مسؤول كردي: الجيش العراقي يتخبط في ديالى.. والبيشمركة ليست جيش المهدي

وزير لـ «الشرق الأوسط»: نرفض بشدة بروز دكتاتور جديد > تقارير عن ترحيل 100 عائلة كردية من جلولاء

TT

فيما رفض مسؤول في قوات البيشمركة مهلة الـ 3 أيام التي منحها الجيش العراقي للأحزاب الكردية لإخلاء مقراتها في مناطق شمال محافظة ديالى، افادت مصادر كردية بأن القوات العراقية أبلغت نحو 100 عائلة كردية في المحافظة بالرحيل نحو مناطق اقليم كردستان.

وقال ممثل الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني في قوات حرس إقليم كردستان، إن البيشمركة ليست «جيش المهدي» كي يقوم الجيش العراقي بدخول مقارها، معتبرا أن ما يحدث في منطقة قره تبه جزء من «تخبطات» الجيش العراقي. وأضاف محمود سنكاوي للوكالة المستقلة للأنباء (أصوات العراق) أن «قوات الجيش العراقي دخلت أمس (السبت) مقار الأحزاب الكردية في مناطق قره تبه وأزالت الأعلام الكردية المرفوعة، وهو ما يدل على تخبط هذه القوات». وبين سنكاوي «أبلغنا نائب رئيس الوزراء برهم صالح بالموضوع وقدمنا مذكرة لتبليغ رئيس الوزراء بأن البيشمركة ليست جيش المهدي لكي تقوم القوات العراقية بشن هجوم على مقارنا في المناطق الكردستانية».

يذكر أن قوات الجيش العراقي تطالب منذ أسبوع الحزبين الكرديين بإخلاء المباني الحكومية التي تشغلها، وقامت هذه القوات صباح أمس السبت باقتحام مقار حزب الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والحزب الشيوعي الكردستاني ونكسوا علم كردستان الذي كان مرفوعا على سطوحها. وأوضح سنكاوي «إذ تكرر الأمر في خانقين فإن المواطنين سيكون لديهم رد عنيف ما لم ترد قوات البيشمركة على الموضوع».

الى ذلك، اكد عماد احمد عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني، ان الاحزاب الكردية «من حقها اقامة مقراتها في مناطق محافظة ديالى أسوة بسائر الاحزاب العراقية الاخرى، وانه ليس من حق اي جهة او قوة ان ترغم هذه الاحزاب التي امضت عقودا من الزمن في الكفاح ضد الدكتاتورية على اغلاق مقراتها، كما انها ترفض وبشدة بروز اي دكتاتور جديد على الساحة». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الاوسط» انه «لو كان هناك اي قرار يستدعي اخلاء الاحزاب الكردستانية للمباني الحكومية التي تشغلها فينبغي ان يطبق هذا القرار على جميع الاحزاب والقوى السياسية الاخرى من اقصى العراق الى اقصاه، وعندها سنكون ملتزمين بأي قرار من ذلك القبيل انطلاقا من مسؤوليتنا وكوننا شركاء في الحكومة المركزية العراقية وحريصين على تحسين الاداء الحكومي، ولكن اذا اقتصر الامر على القوى الكردستانية وحسب فاننا بلا شك سنرفض الالتزام بمثل هذه القرارات، وسنتحاور مع الحكومة المركزية ونطالبها بالتعامل مع جميع القوى وسائر مناطق العراق بالتساوي ومن دون تمييز».

وتابع احمد قائلا «لا يحق لأي جهة مهما كان موقعها ان تطالب الكرد بالرحيل عن ارضهم التي ناضلوا من اجلها وقدموا القرابين الغالية في سبيلها، وان الذين يلجأون الى اتباع مثل هذه الاساليب ضد الكرد سوف لن يحصدوا في النهاية سوى الخسارة، وقد أثبتت التجربة ان نضال الشعب الكردي سيتواصل طالما استمر الظلم واللامساواة». وأوضح احمد الذي يشغل منصب وزير الاعمار في حكومة اقليم كردستان ايضا ان اخلاء الاحزاب الكردستانية للمباني الحكومية لا يتم من خلال التلويح باستخدام القوة او اسلوب التهديد بل عبر التعاون والتنسيق ومن خلال خطة مدروسة ومتفق عليها مسبقا.

وعلى صعيد ذي صلة، قال مصدر مسؤول آثر عدم ذكر اسمه في تصريح لـ«الشرق الاوسط» ان القوات العراقية ابلغت اليوم الأحد نحو 100 عائلة كردية تقطن بلدة جلولاء ضمن محافظة ديالى بالرحيل نحو مناطق اقليم كردستان وترك منازلها، وأمهلتها مدة 72 ساعة فقط لتنفيذ ذلك القرار، وهددتها بانها ستواجه عواقب وخيمة في حال عدم الاذعان للقرار.

وأكد العديد من المسؤولين الكرد ان الدكتور برهم صالح نائب رئيس الحكومة العراقية اجرى عصر مس اجتماعا مغلقا مع وزير الدفاع العراقي لبحث هذه القضية وتداعياتها، وقد اتصلت «الشرق الاوسط» بمكتب صالح أثناء انعقاد الاجتماع لمعرفة التفاصيل والنتائج، لكن استمرار الاجتماع لساعات طويلة حال دون الحصول على مزيد من التفاصيل.