المعلم: المحادثات السورية ـ الإسرائيلية تركز على الحدود

كوشنير أكد أن سورية ولبنان يتبادلان السفارات قبل نهاية العام الحالي وتحدث عن دور «عملاء خارجيين» في طرابلس

TT

قال وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بعد لقائه الرئيس السوري بشار الأسد، إن سورية ولبنان سيتبادلان السفراء «قبل نهاية 2008». وصرح كوشنير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره السوري وليد المعلم «لمست النية الطيبة في مواصلة عملية تحسين العلاقات مع لبنان، مع تحديد موعد لتبادل السفراء قبل نهاية العام. وأنا سعيد بذلك».

وألتقى كوشنير، الذي وصل الى دمشق ظهر أمس، الرئيس السوري بشار الأسد ثم نظيره وليد المعلم. وفي المؤتمر الصحافي قال الوزير السوري إن مباحثات كوشنير كانت تهدف إلى بحث التحضيرات لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى دمشق في الثالث من الشهر المقبل، كما تم بحث العديد من المسائل وضمنها «سبل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وفي مقدمتها سبل دفع عملية السلام، وكذلك بحثنا في الوضع في لبنان والعراق وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين» ووصف المعلم مباحثات كوشنير بأنها كانت «مثمرة وبناءة».

ومن جانبه، عبر كوشنير عن سعادته بوجوده في دمشق وقال «اليوم نفتتح مرحلة جديدة في العلاقات السورية ـ الفرنسية» معيدا ذلك إلى حصول «تحسن في لبنان، الحياة اليومية أصبحت أسهل وانتخب رئيس جمهورية وتم اختيار رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي شكل حكومة أصدرت بيانا وزاريا ونال الثقة في البرلمان، والآن يتعين على الرئيس سليمان الإشراف على الحوار الوطني المقبل». وقال كوشنير إنه بالإضافة الى بحث الوضع في لبنان تم تناول «الوضع المقلق في العراق وفي إيران وما يفعله المجتمع الدولي حيال هذه المشكلة» منوها باستقبال سورية لمليون ونصف لاجئ عراقي، مثنيا على هذا الجهد. وكما تم بحث «عملية السلام في الشرق الأوسط، وعرض الرئيس الأسد رؤيته لما يحصل بين سورية وإسرائيل في هذا الشأن» وهنأ كوشنير السوريين على تلك المحادثات.    من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن محادثات السلام غير المباشرة بين سورية وإسرائيل تركز على قضية حساسة متعلقة بمساحة الأراضي السورية التي تحتلها اسرائيل.

وأضاف «نشعر ان الطرفين جادان في حل المسائل القائمة التي هي موضع نقاش وابرزها تحديد خط الرابع من يونيو (حزيران) 1967».

وقال المعلم إن المحادثات التي عقدت أربع جولات منها في تركيا منذ مايو (أيار) الماضي مازالت غير مباشرة حتى الآن، وأضاف «للأسف لم تتقدم بما فيه الكفاية لتصبح مباحثات مباشرة».

وردا على سؤال حول ما إذا كانت فرنسا قد تيقظت مؤخرا لأهمية العلاقات مع سورية وهل ستقدم عونا نوويا لسورية، قال كوشنير «لا علاقة لذلك بالاستخدامات السلمية للطاقة النووية.. ونحن نعارض». وأضاف كوشنير بعدما قاطعه الوزير المعلم بقوله «نحن لا نريد الاستخدامات العسكرية»، قائلا «هذه نقطة اتفاق إضافية».

ومن المرجح أن يلتقي كوشنير جانبا من المجتمع المدني في سورية، حسبما قالت مصادر أوروبية مواكبة للزيارة من دون إعطاء توضيحات. وحول ما تنتظره دمشق من فرنسا بعد استئناف العلاقات الطبيعية معها، قال المعلم «هذه المنطقة عانت كثيرا من الانفراد الدولي فشعرت بالظلم والازدواجية، ولهذا نتطلع إلى دور فرنسي يعيد الثقة إلى شعوب المنطقة». وفي بيروت حيث أجرى كوشنير زيارة قصيرة والتقى خلالها رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة فؤاد السنيورة قبل ان يتوجه الى دمشق, أمل، في تصريحات أدلى بها في القصر الجمهوري ومطار بيروت، بأن تسمح زيارة ساركوزي الى سورية «بتعزيز العلاقات الايجابية والجديدة بين سورية ولبنان» واصفاً اقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين بأنها «نقطة ايجابية جداً وتاريخية ورمزية». وعن التهديدات الاسرائيلية، وتهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال كوشنير «دائما يجب ان نأخذ التهديدات بجدية» لكنه اضاف «بصراحة هذه المرة لا آخذها (التهديدات) بجدية تامة لا من هذه الجهة ولا من تلك» عازياً الامر الى الانتخابات التي ستجرى في الدول المعنية والمفاوضات بين سورية واسرائيل. و سئل كوشنير عن مدى جدية التهديدات الاسرائيلية للبنان واذا كانت فرنسا قد اجرت اتصالات مع الاسرائيليين في هذا الخصوص، فاجاب: «بالطبع، أجريت إتصالات في هذا الخصوص مع الاسرائيليين لانني لا أتوقف عن الكلام مع الاطراف في المنطقة كافة. وأنا سأتوجه الى إسرائيل الاسبوع المقبل بعد زيارتي الى سورية. من الواجب ان نأخذ دوما التهديدات على محمل الجد سواء التهديدات الاسرائيلية او تهديدات الامين العام لحزب الله حسن نصر الله. ففي بلد كهذا وفي منطقة كهذه، من الضروري التنبه بشكل كبير، خصوصا ان المنطقة قابلة للاشتعال». لكنه استدرك قائلا: «لكن بصراحة هذه المرة انني لا آخذ هذه التهديدات بجدية، سواء من هذا الطرف او من ذاك. وآمل ألا أكون مخطئا». وقبل مغادرته الى دمشق، صرح كوشنير في المطار «لاحظت ان الامور قد تحسنت. واليوم هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزارة لديها بيان تبناه البرلمان. وربما غدا سيكون هناك قانون للانتخاب». وأكد ان «فرنسا صديقة للبنان. واي صديق لهذا البلد لا يسعه إلا ان يقلق لما يحصل في مدينة طرابلس» لافتا الى «العملية الاخيرة (الانفجار) التي اوقعت عددا كبيرا من الضحايا ووجود بعض الاشارات السلبية عن دعم ما يقدم الى مجموعة ما في الشمال. وطبعا لا يسعنا سوى ادانة هذه الممارسات».

واضاف «ليس بوسع المرء سوى ان يدين هذه الممارسات الا وهي مؤازرة معسكر بعينه او آخر من خلال زيارات اجانب او من خلال توتر عادة ما يتعاظم ويذكيه عملاء خارجيون».