تهديد «غوستاف» لمنشآت النفط الأميركية في خليج المكسيك يعزز مكاسب النفط

أميركا وأوروبا واليابان وضعت خطة لإنقاذ الدولار في مارس الماضي

تراجع الدولار أمس عن أعلى مستوياته لعام 2008 مقابل سلة عملات التي سجلها في وقت سابق هذا الاسبوع («الشرق الأوسط»)
TT

ارتفع النفط مقتربا من 120 دولارا للبرميل أمس في رابع يوم على التوالي من المكاسب يدعمه تهديد العاصفة غوستاف لمنشآت النفط الاميركية في خليج المكسيك. وتشير التوقعات الى أن العاصفة ستتحول مجددا الى اعصار مع اقترابها من خليج المكسيك حيث يتركز ربع انتاج النفط الاميركي و15 في المائة من انتاج الغاز الطبيعي. وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود اكتوبر (تشرين الاول) 76 سنتا الى 118.91 دولار للبرميل. وفي وقت سابق اليوم بلغ الخام الاميركي 25 .119 دولار للبرميل. وصعد سعر مزيج برنت 68 سنتا الى 116.90 دولار للبرميل. ونقلت رويترز عن توماس ستنفول المحلل الاستراتيجي لشؤون الطاقة في يو.بي.اس قوله في مذكرة أبحاث «غوستاف... في طريقه لان يصبح تهديدا كبيرا للطاقة الانتاجية في قطاعي المنبع (التنقيب والانتاج) والمصب (التكرير والنقل والتوزيع)». واضاف «تأثير غوستاف على قطاع المصب قد يكون اسوأ وذلك على الاقل على المدى القصير نظرا لانه ليست هناك مخزونات حكومية أميركية يمكن السحب منها».

وينتظر أن تصل العاصفة الى الساحل الاميركي على خليج المكسيك يوم الاثنين المقبل وستكون أول اعصار رئيسي يهدد منشآت الطاقة منذ اعصاري كاترينا وريتا في عام 2005 .

من جهة اخرى ذكرت صحيفة «نيكاي» اليابانية أمس ان السلطات في الولايات المتحدة واوروبا واليابان وضعت خطة طارئة في مارس (اذار) لانقاذ الدولار في حال تدهوره. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت الصحيفة ان الخطة الطارئة التي وضعت وسط اضطرابات في اسواق المال الاميركية كانت تشمل التدخل لشراء الدولار في اسواق المال. وقام بوضع الخطة عدد من المسؤولين في وزارة الخزينة الاميركية ووزارة المالية اليابانية والبنك المركزي الاوروبي في 15 و16 مارس، حسبما نقلت الصحيفة عن مصادر لم تكشف عنها. واضافت انهم لم يتفقوا على السعر الذي يجب ان ينخفض اليه الدولار لكي يتدخلوا في الاسواق. وفي ذلك الوقت كانت واشنطن قلقة من ان الدولار الضعيف سيرفع اسعار وارداتها ويزيد من التضخم، فيما شعرت اليابان ودول منطقة اليورو بالقلق من تضرر صادراتها بسبب قوة عملتها. ورفض نوبوتاكا ماشيمورا المتحدث باسم الحكومة اليابانية التعليق على ما ذكرته الصحيفة وقال ان «التحركات المفرطة في اسواق العملات تؤثر على النشاطات الاقتصادية، لذلك فان استقرار العملات امر مهم». وشهد الدولار انخفاضا كبيرا امام اليورو في وقت سابق من هذا العام كما انخفض تحت مستوى المائة ين، الا انه استرد بعض عافيته ووصل حاليا الى اعلى مستوى له منذ ستة اشهر امام العملة الاوروبية.

وأمس شهد اليورو ارتفاعا عاما مواصلا انتعاشه من أدنى مستوياته في ستة أشهر مقابل الدولار وذلك بعد يوم من تصريحات لصناع سياسات بالبنك المركزي الاوروبي أخمدت تكهنات أن البنك بصدد خفض أسعار الفائدة. وكان أكسل فيبر عضو مجلس البنك واخرون قد قالوا أول من أمس ان الحديث عن خفض أسعار الفائدة سابق لاوانه مما دفع المتعاملين الى اعادة النظر في مضارباتهم على أسعار الفائدة في منطقة اليورو. واستمر تأثير هذه التصريحات محسوسا في معاملات أمس. واقترب اليورو من أعلى مستوياته على الاطلاق أمام الجنيه الاسترليني في حين تراجع الدولار ـ الذي وقع تحت ضغط أيضا من ارتفاع النفط باتجاه 120 دولارا للبرميل ـ عن أعلى مستوياته لعام 2008 مقابل سلة عملات التي سجلها في وقت سابق هذا الاسبوع. واستمر ضعف الاسترليني بعدما أظهر مؤشر لاسعار المنازل البريطانية أكبر تراجع سنوي في 17 عاما وسجلت مبيعات التجزئة أشد انخفاض لها منذ بدأ رصدها قبل 25 عاما. وتراجع مؤشر بنك انجلترا للجنيه الاسترليني الى أدنى مستوياته منذ 1996. وصعد اليورو 0.3 في المائة عن الاقفال السابق مسجلا 1.4770 دولار مرتفعا بذلك سنتين اثنتين عن أدنى مستوياته في ستة أشهر 1.4567 دولار الذي لامسه يوم الثلاثاء. وهبط مؤشر الدولار ثلثا في المائة الى 76.793 مبتعدا أكثر عن أعلى مستوياته هذا العام 77.619 الذي سجله في وقت سابق هذا الاسبوع. ومقابل العملة اليابانية انخفض الدولار ثلثا في المائة أيضا الى 109.10 ين. وتراجع مؤشر الاسترليني الى أدنى مستوياته في 12 عاما مسجلا 89.7.

من ناحية أخرى تسود القطاع المصرفي الياباني حالة اضطراب شديد بسبب سلسلة إعلانات الإفلاس في القطاع العقاري، الأمر الذي يعزز المخاوف بشأن نمو الاقتصاد الياباني ككل.

وبحسب وكالة الأنباء الالمانية ذكر مركز طوكيو شوكو ريسيرش للأبحاث الاقتصادية أمس أن موجة الإفلاسات التي تجتاح الشركات اليابانية هي الأقوى منذ خمس سنوات.

وكانت اليابان صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم قد تضررت بشدة من أزمة خسائر القروض عالية المخاطر في قطاع التمويل العقاري في الولايات المتحدة التي تفجرت العام الماضي حيث تراكمت الديون على شركات العقارات اليابانية مما أثار قلق المستثمرين والبنوك.

كانت أحدث حلقات مسلسل إفلاس الشركات العقارية اليابانية قد تمثلت في إعلان شركتي سوهكين هومز وسيبون كورب إفلاسهما الأسبوع الحالي.

أعلنت سوهكين هومز إفلاسها بعد عجزها عن سداد ديونها التي بلغت 33.89 مليار ين (310 ملايين دولار) قائلة إن إفلاس العديد من الشركات العقارية وشركات التمويل العقاري جعل من الصعب عليها الوفاء بالديون المستحقة عليها. ومن المقرر شطب سهم الشركة من البورصة اليابانية يوم27 سبتمبر(أيلول) المقبل.

ويتوقع الخبراء أن تؤدي المشكلات التي تواجهها شركات التطوير العقاري إلى إثارة حالة من القلق البالغ بين البنوك الصغيرة والمتوسطة في اليابان والتي تقدم القروض لشركات العقارات.