المسيحيون المحافظون يتحمسون بعد ظهور بالين في قائمة المرشحين

الحزب الجمهوري يأمل بكسب الناخبين الإنجيليين باختيارها مرشحة لنائب الرئيس

TT

خارج الكنيسة الإنجيلية في سيدار رابيدز، بولاية أيوا الاميركية، التف الأصدقاء وأعضاء الكنيسة حول دافيد تشانغ بصورة مفاجئة وهم مبتهجون للغاية بسبب الترشيح الانتخابي لحزب الجمهوريين لمنصب نائب الرئيس. ويقول تشانج، مندوب المؤتمر الوطني الجمهوري، في هذا الصدد: «لقد التف حولي بضعة أفراد، فقد كان ما حدث بمثابة تغير سريع بين يوم وليلة».

كما نقل رالف رييد، المدير السابق لمجموعة «الائتلاف المسيحي»، نفس ردود الفعل في كنيسته في مدينة اتلانتا. وكل ردود الأفعال هذه كانت ردًا على اختيار المشرح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الاميركية جون ماكين لحاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين لتكون المرشحة لشغل منصب نائب الرئيس في حملته الانتخابية الرئاسية. ويقول ريد: «إنه شيء رائع بالفعل». وبالنسبة للمحافظين المسيحيين، الذين يراقبون بقلق بالغ تجاهل قضاياهم أو الحط من قدرها على يد الجمهوريين خلال انتخاباتهم الأولية، فقد أحدثت مفاجأة إضافة الحزب الجمهوري لسيدة تربت على تعاليم كنيسة «بنتيكوستال»، والتي وصفت نفسها ذات مرة بأنها ضد الاجهاض بدرجة تنافس أي مرشح آخر، لشغل منصب نائبة الرئيس في الانتخابات الرئاسية، تحولا كبيرا. ويرى هؤلاء المحافظون أن ذلك الأمر عمل على تحويل دفة الانتخابات التي بدأ الكثيرون منهم يعتبرونها ليست ذات أهمية. والآن يأمل الجمهوريون مثل ريد، الذي وصف اختيار بالين على أنه «ضربة مباشرة في قلب الحركة الانجيليين»، أن يستفيد الحزب في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) من هذا الجزء المهم في قاعدته والذي يعمل بنشاط، شأنه شأن المناصرين الشباب لحملة المرشح الديمقراطي باراك أوباما.

وظهر أن المكاسب الانتخابية التي حصل عليها الديمقراطيون وفقدان المناصرين المتميزين مثل توم ديلاي (زعيم الأغلبية الجمهورية السابق بمجلس النواب) وإخفاق المرشحين الرئاسيين للحزب في بزوغ أي منهم ليخلف الرئيس جورج بوش في الدفاع عن القضايا الخاصة بالمسيحيين المحافظين، كانت بمثابة علامات على أن تأثير الانجيليين قد بدأ في الانحسار. كما عمل ظهور ماكين كمرشح للحزب، والذي انتقد في وقت سابق زعماء اليمين المسيحيين في أولى جولاته الانتخابية، على زيادة هذا الانحسار. ويقول كولين بارو، المدير التنفيذي لـ«الائتلاف الوطني الجمهوري من أجل الحياة»: «كان الجميع محبطين». ولكن توني بيركينز، رئيس مجلس «أبحاث الأسرة»، اوضح أن أداء وإنجاز ماكين خلال منتدى المرشحين الذي عُقد في كنيسة سادلباك منذ أسبوعين والذي أعاد فيه تأكيده على موقفه المتواصل بشأن معارضة الإجهاض قد أبهجا المحافظين المسيحيين. وقد تبع هذا الأمر على الفور تبني حزب الجمهوريين لبرنامج أسعد هؤلاء المحافظين. والآن، يقول العديد من الانجيليين إن بالين تقدم لهم فرصة جديدة لتجديد شباب الحركة. ويقول ألان وولف، مدير مركز «بويسي للدين والحياة الأميركية العامة» والتابع لكلية بوسطن: «إن هؤلاء الذين خدعهم حلفاؤهم الجمهوريون المرة تلو الأخرى، قدروا هذه الخطوة كثيراً، واتجهوا إلى الترحيب بها (أي بالين) من دون أن يعرفوا الكثير عنها».

