ماكين يؤكد «أميركا أولا» ويقلص من فعاليات الاحتفال لتتويجه مرشح الجمهوريين للرئاسة

الحزب الجمهوري يقع ضحية «غوستاف».. وخبر حمل ابنة بالين يخطف اول ايام مؤتمره

صورة لبريستول، ابنة المرشحة لتولي منصب نائب الرئيس سارة بالين، وهي تحمل شقيقها تريغ وتقف الى جوار المرشح الجمهوري جون ماكين. واثار ظهور بريستول حاملة تريغ تكهنات بأنه ابنها وليس شقيقها، مما دفع والدتها بالاعتراف ان بريستول حامل مع التأكيد ان تريغ بالفعل شقيقها (رويترز)
TT

بعد مؤتمر شغل الإعلامين الأميركي والعالمي لأكثر من أسبوع نظمه الحزب الديمقراطي في مدينة دنفر في كولورادو، كان الحزب الجمهوري يأمل بضجة شبيهة لمؤتمره الذي ينظمه في مدينة سانت بول في ولاية مينيسوتا. إلا أن اعصار «غوستاف» الذي يضرب السواحل الشرقية للولايات المتحدة منذ يومين ويهدد بكوارث قد تفوق ما تسبب به اعصار «كاترينا» قبل ثلاث سنوات، قضى على آمال الحزب الجمهوري الذي اضطر إلى غالبية النشاطات في برنامجه الذي من المفترض أن يستمر لأربعة أيام، يعلن في ختامها جون ماكين قبوله ترشيح الحزب له للرئاسة رسميا، ليسجل بذلك المرة الأولى في تاريخ البلاد حيث يلغي حزب نشاطات مؤتمره بسبب كارثة.

فحتى في ظل الحروب، استمرت مؤتمرات الحزبين، تأجل بعضها وتأثر بعضها الآخر ولكن لم يتم الغاء نشاطاتها. ابراهام لينكولن، الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة، قبل ترشيح الحزب الجمهوري في عام 1860، في ظل الحرب الأهلية، في مؤتمر نظم في بالتيمور. وفي عام 1864، أعلن الحزب الديمقراطي تأجيل مؤتمره بضعة أشهر لاعلان تسمية مرشحه جورج ماكليلان رسميا للرئاسة.

وبعد أن أعلن الرئيس الأميركي جورج بوش ونائبه ديك تشيني الغاء مشاركتهما في المؤتمر بسبب الاعصار، أعلن الحزب الجمهوري بناء على طلب ماكين، الغاء حفل الافتتاح الذي كان مقرراً مساء أمس وكل النشاطات والكلمات الأخرى، والابقاء على الندوات الأساسية التي يتوجب عليه اقامتها قانونا لتشريع ترشيح ماكين للانتخابات الرئاسية. وبحسب القانون الداخلي للحزب، يتوجب رسمياً ترشيح الموفودين خلال المؤتمر العام المرشح للرئاسة. الا ان ماكين انتهز هذه الفرصة ليعيد التأكيد على عنوان حملته الانتخابية وهو «البلد اولاً»، مؤكداً انه يضع البلاد ومصلحتها امام الاعتبارات السياسية.

وقال ريك دايفيس، مدير حملة ماكين: «نحن قلقون كثيرا على سكان ولايات منطقة الخليج، واهم اولوياتنا مساعدة الذين سيتأثرون باعصار غوستاف. هذا ليس وقتا للاحتفالات السياسية، هذا وقت لكي نتضامن سويا ونساعد السكان الذين هم بحاجة الى ذلك». وشرح دايفيس ان سبب الابقاء على لقاءات محدودة، هي لدواع قانونية، وقال: «لكي يتمكن الحزب الجمهوري من تسمية مرشحه ماكين رسميا وجعله مخولا لان يوضع اسمه على لائحة المرشحين للرئاسة، نحن مجبورون قانونا لاجراء عدد من اللقاءات الرسمية». وأضاف دايفيس ان قرار تعديل البرنامج في الايام المقبلة، سيتخذ يوما بيوم وبحسب التقارير الواردة عن اعصار «غوستاف».

