النواب الصوماليون يستقبلون خطاب الرئيس ورئيس الوزراء بالصخب والضجيج

يوسف يتهم النواب بالعمل ضد الحكومة وعرقلة أعمالها

TT

رحب نواب البرلمان الصومالي في بيداوا بالرئيس الصومالي عبد الله يوسف أحمد ورئيس الوزراء نور عدي بالفوضى والصخب والضجة، أثناء إلقائهما خطابين في البرلمان لشرح البنود التي تم الاتفاق عليها بين الرجلين في أديس أبابا بوساطة إثيوبية .

وكان الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء وبرفقتهما رئيس البرلمان الصومالي آدم مدوبي قد عادوا إلى بيداوا أمس بعد قضاء أسبوعين في أديس أبابا حيث كان رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي يتوسط في الخلاف الذي نشب بين الرجلين بداية الشهر الحالي حول إقالة محافظ مقديشو، هذه الإقالة التي رفضها الرئيس يوسف وأعاد المحافظ محمد طيري إلى منصبه وتلا ذلك استقالات عدد كبير من الوزراء من مناصبهم الحكومية احتجاجا على قرار رئيس الوزراء.

وتحدث كل من الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء في جلسة البرلمان امس، لكن النواب الغاضبين قاطعوا المسؤولين وساد جو من الصياح والضجيج قاعة البرلمان لبعض الوقت، مما أدى إلى عدم تمكن الرئيس ورئيس الوزراء من إتمام كلمتيهما. وقال الرئيس يوسف «إن الخلافات بينه وبين رئيس الوزراء نور عدي قد انتهى، وأنهما سيعملان ابتداء من اليوم يدا واحدة في جميع القضايا».

وبعد مقاطعته من قبل عدد كبير من النواب، قال الرئيس يوسف لهم «ان عليهم أن يلتزموا بالبروتوكول وأن يستمعوا الى كلمته وإذا رفضوا الاستماع اليه فسيخرج من الباب». واتهم الرئيس يوسف النواب بالعمل ضد الحكومة وعرقلة أعمالها، وقال في نبرة غاضبة «سنرى ما سيحدث وماذا أنتم فاعلون». ثم تحدث رئيس الوزراء الصومالي نور عدي وقال «إنهما (الرئيس ورئيس الوزراء) اتفقا في أديس أبابا على تشكيل إدارة جديدة لمحافظة العاصمة» وأن جميع القضايا الخلافية بينهما نوقشت بمسؤولية وتم اتخاذ موقف موحد تجاهها».

وكما حدث مع الرئيس يوسف لم يتمكن رئيس الوزراء من الحديث طويلا في البرلمان لأن النواب قاطعوه أيضا بالصخب والضوضاء الى حد أنه لم يقدر على إسماع كلمته للنواب وبعدها تدخل رئيس البرلمان الصومالي آدم مدوبي وأمر النواب بالتزام الهدوء. وكشف مدوبي في حديثه عن أن البرلمان سيستمر في أعماله ابتداء من السبت المقبل وأنه ستتم مناقشة مشروع لسحب الثقة عن الحكومة لأنه تسلم هذا المشروع رسميا من بعض النواب، وقال أيضا هناك مشروع آخر مقدم الى البرلمان لمساءلة الرئيس وتقييم أدائه وستتم مناقشته في وقت لاحق».

وتم توزيع نسخ من الاتفاق الذي توصل اليه الرئيس ورئيس الوزراء الصوماليين على النواب للاطلاع عليه تمهيدا لمناقشته في جلسة للبرلمان من المقرر عقدها صباح السبت المقبل. وكان الخلاف المتفاقم بين الرئيس الصومالي عبد الله يوسف ورئيس الوزراء نور عدي حول الصلاحيات الممنوحة لكل منهما قد أدى الى قطيعة بين الرجلين انعكست أيضا على البرلمان الصومالي الذي انقسم هو الآخر الى معسكر مؤيد للرئيس ومعسكر آخر مساند لرئيس الوزراء ووصل تأثيره الى حد أن قدم النواب المؤيدون للرئيس مشروعا لسحب الثقة عن الحكومة التي يقودها نور عدي، فيما قدم النواب المؤيدون لرئيس الوزراء مشروعا لمساءلة الرئيس وتقييم أدائه تمهيدا لإقالته من منصبه.

في هذه الأثناء تواصلت الهجمات التي يشنها المسلحون على منازل النواب في مدينة بيداوا، وقد تعرض منزل يسكنه عدد من النواب لهجوم بالقنابل اليدوية الليلة قبل الماضية ونجا النواب الموجودون بالمنزل الا أن نجل أحد النواب قتل في هذا الهجوم إضافة الى مدني آخر. وكان منزل نائب رئيس البرلمان الصومالي محمد عمر طلحة، والنائب عثمان عاتو (وزير سابق) قد تعرضا أيضا لهجومين مماثلين أمس. وقد تكررت الهجمات من هذا القبيل في بيداوا مستهدفة عددا من المنازل التي يقيم فيها النواب ويصبح هذا الهجوم السابع من نوعه في بيدوا والذي يستهدف منازل النواب في هذه المدينة التي تحتضن مقر البرلمان الصومالي منذ بداية عام 2006 .

وفي العاصمة مقديشو نجا نائب قائد جهاز الشرطة الصومالية العقيد علي يَري من محاولة لاغتياله وقد شن مسلحون مجهولون هجوما الليلة الماضية على منزل العقيد يري بجنوب العاصمة مقديشو، واندلعت مواجهات مسلحة بين المسلحين المهاجمين وبين حرس المنزل، واستمر تبادل اطلاق الرصاص بين الطرفين عدة ساعات وحتى قبل الفجر بقليل، ونجا المسؤول من هذا الهجوم إلا أن 4 من حراسه لقوا مصرعهم، ولم تعرف هوية المهاجمين كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم. ويعد هذا الهجوم الأحدث من نوعه الذي يتعرض له ضابط بهذا المستوى من جهاز الشرطة.

وفي تطور آخر أطلق مسلحون صوماليون سراح رئيس مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في الصومال حسن كينان الذي اختطفته هذه المليشيات من منزله في يونيو الماضي.