ليفني تعرض على موفاز اختيار أي منصب رفيع في الحكومة

بعد فوزها بفارق بضع مئات من الأصوات

اسرائيلي يتابع نتائج انتخابات رئاسة حزب كديما على صفحات الجرائد امس (ا ب)
TT

في محاولة للملمة الأطراف المتمزقة لحزب «كديما» الحاكم في إسرائيل، تحاول زعيمته الجديدة المنتخبة، تسيبي ليفني، استرضاءَ منافسها اليميني المتطرف، شاؤول موفاز، عارضة عليه «اختيار المنصب الرفيع الذي يريد» في حكومتها. وكانت ليفني قد هزمت موفاز بفارق أصوات قليل جدا (430 صوتا)، وذلك على عكس كل توقعات استطلاعات الرأي. واعتبر المراقبون ان الهزيمة الحقيقية في هذه الانتخابات كانت لشركات استطلاعات الرأي والصحف والقنوات التلفزيونية التي أجرتها، حيث أنها أجمعت طيلة فترة الانتخابات على ان ليفني ستهزم موفاز بفارق كبير. وظلت هذه الاستطلاعات تعطي تنبؤاتها الخاطئة حتى آخر لحظة، وبرغم انها في يوم الانتخابات نفسه، أول من أمس، لم تكتف بالاستطلاعات بل دمجتها مع صناديق تصويت نموذجية. وفي نهاية اليوم، أعلنت ان النتائج تدل على ان ليفني فازت بنسبة 47% ـ 49% على موفاز، بفارق 10 ـ 12 نقطة. وانفض موفاز وأنصاره حال نشر هذه النتائج في قنوات التلفزيون الاسرائيلية الثلاث، وذهبوا الى البيت، بينما راح أنصار ليفني يقيمون الاحتفالات. لكن ليفني نفسها لم تنجرف وراء أنصارها ورفضت القدوم للمشاركة في احتفالاتهم وتكلمت معهم بالهاتف شاكرة جهودهم «عملتم كالأسود لتحقيق هذا النصر» قالت لهم، وأخبرتهم انها ستحتفل فقط عندما تظهر النتائج الفعلية.

ومع بدء فرز صناديق الاقتراع، بدأ يتضح ان النتائج الفعلية تختلف عن النتائج في الصناديق النموذجية للقنوات التلفزيونية. وان التنافس قائم بين ليفني وموفاز على كل صوت. فعاد موفاز ونشطاؤه الى مقرهم، مشحونين بالأمل الكبير في تحقيق الفوز. وفي ساعات الصباح الباكر، اتضح انه من مجموع المصوتين (39 الفاً و330 اي حوالي 53.7% من مجمل أصحاب حق الاقتراع في الحزب)، حصلت ليفني على 16 الفاً و930 صوتاً اي نسبة 43.1%، بينما حصل موفاز على 16 الفا و505 أصوات اي نسبة 42%. وبينت النتائج خطأ آخرَ في استطلاعات الرأي، ففي حين دلت هذه الاستطلاعات طيلة الوقت على ان وزير الأمن الداخلي ورئيس المخابرات السابق، آفي ديختر، يأتي في المكان الثالث بعد ليفني وموفاز، هبط الى المرتبة الأخيرة بمجموع أصوات لا يتعدى الفين و563 صوتا اي نسبة 6.5%، بينما احتل وزير الداخلية مئير شطريت المرتبة الثالثة بالحصول على 3 آلاف و327 صوتا اي 8.5%.

وأعلن محامي موفاز أن هناك عدة تجاوزات لقانون الانتخابات وتزييفات، خصوصاً في الوسط العربي، وان هذا يفتح المجالَ أمام الاعتراض على نتائج الانتخابات. ولكن موفاز رفضَ الاعتراضَ. واتصل بمنافسته ليفني وهنأها بفوزها. ورأى بعض المعلقين ان موفاز خشيَّ من اعتراضات مقابلة من معسكر ليفني، حيث ان تجاوزات معسكره اكبر.

وأعلنت ليفني ان مهمتها الأولى الآن هي لملمة أطراف حزب «كديما» وتوحيد الصفوف من أجل تأدية المهمات الكبيرة المطروحة أمامها. وحسب مصادر مقربة من موفاز، فإنها أبلغته انها تعترف بقوته في الحزب، وفقا لنتائج الانتخابات. وعرضت عليه أن يأخذ أيَّ منصب رفيع يريده في الحكومة. ولمحوا الى انه سيطلب الحصول على مناصبها الحالية في حكومة أولمرت، أي القائم بأعمال رئيسة الحكومة ووزير الخارجية. ولكن الناطقين بلسان ليفني ردوا على هذه الإشاعات بأنهم لا يعرفون شيئا عنها، وان ليفني لم تقرر بعد كيف ستوزع الحقائب الوزارية.

وفي أول خطاب لها أمام مؤيديها الذين احتشدوا بالمئات أمام بيتها في تل أبيب، صباح أمس، لم تتطرق ليفني الى القضايا السياسية. واكتفت بالقول ان المهمة المقبلة لها بعد توحيد صفوف الحزب هي جلب الاستقرار الى اسرائيل بتشكيل حكومة ثابتة تصمد حتى نهاية الدورة الانتخابية (نهاية سنة 2010). والجملة الوحيدة التي ذكرتها في الموضوع السياسي كانت: «مهام كبيرة أمامنا وفرص سياسية مهمة ينبغي استغلالها»، ولم تعط تفاصيل.