إسلام آباد تحظر حركة طالبان باكستان

زرداري: العالم وباكستان يخسران الحرب على الإرهاب

TT

وضعت السلطات الباكستانية امس حركة طالبان ـ باكستان ضمن قائمة المنظمات المحظورة في البلاد. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن وزير الداخلية رحمن مالك قوله إن هذا التنظيم «إرهابي ويشكل خطرا على الحياة العامة، لذلك قررنا حظره». وقال مالك ان «حركة طالبان ـ باكستان» التي يقودها بيعة الله محسود، وتعتبر واشنطن انها فرع من تنظيم «القاعدة»، «حظرت بسبب تورطها في سلسلة هجمات انتحارية». ويأتي الحظر على الحركة الاصولية بعدما أعلنت مسؤوليتها عن الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مصنع أسلحة وذخيرة تابعا للجيش وأسفرا عن مقتل أكثر من 80 موظفا مدنيا وإصابة حوالي 100 شخص.

واعلن التلفزيون الحكومي «باكستان تي في» ان «مرسوما من وزارة الداخلية صدر ويأمر بتجميد كل حسابات المنظمات (الاعضاء في حركة طالبان باكستان) المصرفية وكل ممتلكاتها». ويأتي هذا القرار مباشرة بعد مصرع عشرة أشخاص في هجوم شنه مسلحون على منزل مسؤول حكومي في وادي سوات شمال غربي باكستان. وأضاف رحمن مالك أن «وكالات تنفيذ القانون كلفت بمراقبة أنشطة وتحركات هؤلاء الذين تربطهم صلة بها بأي شكل واتخاذ إجراء ضدهم طبقا للقانون». وقال مالك إنه جرى تكليف البنك المركزي في باكستان بجمع معلومات من عدة بنوك حكومية وتجارية عن حسابات هذا التنظيم وتجميدها. وسيجري تجميد الأصول الأخرى الخاصة بالجماعة أيضا. ويزعم أيضا أن محسود رئيس الجماعة أمر باغتيال رئيسة الوزراء السابقة بي نظير بوتو في هجوم انتحاري مسلح في أواخر العام الماضي في مدينة روالبندي الحصينة. ويترأس حزب بوتو (حزب الشعب الباكستاني) الآن الحكومة الائتلافية. إلا ان مسؤولا عسكريا سابقا في الاستخبارات وصف لـ«الشرق الاوسط» هذا الحظر، بأنه إجراء غير منطقي، نظرًا إلى أن تنظيم طالبان الموجود في باكستان يعمل فعليًا خارج نطاق القانون الباكستاني ولا توجد احتمالية في أن أحدًا من أعضائه له أي حسابات أو أرصدة بنكية بالبنوك الباكستانية.

وكان زعيم حزب الشعب الباكستاني، آصف علي زرداري، الذي رشحه حزبه لرئاسة البلاد، قد هدد اول من أمس بوضع طالبان ـ باكستان على قائمة المنظمات المحظورة في البلاد. واتهم زرداري التنظيم في تصريح صحافي بأن له «اليد العليا» في ما وصفه بالإرهاب.

وطالبان ـ باكستان تحالف لمجموعات مسلحة جعلت من المنطقة القبلية شمال غربي باكستان معقلا لها. وتؤكد واشنطن ان «القاعدة» وحركة طالبان الافغانية أعادتا بناء قواتهما في المناطق القبلية بفضل دعم طالبان ـ باكستان خصوصا. وتبنت الحركة الاسبوع الماضي مباشرة، وهو امر غير عادي، ثلاثة هجمات انتحارية اسفرت عن سقوط حوالي مائة قتيل خلال ستة ايام. الى ذلك اعلنت الشرطة الباكستانية ان عناصر من حركة طالبان هاجموا امس منزل نائب محلي من الغالبية البرلمانية في شمال غربي باكستان، ما تسبب بمقتل ثمانية اشخاص في الاسبوع الثالث من العملية العسكرية الواسعة التي ينفذها الجيش ضد اسلاميين في المنطقة. وقال الضابط في الشرطة رحيم بادشاه لوكالة الصحافة الفرنسية ان بين القتلى شقيق النائب في برلمان ولاية الحدود الشمالية الغربية وقار احمد خان واثنين من ابناء اشقائه. واوضح ان عناصر من طالبان «هاجموا منزل النائب بالقذائف الصاروخية» في منطقة سوات. واكد وقار احمد خان الذي لم يكن في منطقته لدى وقوع العملية، هذه الحصيلة. وتبنى متحدث باسم حركة طالبان ـ باكستان مسلم خان الهجوم في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية. وقال ان «الحزب الوطني عوامي يرتكب مجزرة في حق الشعب الباشتوني ويقتل اطفالا ونساء ابرياء. اننا نستهدفهم لكي يشعروا بالالم نفسه». واحمد خان عضو في الحزب الوطني عوامي، الحزب القومي الباشتوني. ومعظم سكان شمال غربي باكستان من اثنية الباشتون، والحزب الوطني عضو في الائتلاف الحاكم في باكستان. وتتعرض باكستان لضغوط كبرى خصوصا من الولايات المتحدة للسيطرة على المتمردين في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان التي تطلق منها طالبان هجماتها على القوات المتعددة الجنسيات المتمركزة في افغانستان. وبدأ الجيش الباكستاني في بداية اغسطس (آب) هجوما واسعا على المقاتلين الاسلاميين في باجور ووادي سوات ادى حتى الآن الى مقتل 500 عنصر من الاسلاميين، بحسب الجيش. ولا يمكن التحقق من هذه الحصيلة من مصادر مستقلة. وترد طالبان بتكثيف اعتداءاتها التي ادت خلال سنة الى مقتل 1200 شخص في كل انحاء البلاد. من جهته قال زرداري الذي رشحه حزبه ليصبح الرئيس المقبل لباكستان ان «حركة طالبان الباكستانية لها اليد العليا» ولا بد من وضعها على قائمة المنظمات المحظورة فى باكستان. وفي مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) قال زرداري، 55 عاما، إن العالم وباكستان يخسران الحرب على الارهاب. ونقل عن ارمل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بي نظير بوتو قوله «انه تمرد.. هي بلادنا وسندافع عنها» مضيفا ان «العالم يخسر الحرب.. اعتقد انهم (طالبان) لهم اليد العليا دون شك في الوقت الحالي». وجاءت تصريحات زرداري بعد ان اعلنت الشرطة الباكستانية عن هجوم نفذه متشددون ضد منزل مسؤول حكومي محلي في وادي سوات الباكستاني الاثنين وقتلوا ثلاثة من افراد عائلته وسبعة حراس.