عقار بوتوكس يتسبب في 5 حالات وفاة بألمانيا

مع تزايد إقبال النساء على عيادات التجميل

TT

يمكن لعقار بوتوكس أن يخلق المعجزات لكثير من النساء المتقدمات بالسن بسبب فعاليته في شد الوجه وتخليصه بسرعة من التجاعيد. لكن الحقيقة هي أن بوتوكس هو الغاز السام (بوتيولينوم) الذي يكفي مللغرام واحد منه لقتل الآلاف، ويمكن لأي خطأ في زرقه في الوجه أو في نسبة تخفيفه أن تؤدي إلى الموت أو العلل الدائمة.

ونقلت مجلة «فوكوس» الألمانية المعروفة عن نقابة الصيادلة الألمان خبر موت 5 ألمان بحقن البوتوكس خلال السنوات الماضية. ولم تشر النقابة إلى جنس الضحايا، لكن المعتقد أن معظمهم من النساء. وجاء في تقرير المجلة أن النقابة سجلت 210 حالات أدى فيها خطأ استخدام حقنة البوتوكس إلى مظاهر شلل خطيرة في جهاز التنفس وصعوبات في البلع. ونجمت معظم هذه الحالات عن الخطأ في تخفيف الحقنة أو الخلل في اختيار مكان الحقن.

وسبق للوكالة الأميركية للرقابة على الأدوية أن حذرت مطلع هذا العام من استخدام حقن البوتوكس في التجميل، وطالبت بحصر العلاج بالأطباء المختصين فقط. وجاء التحذير الاميركي بعد وفاة عدد من الأطفال المعانين من الشلل التخشبي تم علاجهم بالبوتوكس. وأدانت الوكالة موضة «حفلات البوتوكس» التي يقيمها الأميركيون لشد الوجه جماعيا.

وحذر فولغانغ بيكر ـ بروستر، رئيس تحرير مجلة «تيليغرام الصيدلة» الألمان من البحث عن عمليات شد الوجه باستخدام البوتوكس خارج ألمانيا. وأشار إلى أن السياح الألمان صاروا يخضعون أنفسهم لحقن البوتوكس أثناء السياحة، وفي محلات التجميل، بسبب رخص الأسعار. وحذر خبير العقاقير من العروض التي تقدمها الفنادق السياحية ومعاهد التجميل الأجنبية، علما أن شركات التأمين الصحي الألمانية ترفض تحمل كلفة معالجة المضاعفات الناجمة عن استخدام الغاز السام في التجميل في الخارج. يستخلص سم البوتيولينوم من بكتيريا كلوستيريديوم بوتيولينوم العنقودية، وهي بكتيريا تتكاثر بسرعة في الأغذية المحفوظة وقادرة على إنتاج السم بكميات قاتلة. ولأن هذه البكتيريا اللاهوائية كانت تصيب «الجذور» عادة فقد تم اشتقاق اسمها من الاسم اللاتيني «بوتيولينوم» الذي يعني «سم الجذور». وشاع استخدام سم البوتيولينوم منذ فترة في علاج تجعدات الوجه والصداع النصفي، ولكن بجرعات مخففة تماما وبإشراف الأطباء. ويعمل السم بشكل مباشر على الخلايا العصبية الموتورية (الحركية) التي تنسق العلاقة بين العضلات والأعصاب فيمنع إفراز مادة اسيتايل كولين المسؤولة عن انقباض العضلات. ويؤدي عجز العضلات عن الانقباض إلى الشلل ومن ثم إلى الموت حينما يمتد الشلل إلى العضلات التنفسية.