أردوغان يشارك في قمة رباعية بدمشق.. والمباحثات تتضمن السلام ولبنان والقوقاز

مصادر: ساركوزي سيثير مع الأسد قضية جلعاد شليط والملف الإيراني * جولة مباحثات خامسة بين دمشق وتل أبيب قريبا

TT

أعلنت الحكومة التركية أن رئيس الوزراء، رجب طيب أردوغان، سيشارك بعد غد في دمشق، في مباحثات من المتوقع ان تكون رباعية، وتضم سورية وتركيا وفرنسا وقطر، غير أنه لم تصدر تأكيدات رسمية من كل الدول الأربع المعنية. وأوضح نائب رئيس الوزراء التركي، جميل تشيتشك، اثر اجتماع حكومي أن هذه القمة التي ستعقد في الرابع من الشهر الحالي ستضم اضافة الى اردوغان الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة أل ثاني. وقال دبلوماسي تركي ان القمة ستنظم بمناسبة زيارة ساركوزي لسورية في الثالث والرابع من الشهر الجاري. وتتولى فرنسا حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي، فيما تتولى سورية الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة العربية، وقطر الرئاسة الدورية لمجلس التعاون الخليجي. وترعى تركيا مباحثات سلام غير مباشرة بين اسرائيل وسورية منذ مايو (أيار) الماضي.

وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس أن وزير الخارجية التركي، علي باباجان، سيصل إلى دمشق غدا للإعداد لزيارة أردوغان الذي سيصل إلى دمشق بعد غد. وأكدت المصادر أن زيارة باباجان إلى سورية تأتي في اطار مباحثات الجانب التركي مع الجانب السوري في معظم المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة أن تركيا ترعى مفاوضات غير مباشرة بين الجانب السوري والجانب الإسرائيلي، فضلاً عن حديث يجري تداوله في الأوساط الدبلوماسية العاملة في سورية أن زيارة أردوغان تتعلق في جانب منها بحرب القوقاز بين جورجيا وروسيا على اعتبار أن هذا الموضوع يهم تركيا وسورية كثيراً، كما يتضمن جدول المناقشات الملف اللبناني. وتبدأ زيارة ساركوزي لدمشق غدا، حيث يلتقي الأسد الذي استقبله في باريس في يوليو الماضي وذلك في اطار خطوات لتطبيع العلاقات على أعلى مستوى بين فرنسا وسورية. وحرصا منه على ان تضطلع فرنسا وأوروبا بدور في العملية السياسية في الشرق الأوسط، قال ساركوزي نهاية أغسطس انه عازم على «مواصلة الحوار الضروري» مع سورية وإنهاء عزلتها.

وأفاد مصدر مقرب من الملف لوكالة الصحافة الفرنسية ان فرنسا ترغب في عقد قمة رباعية في دمشق خلال زيارة الرئيس ساركوزي بمشاركة تركيا وقطر. وقال المصدر ان هذه القمة «مطروحة» في الوقت الحالي لكن «لم يتأكد شيء بعد». وسيثير ساركوزي مع الأسد مجددا قضية الجندي الاسرائيلي الفرنسي جلعاد شليط الذي أسرته مجموعات فلسطينية بينها حماس في غزة قبل اكثر من سنتين، والملف الايراني. وكان ساركوزي طلب من الأسد في 12 يوليو في باريس إقناع طهران بإظهار ما يثبت نيتها عدم حيازة السلاح النووي.

ويصل ساركوزي الى دمشق بعد ظهر غد يرافقه وزير خارجيته برنار كوشنير ثم يغادرها مساء الخميس الى باريس. وزار كوشنير سورية في 25 أغسطس للتمهيد لهذه الزيارة. ويعقد ساركوزي فور وصوله لقاء مع الأسد ثم عشاء عمل، ثم يفتتح في اليوم التالي في العاصمة السورية ثانوية شارل ديغول الفرنسية.

وجرى أول اتصال هاتفي بين الأسد وساركوزي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2007، ولكن في 30 ديسمبر (كانون الأول) التالي، قرر ساركوزي بدوره قطع العلاقات الثنائية على أعلى مستوى، متهما دمشق بإعاقة انتخاب رئيس في لبنان. وبعد انتخاب ميشال سليمان رئيسا في 25 مايو، فتح ذلك الباب أمام تطبيع العلاقات بين باريس ودمشق، وفي 13 يوليو دعا ساركوزي الأسد الى المشاركة في قمة الاتحاد من اجل المتوسط في باريس، ومن ثم حضور العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الفرنسي في 14 يوليو على جادة الشانزليزيه، مما اثار انتقادات في أوساط المعارضة.

وزيارة ساركوزي لسورية هي الأولى لرئيس فرنسي منذ تلك التي قام بها سلفه جاك شيراك في أكتوبر (تشرين الأول) 2002. وكان شيراك جمد العلاقات مع سورية على أعلى مستوى بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في فبراير 2005، رغم نفي سورية اي علاقة لها بهذا الاغتيال. ويأتي ذلك فيما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أمس أن إسرائيل وسورية ستستأنفان قريبا مفاوضاتهما غير المباشرة برعاية تركيا. وقالت الإذاعة ان وفدي البلدين سيتوجهان خلال الأيام المقبلة الى تركيا لإجراء جولة خامسة من المفاوضات غير المباشرة. وردا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية، اكتفى مسؤول اسرائيلي رفيع رفض كشف هويته بالقول ان استئناف المفاوضات «ممكن جدا». وخلال لقائهما السابق في نهاية يوليو، توافق الجانبان على مواصلة مفاوضاتهما في أغسطس.

وأعلن استئناف الحوار غير المباشر بين سورية وإسرائيل بعد توقفه ثمانية أعوام، في 21 مايو الفائت في شكل متزامن من جانب إسرائيل وسورية وتركيا. وسورية وإسرائيل في حالة حرب رسميا منذ 1948، لكنهما وقعتا اتفاقات هدنة أو وقف إطلاق نار. واعتبر الأسد في 12 يوليو أن المفاوضات المباشرة قد لا تبدأ قبل تسلم الرئيس الأميركي الجديد مهامه مع بداية السنة المقبلة.