وأعلنت الحملة أيضا تشكيل فريق عمل يضم ممثلين عن الولايات التي أصابها او سيصيبها «غوستاف»، وهي لويزيانا وتكساس وميسيسبي والاباما وفلوريدا. كما أعلنت وضع طائرة خاصة بتصرف المندوبين من الولايات المعرضة للاعصار، واستعدادها لنقل من يريد منهم للبقاء الى جانب عائلاتهم.

وشدد مدير عام الحزب الجمهوري روبرت دانكن أيضا على ان الاولوية هي لسلامة سكان الولايات المعرضة لاعصار، وقال: «سنتصرف كأميركيين وليس كجمهوريين لمساعدة السكان المحتاجين». وانتهز المرشح الجمهوري فرصة توقفه في ووترفيل في ولاية اوهايو امس للمشاركة في اعداد طرود مساعدات مخصصة لضحايا الاعصار «غوستاف». وقال ماكين بينما كان يوضب مواد تطهير وتنظيف وقفازات وصابون والعاب في الصناديق «هذا كل ما يهم». وشكر المرشح الجمهوري المتطوعين في الجمعية الخيرية التي قامت بهذه المبادرة والذين على غرار «ملايين الاميركيين يخدمون قضية اكبر من مصالحهم الخاصة ويضعون مصلحة بلدهم اولا». و«البلد اولا» هو الموضوع المركزي للمؤتمر العام للحزب الجمهوري.

ومن جهته، استعاض المرشح الديمقراطي باراك اوباما عن خطاب كان سيلقيه في ديترويت امس بنداء دعا فيه الاميركيين الى التوحد لمساعدة الضحايا المحتملين للاعصار «غوستاف». وقال اوباما امام حشد من الناشطين، معظمهم نقابيون، في يوم عيد العمال الاميركي «اريد ان يعي الجميع ان هناك وقتا لتبادل الحجج السياسية، ولكن هناك ايضا وقتا للتوحد بوصفنا اميركيين». واضاف: «اعلم ان جون ماكين يتمنى الافضل لمن تم اجلاؤهم. اعلم ان جورج بوش يتمنى لهم الافضل وانا ايضا».

وعلى الرغم من الغاء كلمتي بوش ونائبه في اليوم الاول من المؤتمر الذي انطلق رسمياً امس، الا ان السيدة الاولى لورا بوش كانت متواجدة في سان بول. ورغم ان خطابها، الذي كان من المرتقب ان تلقيه ليل امس، الغي، الا انها حضرت المؤتمر للتواصل مع الجمهوريين. وتحدثت لورا بوش أمس عن تجربة زوجها بعد اعصار «كاترينا»، مؤكدة انه تعلم الدرس من تلك التجربة. واضافت في مقابلة مع برنامج «غود مورنينغ اميركا» أمس ان بوش تعلم ان «اهمية تنسيق كافة مستويات الحكومة». وعقدت بوش لقاءات مع مندوبين من الولايات المنكوبة، كما ظهرت تساند زوجة المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية سيندي ماكين. وعبرت السيدة الاولى عن سعادتها باختيار ماكين سارة بالين نائبة له، قائلة: «لقد حققت امنيتي، سيمكن لي التصويت لصالح سيدة جمهورية لتكون نائبة رئيس». وأضافت: «لها خبرة تربية 5 اطفال، والكثير من النساء سينظرون اليها باحترام ومودة». وتعديل برنامج مؤتمر الحزب الجمهوري، قد يكون سيفا ذا حدين بالنسبة الى الجمهوريين. فمن جهة، قد ينظر اليه على انه الحزب الوطني الذي يتعالى على الدعاية السياسية امام الكوارث، خصوصا انه لا يزال يعاني من آثار سوء تعاطي ادارة بوش مع كارثة اعصار «كاترينا».

ومن جهة أخرى، فان الجمهوريين لن يحظوا بحق الرد الملائم على مؤتمر الديمقراطيين الذي استطاع جذب الملايين من المشاهدين في العالم، وحظي بتغطية اعلامية مكثفة طوال اسبوع انعقاده، فيما طغت اخبار «غوستاف» على تغطية المحطات الاميركية التي تجاهلت بشكل شبه تام مؤتمر الحزب الجمهوري. ولن يتمكن ماكين من رد الاتهامات الكثيرة التي وجهت اليه خلال مؤتمر الديمقراطيين، ولا حتى من تقديم سارة بالين، حاكمة ولاية تكساس غير المعروفة على الصعيد الوطني، والتي اختارها للترشح معه كنائبة للرئيس. وعلى كل حال غابت عن الحملة الانتخابية الاميركية امس التصريحات الشديدة اللهجة المتبادلة بين المرشحين مع دعوات لتوحيد صفوف الاميركيين في وجه اعصار «غوستاف».

