تدريبات عسكرية إسرائيلية لمواجهة «قنبلة قذرة» قد توقع ألف قتيل

باراك يعتمد على هذه التدريبات لتعزيز رصيده الحزبي

TT

تجري قوات الجيش الاسرائيلي تدريبات واسعة هذا الأسبوع على مجابهة خطر انفجار «قنبلة قذرة» (تحمل أسلحة كيماوية أو غازات) أو انفجار حقيبة تضم اشعاعات نووية مما يهدد بوقوع ألف قتيل.

وقد أثارت هذه التدريبات تساؤلات عدة في اسرائيل حيث رأى المنتقدون بأنها تتسبب في أجواء هلع من دون حاجة أو أسباب مقنعة. ورد ناطق بلسان وزارة الدفاع قائلا ان «وزير الدفاع ايهود باراك يسعى لاجراء تدريبات على أسوأ وأخطر الاحتمالات ولا يرى ان هنالك شيئا من المبالغة». وأضاف الناطق «قبل فترة وجيزة استخدمت عصابات الارهاب اليابانية قنابل تطلق غاز السيرين في القطار الأرضي في طوكيو، ولم يكن هناك من يصدق الامر. ونحن الاسرائيليين استخدمنا الغاز السام لاغتيال الارهابي الفلسطيني خالد مشعل (قائد حركة حماس) في عمان. فهل هناك من يضمن أن لا يكون بعض الجيران العرب يطورون أسلحة كهذه؟!».

وكان الجيش الاسرائيلي قد أجرى في الماضي تدريبات في هذا المجال ولكنها اقتصرت على فحص مدى جاهزية القيادات العليا لمجابهة خطر التعرض لأسلحة كيماوية. ولكن التدريبات هذه المرة اتخذت طابع مجابهة الاستخدام الفعلي لهذا السلاح. وتشارك فيها قوات الدفاع المدني وعدة دوائر تابعة لوزارت الداخلية والصحة والأمن الداخلي والبيئة والدفاع. وسيتم في اطارها زرع قنبلة دمية، لدى انفجارها سيتم التعامل مع الموضوع كما لو ان القنبلة تحتوي على أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو غاز أعصاب. كما ان التدريبات تشمل حالة تسميم مصادر المياه في اسرائيل أو حالة إدخال حقيبة تحتوي على إشعاعات نووية (راديو أكتيف) الى اسرائيل.

وفي كل حالة من هذه الحالات، يقدر قسم التخطيط في الجيش الاسرائيلي أن تكون النتيجة مقتل ألف اسرائيلي وإصابة ألوف آخرين بجروح. والتدريبات ستفحص ما إذا كانت قوات الطوارئ وعناصر الدفاع المدني والدوائر والمؤسسات المختلفة قادرة على مجابهة خطر استراتيجي كهذا. وستستغرق التدريبات 3 الى 4 أيام. ومعروف ان قوات الجيش الاسرائيلي تواصل تدريباتها العسكرية شبه اليومية في مناطق التدريب في هضبة الجولان السورية المحتلة. وقد أصبحت هذه التدريبات تشكل مصدر ازعاج للمستوطنين، وفي يوم أمس انتشرت حالة من الهلع في المناطق الشمالية في الهضبة من جراء الانفجارات التي وقعت خلال التدريبات. واضطر قادة الجيش الى تهدئة المواطنين.

تجدر الاشارة الى ان وزير الدفاع ايهود باراك يدير أوسع حملات تدريب منذ وصوله الى الوزارة، في أعقاب استقالة وزير الدفاع السابق، عمير بيريتس، الذي تعرض لهجوم كاسح من مختلف الجهات بسبب الإخفاقات الاسرائيلية في حرب لبنان الأخيرة. وهو يدعي ان الفشل في الحرب جاء بسبب القيادة السياسية والعسكرية السيئة وقلة التدريبات. ويعتمد بذلك على هذه التدريبات ليس فقط لتقوية الجيش، بل لخدمة أغراضه الحزبية والشخصية، حيث انه معني بأن ينظر اليه كجنرال قوي وهو الذي تبشر استطلاعات الرأي بأنه لا يحظى بشعبية وأن حزب العمل بقيادته سيمنى بفشل ذريع وهزيمة نكراء في الانتخابات القادمة، حيث سيهبط رصيده من 19 الى 12 ـ 13 مقعدا ويصبح لأول مرة ثالث أو رابع حزب في اسرائيل، مع انه الحزب المؤسس الذي حكم وحده أول 29 سنة في تاريخ اسرائيل.

وقد وجه باراك، الليلة قبل الماضية، تهديدات الى كل من ايران وسورية وحزب الله وحماس قائلا خلال لقائه مع القناة التجارية العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي «هناك من يبني على إخفاقاتنا في حرب لبنان. وأنا أقول لكم، ان الجيش الاسرائيلي تحت قيادتي لن يكون نفس الجيش الذي شاهدتم اخفاقاته في الحرب الأخيرة، بل سيظهر قدرات خارقة تجعل كل من يفكر في الاعتداء علينا يندم».