الأنبار تستعد لتسلم ملفها الأمني وسط خلافات حول قرار بنقل قائد شرطتها

رئيس مجلس إنقاذها لـ«الشرق الاوسط» : الحزب الإسلامي وراء نقل اللواء الدليمي إلى بغداد

جنود عراقيون خلال عملية تفتيش في اليوسفية جنوب بغداد أمس (أ.ب)
TT

بينما تستعد محافظة الانبار لتسلم ملفها الامني من القوات الأميركية في الاول من سبتمبر (ايلول)، اعرب مجلس انقاذ الانبار عن استغرابه لتزامن هذا الحدث مع قرار نقل قائد شرطة المحافظة اللواء طارق الدليمي الى مقر وزارة الداخلية في بغداد، متهما الحزب الاسلامي بزعامة نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي بأنه وراء القرار «لزعزعة الامن في المحافظة». وقال حميد الهايس رئيس مجلس انقاذ الانبار، «ان عملية نقل قائد شرطة الانبار من موقعه الى وزارة الداخلية، يشكل ضغطا سياسيا من قبل الحزب الاسلامي في المحافظة، على رموزها الذين ساهموا بشكل واضح وجلي في طرد عناصر (القاعدة) والسيطرة الامنية بمساعدة مجالس الانقاذ والصحوة، مع اقتراب تسلم الملف الامني في المحافظة». واكد الهايس في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، عبر الهاتف من مدينة الرمادي، «ان تفاهمات قد جرت مع الحكومة من اجل تجاوز بعض الخلافات السياسية مع اطراف في مجلس المحافظة، لكن عملية نقل قائد الشرطة جاءت بشكل مفاجئ، مما يدلل على ان هناك محاولات للسيطرة من قبل الحزب الاسلامي على ادارة النواحي العسكرية ايضا في المحافظة، وهذا الامر سيؤدي الى خلافات ربما ستؤدي الى عرقلة عملية تسلم الملف الامني».

من جانبه نفى عبد السلام العاني، رئيس مجلس محافظة الانبار، وهو من الحزب الاسلامي، ان يكون هناك أي تداخل بين عمل المجلس وهو يتخصص بامور المحافظة، وبين الحزب الاسلامي، الذي قد ينتمي اليه أي شخص في المدينة، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، الى ان هناك عدة مراحل من اجل تسلم الملف الامني في المحافظة، ومنها استكمال التجهيز اللوجستي واعداد الخطط من اجل السيطرة الامنية على المحافظة. مؤكدا ان عملية تسلم الملف «جاءت كمطلب لابناء المحافظة لاستكمال مشروع النجاح في استتباب الأمن فيها، وايضا كتشجيع لعملية التطوير والاعمار والاستثمار مع سيطرة القوات الامنية». وأشار العاني الى ان «هناك آلية لتسلم الملف الأمني بين الشرطة والجيش، التي جاءت بعد تداعيات سياسية واختلافات بين اطراف متعددة في المحافظة، وتم التوصل الى نقطة تلاقي من اجل خطوة نحو تحقيق السيادة العراقية على محافظة اخرى من محافظات العراق، وهي الانبار، وقد جرت الاستعدادات لهذا اليوم، الذي سيكون شاهدا على قوة العراقيين في هذه المحافظة». وحول الاتهام بالضغط السياسي في نقل قائد الشرطة، قال العاني: «ان هذا الامر غير صحيح وان مجلس المحافظة يعمل لصالح ابنائها».

على الصعيد نفسه اكد الدليمي الذي كان قد تسلم امر النقل امس، ان المحافظة على اتم الاستعداد لتسلم ملفها الامني، وان هناك 28 الف منتسب في الشرطة، اضافة الى وجود ألوية من الجيش العراقي، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الاوسط»، الى ان هناك لواء من شرطة الانبار يشترك الان في عمليات «بشائر الخير» في ديالى وكان لواء اخر قد اشترك في عمليات الموصل، وان هذا الامر اكبر دليل على جاهزية القوة العراقية لتسلم ملفها الامني في المحافظة، مشيرا الى ان التجاذبات السياسية هي التي ادت الى تأخير عملية تسلم الملف الامني، وان هناك توافقا الان من اجل اتمام هذا الامر. ورفض الدليمي التعليق على قضية نقله الى وزارة الداخلية وما اذا كانت ستتسبب في تأخير تسلم الملف الامني في المحافظة، التي كانت مقررة اصلا في يونيو (حزيران) الماضي.