الا انه حتى قبل ان يصل غوستاف الى السواحل الاميركية، كان الفرق واضحا بين التحضيرات التي بذلها الحزب الديمقراطي لمؤتمره في دنفر وتلك التي بذلها الحزب الجمهوري لحزب في سان بول. ففي دنفر، تحضرت المدينة لاستقبال مؤتمر الديمقراطيين وكأنها تتحضر لاحتفال أو كارنفال. اعلان الحزب الديمقراطي ملأ المكان. وصور وشعارات اوباما علقت على السيارات والشرفات. وفي كل زاوية وشارع، بسط الباعة اكشاكهم وملؤوها بالقمصان والشارات المطبوعة بصور اوباما وزوجته ميشال وجو بايدن الذي اختاره اوباما للترشح معه كنائب للرئيس. شوارع دنفر لم تهدأ، نهارا وليلا. وتمكن الحزب الديمقراطي من جذب الالاف من انحاء الولايات المتحدة، وخصوصا من هم في عمر الشباب، للمشاركة في النشاطات التي اقيمت طوال الاسبوع واختتامها بحضور كلمة اوباما في ملعب «انفسكو». أما سان بول، فقد بدت قبل يوم من بدء الحزب الجمهوري مؤتمره، هادئة عادية، وكأن لا شيء يحدث فيها. لا أكشاك لبيع قمصان ماكين، ولا تجمعات ولا شبان يملأون الشوارع ولا مظاهرات ولا حتى الكثير من رجال الشرطة. الدلالة الوحيدة التي كانت تؤشر الى حدوث شيء في المدينة، كان اغلاق بعض الشوارع وتحويل الطرقات في وسط المدينة وتطويق مبنى اكسل «للطاقة» الذي يستقبل مؤتمر الحزب الجمهوري بالحواجز الحديدية والشرطة.

وفي تطور قد يحرج الحزب الجمهوري، أعلنت بالين أمس ان ابنتها غير المتزوجة حامل منذ خمسة اشهر. واعلنت بالين ان ابنتها بريستول تنوي الزواج من والد الطفل، من دون الافصاح عن تفاصيل هويته. وجاء هذا الاعلان بعد ما انتشرت اشاعات عبر الانترنت بأن ابن بالين الاصغر، الذي ولد في ابريل (نيسان) الماضي ليس ابنها بل حفيدها. وردت بالين على هذه الاشاعات في بيان جاء فيه: «ابنتنا الجميلة بريستول جاءت الينا بأخبار نعلم بانها ستجعلها تكبر بسرعة اكثر مما كنا نتوقع. اننا فخوران بقرار بريستول للاحتفاظ بجنينها وفخوران اكثر باننا سنصبح جدا وجدة».

* لقطات

* قلصت فعاليات اليوم الاول من المؤتمر من حوالي 7 ساعات الى ساعتين ونصف الساعة فقط.

* ما زال مصير الجدول للمؤتمر الوطني، الذي يستمر حتى يوم الخميس، معلقاً وقيد التعديل. وصباح امس سُحب الجدول الاول الذي كان على الموقع الالكتروني للحزب.

* قنوات الاخبار رئيسية مثل «سي إن إن» و«فوكس نيوز» خصصت ساعات من التغطية لإعصار «غوستاف» على حساب المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري.

* قرر منظمو الحزب تغيير تسمية اللقاءات الليلية للموفدين من «حفلات» الى «اجتماعات» ضمن جهود الحزب في التقليل من الجو الاحتفالي للمؤتمر في وجه الكارثة الطبيعية.

* حملة ماكين جهزت طائرة خاصة لتنقل الموفدين في المؤتمر العام في سان بول الى ولاياتهم، اذا كانت معرضة للإعصار وارادوا العودة لها.