مجرد شراء للوقت حتى تصبح الأمور جاهزة للحوار.