الأمم المتحدة ترفض التجديد لمبعوثها إلى الصحراء

الرباط : الضغوط على فالسوم لن تجدي نفعاً لحل النزاع

TT

أعلن المبعوث الخاص للامم المتحدة في الصحراء الغربية الهولندي بيتر فان فالسوم ان الامم المتحدة لم تجدد تفويضه. وقال فالسوم، في مقالة نشرها بصحيفة «الباييس» الاسبانية أمس، إنه يكتب مقاله هذا على انه «مبعوث خاص شخصي سابق» لأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، مشيراً إلى أن الامانة العامة في الامم المتحدة لم تجدد تفويضه الذي ينتهي في 21 اغسطس (آب) الحالي.

وأكدت الناطقة باسم الامم المتحدة ماري اوكابي عدم تجديد تفويض فان فالسوم مشيرة الى ان «الامين العام (بان كي مون) يعرب عن تقديره لعمل مبعوثه الخاص» وانه «يبقى مصمما على تقديم خدماته الى الاطراف في المنطقة». واضافت ان تعيين مبعوث خاص جديد «سيجري قريبا».

ومن جهته، ثمن خالد الناصري، وزير الاتصال الناطق باسم الحكومة المغربية، المجهودات التي بذلها المبعوث السابق، وقال الناصري إن فالسوم أدى مهمته بكيفية تنم عن قدر كبير وعال من الموضوعية والجدية، أثناء إشرافه على المفاوضات المباشرة التي جرت بين المغرب وجبهة البوليساريو، بمنهاست إحدى ضواحي نيويورك.

واعتبر الناصري، في معرض جوابه على سؤال صحافي، عقب انتهاء اشغال المجلس الحكومي، أمس بالرباط، أن الضغوط التي مورست على فالسوم، حسبما أشارت اليه الصحافة الدولية، لن تجدي نفعا في حل نزاع الصحراء. وكانت جبهة البوليساريو قد هددت بمقاطعة الجولة المقبلة من المفاوضات حول الصحراء، ما لم تتم إقالة فالسوم. وتعرض فالسوم للضغط، كونه قال إن استقلال الصحراء يعد أمرا غير قابل للتحقيق، وغير واقعي. وقال الناصري «إن فالسوم كانت له الشجاعة الكافية، ليقول ما يقره كل عقلاء العالم، بأن إقامة دولة سادسة في منطقة المغرب العربي، ضرب من ضروب العبث»، مشيراً الى أن فالسوم شرف مجلس الامن، والامانة العامة لهيئة الامم المتحدة، حينما اعتبر قرار استقلال الصحراء، أمرا مستحيلا وغير واقعي، وليس حلا لنزاع الصحراء.

بيد أن الناصري أكد أن قرار تخلي فالسوم عن مهامه هو من اختصاص، بان كي مون، الامين العام الاممي، الذي وضع فيه الثقة الكاملة لكي يقوم بمهامه على أحس وجه، مضيفا أن بلاده لا تتصور عودة الامم المتحدة الى الاعوام التي وصفها بـ«العقيمة»، التي ميزت ملف الصحراء، في إشارة الى اقتراح إجراء استفتاء لسكانها، على اساس مبدأ تحديد الهوية، الذي برز كحل عقيم، كون النسيج القبلي لسكان الصحراء، يمتد نحو تخوم جنوب صحراء الجزائر، وشمال موريتانيا، ومالي، والنيجر، وهو ما يعرف بمنطقة الساحل والصحراء. وأكد الناصري أن حل نزاع الصحراء، سيسير وفق منظور علمي مبني على دراسات مستقبلية، متأنية وجدية، تحترم وحدة تراب المغرب على كافة أراضيه. ويهدد رحيل فان فالسوم الذي طالبت به جبهة البوليساريو في نهاية يونيو (حزيران) الماضي بتأخير جديد للبحث عن حل لازمة مستمرة منذ 30 عاما.

وذكر فان فالسوم في مقاله الذي نشر أمس ان «مشكلة الصحراء الطويلة والمعقدة» ليست «غير قابلة للحل» حتى لو بدا الامر صعبا. واعتبر ان «المخرج الوحيد الممكن من الازمة هو في ان تتمكن البوليساريو من التفكير في حل مفترض غير الاستقلال الكامل يطرح للتفاوض» على اساس الاقتراح المغربي. لكنه يتوقع ان يستمر الوضع الحالي بسبب جمود مواقف الاطراف المعنية.

ويقترح المغرب حلا واحدا يقضي بحكم ذاتي في المنطقة التي تبقى من ضمن سيادته، ما ترفضه جبهة البوليساريو بدعم من الجزائر. واعلنت البويساريو ان فان فالسوم «انحاز الى المغرب بعد ان صرح ان استقلال الصحراء الغربية خيار غير واقعي». وتجري الرباط والبوليساريو مفاوضات منذ 2007 برعاية الامم المتحدة في مانهاست قرب نيويورك. وانتهت الجولة الرابعة من المفاوضات في مارس (آذار) الماضي ولم يحدد موعد الجولة التالية.