في تطور علمي مذهل: العلماء يحولون الخلايا البالغة من صنف إلى آخر

قد يقود إلى إيجاد علاجات شافية لجملة من الأمراض

TT

في تطور مثير قد يقود الى إيجاد علاجات شافية لجملة من الامراض، ويقلب الجدال الدائر حول اخلاقيات وسياسات الابحاث الموجهة لانتاج الخلايا الجذعية الجنينية، نجح العلماء في تحويل صنف واحد من الخلايا البالغة الناضجة كلية، الى خلايا من صنف آخر تماما.

وعبر سلسلة من التجارب الدؤوبة على الفئران، عثر باحثو جامعة هارفارد على ثلاثة مفاتيح جزيئية يمكنها، أثناء قلبها، ان تحول كلية الخلايا الموجودة في البنكرياس الى خلايا ثمينة جدا لإفراز الانسولين، أي الخلايا التي يحتاجها بشدة مرضى السكري.

ولا تقدم التجارب التي نشرت تفاصيلها في مجلة «نيتشر» اول من امس، آمالا واعدة في علاج مرضى السكري فحسب، بل وايضا للمصابين بأمراض في القلب والسكتة الدماغية والعديد من الامراض الاخرى، اذ انها ستوفر إمكانات لإعادة برمجة قسم من خلاياهم لعلاج الخلايا المتضررة، من دون الحاجة الى تناول الادوية، او زراعة الاعضاء، او الخضوع لعلاجات اخرى.

وقال دوغلاس أ. ميلتون، المدير المشارك لمعهد هارفارد للخلايا الجذعية، الذي قاد البحث ان «هذا هو نوع من اعادة تشكيل الخلية.. وإن هدف انتاج خلايا مفقودة او تالفة لدى الانسان هو هدف مثير جدا».وقد لاقى التطوير الجديد ترحيبا حتى من قبل منتقدي ابحاث الخلايا الجذعية الجنينية، وهي الخلايا التي يمكن تغييرها كي تتحول الى أي نوع من خلايا الجسم، إلا انها تثير الجدل لانها تستخلص من الأجنة التي يتم تدميرها. وقال ريتشارد دويلفاينغر، المسؤول في منظمة «المؤتمر الاميركي للقساوسة الكاثوليك»: «انني لا أرى أي مشكلة في هذه الطريقة البسيطة».

وقال الباحثون في هذا المضمار الذي تعودوا على النجاحات فيه، انهم دهشوا جدا بالتطوير الجديد. وقال روبرت لانزا، رئيس الباحثين في شركة «أدفانسد سيل تكنولوجي» في وورستر في ماساشوستس، التي تطور علاجات بالخلايا الجذعية «لقد ذهلت.. لأن التطوير يطرح مبدأ جديدا في علاج الامراض».

وحذر ميلتون وزملاؤه من ان هناك حاجة لإجراء ابحاث لسنوات طويلة للبرهنة على امكانات تجسيد هذا التطوير في علاجات شافية. وقال لورانس غولدستاين، الباحث في الخلايا الجذعية بجامعة كاليفورنيا في سانت دييغو: «ان هذه الامور تبدو دوما، من الخارج، اكثر سهولة مما ينبغي عمله في داخل اجسام المرضى».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»