4 عوامل تشعل أسعار الماشية في الأسواق السعودية

تبلغ عائداتها في حفر الباطن أكثر من 1.2 مليار ريال سنويا

تعتبر أسواق المواشي في السعودية الأكبر على مستوى منطقة الشرق الأوسط («الشرق الأوسط»)
TT

لامست مبيعات المواشي والأغنام، الصادرة من أسواق المواشي في حفر الباطن، حاجز 1.2 مليار ريال، سنوياً، وهي الأرقام التي يراها مُستثمرو المواشي، أقل من أرقام الأعوام الماضية. واقترب سوق مواشي حفر الباطن (شمال شرقي السعودي)، وهو السوق الأكبر على مستوى منطقة الخليج، من تصدير أكثر من 1.8 مليون رأس من الإنتاج البلدي (النعيمي) بشكل سنوي، جراء ارتفاع كميات الطلب من منطقة الخليج، لارتباط الطلب بمناسبات عدة، من بينها، قرب دخول شهر رمضان المبارك خلال أيام.

وتراوحت أسعار بيع المواشي في السوق الأكبر، الذي يُصدر أكثر من 5000 رأس يومياً، لعدد من الأسواق السعودية والخليجية، من 850 ريالا للجملة، وأكثر من 1000 ريال للفردي، كان لعدم استقرار الأعلاف، وأهمها الشعير، إضافةً إلى شهر رمضان، الدافع الأكبر لصعود الأسعار إلى تلك المُعدلات.

وبحسب عواد العنزي شيخ سوق المواشي في محافظة حفر الباطن، فإن إيقاف توريد المواشي عن طريق البر، من عدد من الدول العربية المجاورة ( سورية ـ الأردن ـ تركيا) «الذي اعتبره في مصلحة تُجار المواشي في السعودية»، إضافة إلى عدم استقرار أسعار الأعلاف على سعر ثابت، كانا من الأسباب التي قادت لارتفاع أسعار المواشي في البلاد.

وأضاف العنزي الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، ان ارتفاع أسعار المواشي خلال شهر رمضان من كل عام، بات أمرا مُعتادا، إلا أنه وصف الإقبال على المواشي والأغنام من قبل المواطنين لهذا العام، بـ«الضئيل» في ظل تسجيل أسعار قياسية.

وفي العاصمة السعودية الرياض، لم تختلف أوضاع سوق المواشي عن نظيراته في البلاد، حيث فاقت أسعار بعض أغنام النعيمي، أكثر من 1200 ريال للواحدة، مع الأيام القريبة من دخول الشهر الكريم.

واعتبر ناصر العتيبي مُستثمر المواشي في سوق مواشي الرياض، أن الإجازة الصيفية وهي الموسم الذي تتزايد فيه مناسبات الزيجات في السعودية، وقرب دخول شهر رمضان المبارك، وموسم الحج الذي يضعه تُجار الأغنام نُصب أعينهم، من المُسببات التي قادت إلى تجاوز سعر رأس الإنتاج المحلي 850 وصولا إلى 950 ريالا للواحدة، مُتفقاً في الوقت نفسه مع شيخ سوق مواشي حفر الباطن، من حيث عدم استقرار أسعار الأعلاف.

محافظة جدة لم تختلف عن نظيراتها من المناطق والمحافظات السعودية، حيث شهدت أسعار الأغنام والماشية بكافة أنواعها، ارتفاعا ملموساً، لقرب شهر رمضان المبارك، والإقبال الكبير من الزوار والمصطافين على قضاء اجازة الصيف بالمحافظة.

وسجلت أسعار الأغنام ارتفاعا ملحوظا في حلقة المواشي المركزية بجدة، حيث بلغ سعر النعيمي البلدي 1000 ريال، عقب أن كانت أسعارها في الأوقات السابقة، لا تتجاوز 600 ريال للواحدة.

وبلغ سعر الحري البلدي الجدع 1200 ريال، عقب أن كانت أسعاره 650 ريالا، في حين تزايدت أسعار جميع أنواع الأغنام الأخرى بعدما كانت تسجل ثباتاً في أسعارها طوال الأيام الماضية.

وأكد عدد من المتعاملين في سوق الماشية بجدة، أن الأسعار شهدت في الآونة الأخيرة، ارتفاعاً سببته المناسبات الصيفية، إضافةً إلى قرب دخول شهر رمضان المبارك. وأشار المتعاملون إلى أنه يتوقع أن ترتفع أسعار الأغنام إلى أكثر مما هي عليه الآن خلال الأيام المقبلة، في ظل الإقبال الكبير على شرائها مع دخول الشهر الكريم.

وفي هذا السياق قال الشاب خالد الغامدي، أحد المقبلين على الزواج بعد رمضان:«إن أسعار الأغنام ارتفعت بنسبة تصل إلى 60% عن سعرها السابق»، معتبرا ذلك نوعا من «الاستغلال» من قبل التجار ومربي الماشية، في حين أكد ماجد سالم، أحد زوار جدة، تفاجؤه بهذا الارتفاع في أسعار المواشي، التي تخطت 1200 ريال للواحدة.

ومن جانبهم توقع عدد من مربي وباعة الأغنام بحلقة المواشي المركزية في جدة، أن دخول شهر رمضان والإجازة الصيفية سوف يسببان ارتفاعا في أسعار الأغنام بسبب زيادة أسعار الشعير والأعلاف وكثرة الطلب.

وقال سهلا المنتشري أحد تُجار الماشية في محافظة جدة، انه في الوقت الذي عزف فيه المشترون عن سوق الماشية بجدة لارتفاع الأسعار، سيطر مخالفو أنظمة العمل والإقامة على أسواق الماشية، وتلاعبوا بالأسعار، ومارسوا أسلوب الاحتكار، فضلا عن تزويدهم محلات اللحوم بالماشية المريضة لجمع المال بأي وسيلة ضاربين بصحة المستهلك عرض الحائط «على حد وصفه»، مشيراً إلى أنهم تسببوا في رفع الأسعار بمعدل 90 في المائة.