روسيا تعلق تداول الأسهم.. وأسواقها تتهاوى

مدفيديف: نملك احتياطيا كافيا ولا خوف من أزمة مالية

TT

تعهدت السلطات الروسية بتقديم 130 مليار دولار أخرى لدعم الأسواق المالية ولكن تداول الاسهم ظل متوقفا لليوم الثاني على التوالي بعد أن منيت الأسواق بأسوأ خسائر في عقد كامل في حين انخفضت احتياطيات البلاد من النقد نحو 13 مليار دولار.

ويقدر المحللون أن المستثمرين سحبوا من روسيا نحو 36 مليار دولار منذ أوائل أغسطس (آب) عندما تضافرت الحرب مع جورجيا مع انخفاض أسعار النفط والتقلبات المالية العالمية لتحول الاسهم الروسية من أصول شديدة الجاذبية الى قوة طاردة للمستثمرين.

واستمرت المخاوف بشأن القطاع المصرفي في روسيا بعد أن توقفت عمليات الإقراض بين البنوك تقريبا وتدخل صندوق حكومي لإنقاذ شركة سمسرة متوسطة الحجم.

وقال كريس ويفر كبير المحللين الاستراتيجيين في شركة اورال سيب للسمسرة «الأولوية القصوى الان هي الحيلولة دون تهافت المودعين على السحب من البنوك».

من جهته أشار لارس كريستنسن رئيس قسم أبحاث الأسواق الناشئة في دانسك بنك في كوبنهاغن الى ان وتيرة نزوح الأموال من روسيا قد يتسارع إذا تدهور الوضع عالميا.

هذا وقال وزير المالية الروسي أليكسي كودرين ان التعامل في أسواق الاسهم الروسية سيستأنف اليوم الجمعة وان البنوك الكبرى في البلاد ستقدم قروضا حجمها 2.4 مليار دولار للمتعاملين في السوق.

وقال الرئيس ديمتري مدفيديف ان السوق المالية الروسية ستحصل على دعم إضافي قدره 500 مليار روبل سيأتي نصفه من ميزانية الدولة. ويقل مؤشر ار.تي.اس القياسي للأسهم الروسية الان نحو 60 في المائة عن مستوياته في مايو (أيار) وتقول السلطات الروسية ان الوضع غير عادي ولكنه ناجم أساسا عن أزمة الثقة وليس أزمة سيولة.

كما قالت وزارة المالية الليلة الماضية انها تلقت تطمينات من وزير الخزانة الاميركي هنري بولسن بأن القرارات الاميركية على الصعيد المالي لا تحركها السياسة.

وسعت الوزارة من خلال هذا التصريح الى الرد على شائعات تقول أن نزوح المستثمرين الأجانب من روسيا رد انتقامي من الغرب على روسيا التي أرسلت دباباتها الشهر الماضي لصد هجوم شنته جورجيا حليفة الولايات المتحدة على إقليم اوسيتيا الجنوبية المنشق عن جورجيا.

وواصلت وزارة المالية والبنك المركزي الروسي اليوم ضخ سيولة في القطاع المصرفي مع توقف عمليات الإقراض تقريبا بين البنوك بعد أن أثارت مشاكل في شركة كيت فاينانس للسمسرة تكهنات بأنه قد يكون هناك ضحايا أكبر للازمة الحالية.

وساعدت الدولة في إنقاذ كيت أول من أمس الأربعاء عندما قالت شركة ليدر التابعة لشركة الغاز الحكومية العملاقة غازبروم انها ستشتريها. وصمد الروبل عند 30.37 مقابل سلة من الدولار واليورو وقال متعاملون ان البنك المركزي باع 1.5 مليار دولار أخرى اليوم لدعم العملة المحلية. وهبطت الاحتياطيات الروسية 13 مليار دولار في الأسبوع الأخير مع تحرك الحكومة لحماية الروبل من تأثير فرار رؤوس الأموال.

إلى ذلك أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف أمس ان روسيا تملك «احتياطيا كافيا» واقتصادا «متينا» لتجنب أزمة مالية، موضحا ان أولوية السلطات الروسية هي «دعم» النظام المالي للبلاد في أجواء أزمة الثقة في المصارف الروسية.

وقال مدفيديف خلال اجتماع استثنائي في الكرملين مع مسؤولي القضايا الاقتصادية في الحكومة «ليس لدى سلطات الاتحاد الروسي مهمة أهم من دعم النظام المالي».

وأضاف الرئيس الروسي في التصريحات التي بثها التلفزيون «نملك احتياطيا كافيا واقتصادنا متين وهذا يشكل ضمانة ضد اي انهيار».