الممثلة المغربية سناء عكرود لـ «الشرق الأوسط»: في رمضان اكتفي بوجبة الإفطار من دون عشاء أو سحور

يوم رمضاني في حياة المشاهير

الممثلة المغربية سناء عكرود («الشرق الأوسط»)
TT

لم تغير أضواء الشهرة شيئا من شخصية سناء عكرود، الفتاة العفوية البسيطة، التي بقيت مرتبطة بجذورها، متمسكة بهويتها، وهي القادمة إلى الوسط الفني من مجتمع محافظ.

كل عام تمضي عكرود الأسبوع الأول من شهر رمضان في مسقط رأسها بمدينة تارودانت، جنوب المغرب، مستمتعة بدفء الأسرة، وكرم الضيافة، حيث تنتعش الروح بذكريات الطفولة وسط عبق الماضي خلف أسوار هذه المدينة التاريخية.

ما ان ينقضي الأسبوع الأول، حتى تحزم عكرود حقيبة السفر، عائدة إلى مكان عملها في مدينة الدار البيضاء، لاستئناف نشاطها الفني من جديد، والوفاء بالتزاماتها مع المنتجين والمخرجين، وكتاب السيناريو لمراجعة أدوارها. عكرود لا يتغير إيقاع برنامجها اليومي عن سائر الأيام الأخرى، تقول إنها لا تسهر كثيرا، بل تنام باكرا، لتستيقظ باكرا، تطبيقا للمثل الشعبي المغربي الشائع «الفياق بكري بالذهب مشري» (الاستيقاظ مبكرا يشترى بالذهب).

تحرص عكرود على الصلاة، كأول لقاء لها مع ربها في الصباح، حمدا وشكرا له على منحها نعمة الحياة في يوم جديد، تعلق قائلة: «أنا أصلي دائما، ولست من أولئك الذين لا يتذكرون الصلاة إلا في شهر الصيام». بعد أدائها لفريضة الصلاة، تنصرف إلى سماع ما تيسر من القرآن الكريم، قبل البحث عن آخر الأخبار في قنوات التلفزيون الفضائية، والرد على الرسائل عبر بريدها الإلكتروني، وعكرود واحدة من «المتبحرات» جدا في عوالم الإنترنت الواسعة التي تلف العالم كله.

تخصص عكرود جزءا من الفترة الصباحية للتردد على أحد الأندية، لممارسة رياضتها المفضلة باستعمال بعض الآلات الرياضية، ثم تكمل بقية النهار في إنهاء معاملاتها الإدارية، أو قضاء بعض أغراضها الشخصية والفنية، في انتظار حلول موعد الافطار.

وعن سر محافظتها على رشاقتها، تقول عكرود، إنها لا تتبع أبدا أي أسلوب من أساليب الحمية الغذائية، وأن سبب نحافتها، يعود بالدرجة الأولى إلى معاناتها من ضعف مزمن في الشهية، ليس في رمضان فقط، وإنما على امتداد سائر الأيام. وغالبا ما تكتفي بتناول وجبة الإفطار فقط، من دون عشاء أو سحور، مشيرة إلى أن الوجبة الرئيسية لديها هي «الحريرة» (شوربة مغربية)، إضافة إلى كأس عصير وحليب وماء وبضع ثمرات «لست من الأكولات» تضيف ضاحكة.

ولا يعني هذا أنها تخاصم المطبخ، فهي «طباخة جيدة»، على حد قولها، ولا تنكر أنها تستعين أحيانا بكتب الطهي لدى إعداد وجبة جديدة، أما تخصصها الذي برعت فيه، حسب قولها، فهو «طاجين الدجاج بالبصل والليمون الحامض» الذي تقدمه لضيوفها، وتنال عليه عبارات الثناء.

تعشق عكرود البقاء في البيت بعد المساء، وتعتبر مسكنها، حيث تعيش وحيدة، هو واحتها الظليلة، وحديقتها السرية، وتصف نفسها بأنها «بيوتية» جدا، ومن النادر أن تغادر عتبة باب الدار إلى الخارج، باستثناء إذا كان عندها موعد تصوير، أو زيارة عائلية. ويشكل شهر رمضان بالنسبة لها أحسن فترة، كما تقول، لمشاهدة الأعمال الدرامية والكوميدية الجديدة على التلفزيون، كما تعتبره فرصة للجلوس إلى الذات، ومراجعة المسار، وتقييم التجربة، والإنصات للروح، وهي صارمة في محاسبة نفسها «حين أشاهد أدائي الفني على الشاشة، أتفرج بعين الناقدة، وليس بعين المعجبة بفنها، وكثيرا ما أسجل بعض الملاحظات عن هفوات أو تعثرات في أداء بعض اللقطات، لتفادي الخطأ مستقبلا». وتغيب عكرود للعام الثاني على التوالي عن مسلسل «رمانة وبرطال»، الذي يغترف من ينبوع الحكي الشعبي، لاختلاف مع المنتج أولا، ولرغبتها في الانعتاق من رقبة النمطية ثانيا، علما أن ميلادها الفني الحقيقي كان في هذا المسلسل، وهي يومئذ طالبة في المعهد العالي للمسرح بالرباط، ولقد أحبها الناس كثيرا في هذا الدور، الذي أصبح لصيقا بها، ويطغى لقب «الذويبة» على اسمها الحقيقي. وبخلاف الصورة التي تشكلت في أذهان المشاهدين عن شخصية «عويشة الذويبة»، (تصغير لعائشة الذئبة)، ذات المقالب الطريفة والمغامرات الغريبة، والتي تلمع عيونها ببريق ذكاء غريب ودهاء حاد، فإن عكرود تعترف بأنها قليلة الحيلة في حياتها اليومية، وليست مثل «الذويبة»، وأحيانا تكون ضحية حسن نيتها، إذ تتعامل مع الناس، كل الناس، ببراءة وثقة في الجميع، إلى أن يثبت لها العكس، حينئذ يكون لها رد فعل مختلف، حسب مقتضيات الموقف.