جدل بين الأصوليين حول علاقة مغنية القائد العسكري لحزب الله مع «القاعدة»

السباعي لـ«الشرق الاوسط»: تنظيم بن لادن لم يكن في حاجة إلى خدماته مع وجود أبو خباب وضباط مصريين بالمعسكرات

TT

ثار جدل بين الاسلاميين في لندن على خلفية التقرير الذي نشرته «الشرق الاوسط» امس عن علاقة عماد مغنية ـ القائد العسكري لجماعة حزب الله اللبنانية الذي اغتيل فبراير (شباط) الماضي، وكشف قيادي اصولي باوروبا عن مشاركة مغنية كحلقة وصل في التحالف بين حزب الله وإيران في الترتيب لقيادات من «الجماعة الاسلامية» المصرية مثل محمد الاسلامبولي (ابو خالد المصري) ورفاعي طه (ابو ياسر) المسؤول العسكري للجماعة، والشيخ مصطفى حمزة (ابو حازم) امير الجماعة الذي تسلمته مصر من ايران لاحقا بموجب صفقة بين البلدين عام 2003، وكان ابو حازم قد سافر إلى أفغانستان وتنقل في عدة دول منها باكستان والسودان وإيران، وكان المسؤول عن الجماعة الإسلامية التي قامت بعدة عمليات ضد السلطات المصرية منذ منتصف الثمانينات حتى عام 1997. وكشف القيادي الاصولي، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان مغنية شارك في تسهيل مهمة الاصوليين المصريين في ايران منذ عام 1992، وذكر ان زوجة رفاعي طه وأولاده كانوا يعيشون مع أولاد وزوجة مصطفى حمزة في منزله بمدينة مشهد في إيران بعد تسليم رفاعي من سورية الى مصر. وسمحت السلطات المصرية لزوجة رفاعي وأولاده بالرجوع إلى مصر، وعادت الى مصر ايضا العديد من زوجات الاسلاميين المصريين المقيمين في ايران. إلا ان اخطر ما كشفه القيادي الاصولي ان حزب الله درب عام 1996 اربعة من قيادات الجهاد المصري على اعمال الرصد والاستطلاع والمقاومة المسلحة وتفخيخ السيارات، وكانت الصفقة تقضي بان لا يذهب الاربعة الى مصر، لكن قيادات الجهاد المصري دفعت بهم في وقت لاحق تحت اسماء مزورة الى داخل مصر، ولكن تم اعتقالهم، ما اثار حرجا كبيرا في صفوف حزب الله. إلا ان الدكتور هاني السباعي، مدير مركز «المقريزي» للدراسات بلندن، والذي كان محسوبا على جماعة الجهاد المصرية قبل لجوئه الى بريطانيا نفى لـ«الشرق الاوسط» لقاء بن لادن، او ايمن الظواهري، مع مغنية، باعتبار ان ذلك كان سيضر بسمعة «القاعدة» كتنظيم سلفي جهادي في العالم السني. وقال :«لا توجد مناطق التقاء بين مغنية والقاعدة»، مشيرا الى ان «القاعدة» لم تكن في حاجة الى خبرة مغنية في المتفجرات، لان «القاعدة» كان لها كوادرها الخاصة من ضباط مصريين وفلسطينيين محترفين شاركوا في تدريب عناصر التنظيم في معسكر الفاروق ودارونتا ولوغار وجاجي وبدر والقادسية خلال وجودهم في افغانستان قبل سقوط حركة طالبان نهاية عام 2001 . واوضح أن على من يقول إن مغنية، الذي كان مطلوبا اميركيا، درب عناصر «القاعدة»، ان يتذكر الضباط والخبراء المصريين الذين كانوا يعيشون في معسكرات «القاعدة» مثل ابو عبيدة البنشيري الذي غرق في بحيرة فكتوريا عام 1996، وعبد العزيز الجمل (ابو خالد) ومحمد مكاوي، ومحمد عاطف (ابو حفص) المسؤول العسكري للتنظيم الذي قتل في قندهار نهاية عام 2001، ومدحت مرسي السيد عمر (ابو خباب) كيماوي «القاعدة» الذي قتل في وزيرستان الحدودية الشهر الماضي، مشيرا الى ان مدربين عسكريين قتلوا في القصف الصاروخي على معسكر الفاروق في عهد الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون، بعد تفجير السفارتين عام 1998. واشار السباعي الى ان الجماعات السلفية الجهادية مثل «القاعدة» كان من الصعب عليها التعامل مع تنظيمات شيعية مقاتلة، وقال ان طالبان كحركة سنية شنت حربا ضد شيعة الهزارة، استدعت تدخلا ايرانيا على الحدود، لانه كان من الصعب التنازل عن مسميات مثل «المساس بالصحابة» من قبل الشيعة. واعرب السباعي، الاصولي المصري، عن اعتقاده بان مغنية الذي كان مطلوبا في 42 دولة وارتبط اسمه بحزب الله في الهجوم على ثكنة لمشاة البحرية الاميركية في بيروت عام 1983 وتفجير سفارة الولايات المتحدة في نفس العام وكذلك الهجوم على قاعدة فرنسية مما أودى بحياة 58 مظليا فرنسيا، «قتل في صفقة مع الاستخبارات السورية والموساد»، لان الواضح اليوم ان جميع الملفات السورية العالقة بدأت تفتح، ويحدث انفراج في ملف المفاوضات بين سورية واسرائيل عبر الوساطة التركية».