ماكين يعلن اليوم اسم نائبه والترشيحات تدور حول ثلاثة أسماء

اختياره قد يشعل ثورة غضب بين المندوبين داخل المؤتمر الوطني الجمهوري

TT

صرح اثنان من المخططين الاستراتيجيين التابعين للحزب الجمهوري على صلة بحملة جون ماكين الانتخابية أول من أمس، بأن السيناتور الجمهوري اتخذ قراره بشأن الشخص الذي سيخوض الانتخابات كنائب له. ومن المتوقع أن يكشف النقاب عن اختياره اليوم في الساعة الحادية عشرة صباحاً أمام حشد داخل أحد ملاعب كرة السلة في دايتون بولاية أوهايو. ومن الواضح أن الشخص الذي وقع اختيار ماكين عليه غير معروف بعد سوى للدائرة الضيقة من المستشارين المقربين له، والتي لا يتجاوز عدد أفرادها ثلاثة أو أربعة، وقد رفضوا جميعاً مناقشة هذا الأمر علناً. من ناحيتهم، أكد أعضاء الحزب الجمهوري المطلعون على مجريات الحملة الانتخابية لماكين، أنه لم يطرأ تغيير على كبار المرشحين لهذا المنصب، مما يعني أن التنافس ما زال محصوراً بين نفس الرجال الثلاثة الذين كانوا محور التكهنات على مدار الأسابيع الماضي وهم: حاكم ماساتشوسيتس السابق مت رومني، وحاكم مينيسوتا تيم بولنتي، وربما السيناتور جوزيف آي. ليبرمان، عضو الكونغرس المستقل عن كونيكتيكت.

ومن غير الواضح ما مدى جدية تفكير ماكين في صديقه المقرب ليبرمان، والذي يؤيد حقوق الإجهاض، وقد يسفر اختياره عن إشعال ثورة غضب بين المندوبين داخل المؤتمر الوطني الجمهوري المقرر عقده الأسبوع المقبل في مينيبوليس، إلى جانب إثارة رد فعل سلبي قوي داخل أوساط المسيحيين المحافظين، الذين يشكلون كتلة انتخابية بالغة الأهمية بالنسبة للحزب الجمهوري. ورغم ذلك، أشارت بعض الأقاويل إلى أنه حتى يوم الثلاثاء كان ماكين لا يزال يدرس فكرة اختيار ليبرمان، الذي سبق أن خاض الانتخابات الرئاسية كنائب لآل جور، عضو الحزب الديمقراطي، عام 2000. حال استقراره على هذا الخيار، فإن اختيار ماكين لليبرمان من شأنه المساعدة في اجتذاب أصوات النساء والمستقلين والعناصر المحافظة داخل الحزب الديمقراطي. وأعرب بعض الجمهوريين عن شكوكهم في أن يكون مساعدو ماكين يعمدون إلى ترويج فكرة اختيار ليبرمان بين المراسلين الصحافيين، بغض النظر عن حقيقة آراء ماكين الشخصية، كجزء من حملة تضليل لإثارة الاهتمام بقضية اختيار النائب وكي يبدو ماكين، الذي لطالما عارض الإجهاض، منفتحاً تجاه جميع الاحتمالات، وبالتالي فإنه يعد بمثابة مرشح مستقل أكثر منه جمهوري. كما لمح بعض الجمهوريين إلى أن ليبرمان عجز عن اجتذاب قدر كبير من التأييد عند ترشحه كنائب للرئيس عام 2000، وأن اختياره الآن سيثير سخط عدد من الناخبين، خاصة الإنجيليين، أكبر مما سيجتذب. ووصفت تقارير صحافية أن الدائرة المقربة من ماكين منقسمة على نفسها بشأن مسألة اختيار النائب، رغم تأكيد أحد المصادر الجمهورية المطلعة على أن هذه الدائرة لم تشهد أي نقاش داخلي محتدم بهذا الشأن. وبغض النظر عن آراء المساعدين، تشير الأقاويل إلى أن ماكين اتخذ قراره من تلقاء نفسه. يوم الأربعاء، ظل رومني أكثر المرشحين الذين يدور حولهم الحديث داخل دوائر الحزب الجمهوري وعلى شاشات التلفزيون، ويرجع السبب الرئيس وراء إلى النظرية القائلة بأنه سيساعد ماكين داخل ميتشيغان، وهي ولاية تتميز بأهمية جوهرية في الانتخابات الرئاسية القادمة، ويتولى والد رومني منصب الحاكم بها. إلا أنه في الفترة الأخيرة ارتفعت أسهم بولنتي نظراً لما يراه البعض بمثابة نقاط سلبية في رومني، خاصة ثروته في وقت يعاني فيه الكثير من الأميركيين من صعوبات مالية. وقد تعرض ماكين لهجوم من المعسكر الديمقراطي على هذا الصعيد بعدما عجز خلال لقاء أجري معه الأسبوع السابق عن الكشف عن عدد المنازل التي يملكها. جدير بالذكر أن المسؤولين عن حملة ماكين الانتخابية أعلنوا أنه يملك أربعة منازل، بينما أكد مسؤولو حملة أوباما أنه يملك ثمانية منازل بحساب المنازل التي تمتلكها زوجته. يذكر أن موقع Politico.com أشار مساء الأربعاء إلى أن كارل روف، الأب الروحي للرئيس بوش، حث ليبرمان في إطار محادثة هاتفية جرت بينهما مؤخراً على سحب اسمه من المرشحين، وهو طلب رفضه ليبرمان. من المعروف أن روف يرتبط بعلاقات وثيقة بالعديد من كبار مساعدي ماكين، وعكف منذ فترة بعيدة في دراسة أنماط فئات الإنجيليين الذين يثير اختيار ليبرمان سخطهم، في وقت يشكلون فيه أهمية جوهرية لضمان فوز المرشح الجمهوري في الانتخابات. وقد أشار أحد المقربين من ليبرمان، رفض الكشف عن هويته، إلى أن: «ليبرمان ضحك من هذا الاقتراح، وبالتأكيد لم يفعل ذلك». من ناحيتها، نفت متحدثة رسمية باسم روف هذا التقرير.

* خدمة «نيويورك تايمز»