ويعتبر السجل السياسي لبالين ملائمًا لكل الاختبارات الضرورية التي يفرضها المحافظون الاجتماعيون: فهي تعارض الزواج المثلي وتقديم الإعانات المالية للأزواج، وتؤيد حظر الأبحاث على استنساخ الخلايا الجذعية الجنينية، كما أثارت في السابق فكرة أن يتم تدريس نظرية الخلق والتكوين في المدارس العامة. أما على صعيد حياتها الخاصة، وخلفيتها الدينية، فتقول الناطقة باسم بالين إنها تذهب بصورة معتادة إلى الكنائس التي لا تنتمي إلى طائفة محددة، وتضيف أن قرارها بإنجاب طفلها الخامس بالرغم من إخبارها بأن لديه مرض متلازمة داون ـ التي يولد بها الأطفال وهم مصابون بالداء المنغولي ـ يعتبر بمثابة شهادة قوية للعديد من النشطاء المسيحيين على انها قريبة منهم.

وتقول كاثي آدامز ـ زعيمة المؤتمر الوطني للحزب في تكساس ـ إنها سعيدة للغاية بأن تكون هناك سيدة مثلها تخوض السباق لأحد أهم وأرفع المناصب بالبلاد. وأفادت آدامز لدى وصولها إلى منطقة سانت بول: «من المبهج للغاية أن يكون لديك شخص متمسك بالإيمان».

وتوضح جيسيكا إيتشارد، الناشطة في الائتلاف الوطني الجمهوري من أجل الحياة، أنها لم تكن ستضع صورة ماكين على سيارتها أو داخل حديقة منزلها ـ في تعبير على تأييدها له ـ إلا أنها الآن ستمضي لوضع صورته إلى جانب بالين. وعشية يوم الثلاثاء، كان من المتوقع حضور 700 شخص من مناهضي عمليات الإجهاض لحضور حفل استقبال بعنوان «لايف أوف ذا بارتي» في فندق «كراون بلازا» في سانت بول، وقد اُختيرت بالين لتكون ضيفة شرف الحفل قبل أن يختارها ماكين لتكون المرشحة لمنصب نائب الرئيس إلى جانبه في حملته الانتخابية. ويقول بارو إنه منذ إعلان ماكين عن هذا القرار، انهالت الاتصالات الهاتفية علينا من العديد من الوفود الذين يريدون الحصول على تذاكر لحضور الحفل. وفي الفنادق والمطاعم الموجودة في سانت بول بولاية مينوبوليس، عمد الانجيليون إلى مناقشة أفضل السبل من أجل العمل على توجيه الحزب الذي يؤيدونه للاتجاه الصحيح، بالرغم من أن المرشح الخاص بالحزب كان قد قلل من فعالية المحافظين في وقت سابق.

وقد أشار العديد من قادة الانجيليين إلى أن البهجة والسعادة الغامرة بين مجتمع البروتستانت قد تكونان أكثر كثافة نظرًا إلى الإحساس الشائع الذي يعتريهم بأنهم تفادوا أمرًا شديد السوء. وفي الأيام التي سبقت إعلان نائب الرئيس الأسبوع الماضي، كان المصوتون من المحافظين المسيحيين ملتفين حول بعضهم بعضا ومستعدين للانفجار إذا أقدم ماكين على اختيار نائب يؤيد الإجهاض. وقد أفاد ريد بأن غزل ماكين مع ريدج وليبرمان كان المراد منه الإثارة عندما تم الإعلان عن اسم بالين. وقال: «إن ذلك عمل على زيادة الحماس بصورة كبيرة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الاوسط»