الزهار: عباس يرسل إشارات ليبقى على كرسيه

وفد «فتح» للقاهرة يغادر القطاع دون أحد أعضائه المعتقلين

TT

اتهمت حركة حماس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بأنه يسعى للحوار في القاهرة بهدف بقائه على كرسي الرئاسة. وأكد القيادي البارز بحركة حماس، محمود الزهار، أن عباس «يرسل إشارات عبر جهات متعددة، تقول إنه أوقف وتراجع عن فكرة إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل سيطرة حماس على القطاع، وكف عن استخدام توصيفات الانقلابيين والقتلة وإلى آخر هذه المصطلحات». وقال الزهار «إن كل واحد من هذا الطراز، يعتبر منصبه ورأسه أهم من كل هذا الوطن».

وترى حركة حماس، ان الحوار في القاهرة، «لن ينجح» بسبب «ضعف عباس» و«ارتهانه الى المواقف الاميركية والاسرائيلية». وقال اسماعيل رضوان، الناطق باسم حماس، لـ«الشرق الاوسط» «الحوار بالنسبة لعباس ضرورة ملحة كي يبقى رئيسا، وهو يعرف انه اذا جاء 9 يناير(كانون الثاني) المقبل بدون توافق سيكون بلا شرعية». وردا على سؤال ما اذا كانت حماس تأمل بالتوصل الى اتفاق في القاهرة، قال رضوان «عباس أضعف من ان يقدم تنازلات لشعبه، ولا اقول لحماس، لانه خاضع للضغط الاميركي ولا زال تحت هيمنة القرار الاميركي الذي وضع فيتو على اجراء مصالحة مع حماس».

وفي الوقت الذي تواصل فيه مصر التقاء الفصائل الفلسطينية من اجل وضع تصور لانهاء الانقسام. علمت «الشرق الاوسط» ان حماس رفضت قطعيا فكرة تشكيل حكومة تكنوقراط فلسطينية وتبكير موعد الانتخابات التشريعية، وهو اقتراح مصري وافقت عليه غالبية الفصائل. وقال رضوان «أي اشتراطات مسبقة للحوار مرفوضة»، واضاف «الحوار يجب ان يلتزم بالاتفاقات السابقة، القاهرة، ووثيقة الوفاق الوطني واتفاق مكة واتفاق صنعاء». وأوضح رضوان «حماس تعتبر ان المخرج من خلال الحوار الفلسطيني بناء على كل هذه الاتفاقات هو حكومة وحدة وطنية بمشاركة حماس». وتصر حماس على احترام نتائج الانتخابات التشريعية، وترفض تبكير موعدها، وقال رضوان «اي اتفاقات يجب ان تراعي نتائج الانتخابات التشريعية». وتشترط حماس، ايضا الاتفاق على اعادة صياغة منظمة التحرير واعادة بناء الاجهزة الامنية والاعتراف بكل الشرعيات.

وتعترض اي اتفاق بين حماس وفتح، عدة قضايا اخرى معقدة؛ اذ ترفض حماس مطالبة فتح «بعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سيطرتها على القطاع». وقال مصدر في الحركة لـ«الشرق الاوسط» «عودة الامور الى ماذا، الاجهزة الامنية الفاسدة والعربدة على الناس؟». وأضاف «وماذا اذن عن حكومة هنية التي لا يعترفون بها، الم تكن قبل السيطرة معترفا بها».

وبحسب المصدر، فان لدى حماس الآن اجهزة دولة وآلاف الموظفين، ولن تتنازل عنها لصالح عباس. وغادر بالأمس وفد «فتح» الذي يمثل قطاع غزة إلى القاهرة لإجراء حوار مع القيادة المصرية بهدف وضعها أمام تصور الحركة لإنهاء حالة الانقسام الحاصلة على الساحة الفلسطينية.

ويمثل الوفد من غزة كل من الدكتور زكريا الأغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس لجنتها القيادية العليا بقطاع غزة، وإبراهيم أبو النجا عضو المجلس الثوري وعضو اللجنة القيادية العليا لحركة فتح اللذين غادرا عبر معبر بيت حانون (ايرز) متوجهين إلى العاصمة الأردنية عمان ومن ثمّ إلى مطار العاصمة المصرية القاهرة.

ولم ينجح أسامة الفرا محافظ خان يونس الذي كان ضمن الوفد بالسفر مع رفيقه بسبب انه لا زال مسجونا لدى شرطة حماس.

واتهم الزهار حركة فتح بانها تريد فقط الافراج عن معتقلين من الحركة في غزة، وقال «هدف حركة فتح من خلال طرح أسماء من وفدها معتقلين لدى الحكومة الفلسطينية بغزة هو إحراج حركة حماس، ثم محاولة منهم لإطلاق سراح تلك الشخصيات». مؤكدا ان اطلاق سراحهم مرهون باطلاق سراح معتقلين من حماس في سجون السلطة في الضفة الغربية. وأضاف، «باعتقادي لن يطلق سراح المعتقل (اسامة الفرا)، ومستعدون لتقديم أي أشياء أخرى يمكن أن تسهل خروجهم ولن نتباطأ في ذلك، ولكن لن يتم إطلاق سراح تلك الشخصيات، إلاّ بعد أن يتم إطلاق مختطفين للحركة بالضفة الغربية».

وأرجأت حماس ارسال وفدها لمصر بسبب اعتراضها على التوقيت في العشر الأواخر من رمضان، وقال رضوان سنذهب بعد عيد الفطر. وقال الزهار «كان المفروض أن نذهب يوم 25 رمضان، وهو موعد غير مناسب؛ فهذه العشر الأواخر من رمضان وهناك شخصيات من الوفد في السعودية لأداء مناسك العمرة ومنهم من هو معتكف في المساجد، فلذلك تم التواصل مع المصريين وقلنا لهم إن الموعد غير مناسب، فتم الاتفاق أن يكون اللقاء يوم 8 أكتوبر المقبل، وسفر وفد غزة سيكون يوم 7 أكتوبر(تشرين الاول) إن شاء الله».