فيما بدا أنه بمثابة محاولة لتعبئة الرأي العام الليبي للمطالبة بعودة سيف الإسلام، النجل الثاني للزعيم الليبي معمر القذافي، عن قراره الذي اتخذه الأسبوع الماضي باعتزال الحياة السياسية في ليبيا، دعت حركة اللجان الثورية التي تعد العمود الفقري للنظام الليبي، القذافي الأب للتدخل بهدف إقناع نجله بالتراجع عن اعتزاله.
وقالت مصادر رسمية لـ«الشرق الأوسط» إن من المنتظر أن يحسم القذافي هذا الجدل حول المستقبل السياسي لنجله الثاني، خلال خطاب علني سيلقيه بمدينة بنغازي الساحلية في الأول من الشهر المقبل في ذكرى احتفاله بمرور 39 عاما على توليه الحكم.
وترددت أمس معلومات غير رسمية حول اعتزام نجل القذافي التوجه إلى الخارج للإقامة في إحدى الدول الأوروبية لبعض الوقت وسط تأكيدات من بعض مساعديه لـ«الشرق الأوسط» بأنه لن يتراجع عن قراره بالانسحاب من الحياة العامة. ونقل أحد مساعدي سيف الإسلام في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» من العاصمة الليبية عنه القول: «قراري نهائي ولن أعود، يكفيني ما حققته لشعبي وبلادي، لست طامحاً في أية مناصب رسمية واحتاج إلى بعض الراحة لبعض الوقت». ورفض المسؤول الليبي تأكيد أو نفى استعداد سيف الإسلام القذافي لمغادرة ليبيا إلى إحدى العواصم الغربية، وأضاف: «ليس مهما أين يكون، بل المهم ماذا يفعل؟». ويعيد ابتعاد سيف الإسلام مؤقتاً عن المسرح السياسي في بلاده إلى الأذهان، ما تردد في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 عن اضطرار نجل القذافي الذي وجه انتقاداً علنياً نادراً للنظام السياسي في بلاده في أغسطس (آب) من نفس العام إلى مغادرة ليبيا للعمل في الخارج.
وشهدت مدينتا طرابلس وبنغازي، أكبر المدن الليبية، مساء أول من أمس تجمعات شعبية قادها المجلس الوطني للشباب وفروع المنظمة الوطنية للشباب الليبي بالإضافة إلى حركة اللجان الثورية. وفيما نصبت بمتنزه مدينة بنغازي خيمة كبيرة تصاعدت داخلها الهتافات التي تطالب القذافي بمراجعة نجله في قرار اعتزاله، أقيم مهرجان خطابي بقاعة الشعب بمدينة طرابلس لمطالبة سيف الإسلام بالرجوع عن قراره المفاجئ بالانسحاب.