السلطة تستبق زيارة رايس بإعلانها أن لا شريك إسرائيليا حقيقيا لإنهاء الصراع

وزيرة الخارجية الأميركية ستحاول تضييق هوة الخلافات

TT

تحاول وزيرة الخارجية الأميركية، كوندوليزا رايس، تضييق هوة الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تعوق التقدم في مفاوضات ما زالت السلطة الفلسطينية تقول إنها غير جادة، ولم يطرح خلالها الإسرائيليون ما يمكن قبوله، كما ان الهوة بين مواقف الطرفين في المفاوضات واسعة.

وتعود رايس في وقت لاحق من اليوم الى المنطقة، في اطار المحاولات الاميركية المتواصلة لايجاد «حل وسط» بين الطرفين يكسر الجمود ويحقق الوعود. وتعتزم عقد اكثر من لقاء ثلاثي. وتلتقي كذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي طرح خططا للحل تسقط القدس والمستوطنات والاغوار واللاجئين، من اي اتفاق. والرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) الذي رد بقوله ان اي اتفاق لن يكون بدون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية على حدود 4 يونيو (حزيران) 1967.

وحسب مصادر فلسطينية فان رايس تحاول ان تدفع الطرفين الى اعلان فضفاض يطرح على الجمعية العامة في جلساتها في اواسط سبتمبر (ايلول) المقبل يحدد ما اتفق عليه الطرفان حتى الان وهو امر ينفيه دبلوماسيون اميركيون. لكن من المستبعد ان يقبل بذلك الفلسطينيون ورئيس الطاقم التفاوضي الاسرائيلي تسيبي ليفني التي تعتقد ان مثل هذا الاعلان سينعكس سلبا على انتخابات زعامة حزب كديما المرشحة اليها. فالفلسطينيون لا يقبلون اي اعلان من غير القدس وموضوع اللاجئين.

واستبقت السلطة الفلسطينية زيارة رايس باعلانها انه لا يوجد شريك اسرائيلي حقيقي في عملية السلام. وقال اللواء اسماعيل جبر، مساعد ابو مازن في شؤون قوات الامن «ان الدولة الفلسطينية العتيدة لن تكون دون القدس، ولن نقبل بدولة على جزء من الاراضي المحتلة عام 1967، أو دولة منقوصة السيادة، وان القيادة الفلسطينية ترفض توطين اللاجئين الفلسطينيين وستتمسك بحقهم في العودة وفق قرارات الشرعية الدولية».

وفي كلمة ألقاها نيابة عن ابو مازن الذي سيقوم اليوم بزيارة الى لبنان يلتقي خلالها الرئيس ميشال سليمان، خلال حفل افتتاح دورة امنية في اكاديمية العلوم الامنية في اريحا «ان القيادة الفلسطينية لا تجد شريكا اسرائيليا حقيقيا قادرا على اتخاذ قرارات تضع حد للاحتلال، بعكس ما تحاول القيادة الاسرائيلية ترويجه عن عدم وجود شريك فلسطيني».

واوضح جبر، «ان القيادة الفلسطينية بتمسكها في المفاوضات تفضح مواقف الجانب الاسرائيلي وتكشف حقيقة نواياها العدوانية، وزيف ادعاءات الاطراف الدولية المساندة لها». واتهم جبر، «الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بالسعي للقضاء على اية أمل في إنهاء الصراع». وقال «إن السلطات الإسرائيلية سعت بشكل دائم إلى إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية لاتخاذ ذلك مبررا لعدم تنفيذها التزاماتها والاتفاقيات الموقعة». ويحذر مسؤولون فلسطينيون من ان تضغط رايس على الجانب الفلسطيني لإنجاز «اتفاق رف» سريع، قبل مغادرة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت والرئيس الاميركي جورج بوش منصبيهما. واعتبر عبد الرحيم ملوح، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان زيارة رايس لا تهدف لشيء، وانما للضغط على الطرف الفلسطيني من أجل تقديم المزيد من التنازلات، خدمة للاحتلال الإسرائيلي من جهة، ولتسجيل نجاح للإدارة الأميركية المغادرة للمسرح السياسي من جهة ثانية، ولو على شكل اتفاق مؤجل التنفيذ.