حزب الله: المصالحات ليست مرتبطة بالتحالفات الانتخابية والحوار غير متلازم مع إنهاء المقاومة

ميقاتي يدعو إلى «ضوابط» لسلاح المقاومة ضمن الاستراتيجية الدفاعية

TT

يستمر موضوعا الحوار الوطني والمصالحات السياسية في لبنان محور السجالات والمواقف. وفيما أكد رئيس الحكومة فؤاد السنيورة على «الاستمرار في المصالحات والابتعاد عن التشنج والعنف» دعا الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي المتحاورين الى وضع «ضوابط» لسلاح المقاومة في إطار الاستراتيجية الدفاعية. ومن جانبه اكد نائب الأمين العام ـ لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم ان المصالحات الحاصلة بين الاطراف اللبنانيين ليست مرتبطة بالتحالفات الانتخابية.

وقال السنيورة في دردشة مع الصحافيين امس: «نحن جميعا راغبون في اجراء مصالحات والابتعاد عن التشنج وعن الوسائل التي تؤدي إلى اللجوء إلى العنف. ونحن كأي بلد فيه تنوع وديمقراطية، عندنا وجهات نظر وتباين في الآراء. وهذا مصدر غنى. ونحاول التوصل الى اتفاقات والابتعاد عن التوترات. وهناك جهد سيبذل. وعلى القوى الامنية والسياسيين والاعلام العمل على ذلك».

من جهته قال ميقاتي: «ان منطقة الشرق الأوسط اسيرة خيارين: اما سلام يجري التمهيد له بلقاءات ثنائية، واما حرب يجعلها بعض الاحداث احتمالاً وارداً. وفي الحالتين سيتأثر لبنان بتردداتها. الامر الذي يوجب تضامن ابنائه وعدم انزلاقهم في مخططات تصب في سياق شرذمتهم وتشتيتهم». وأضاف: «إن المنطقة كلها تتهيأ لحدث كبير قد يكون سلاما سوريا ـ إسرائيليا. وهذا ما نأمله. وقد يكون ضربة عسكرية أو حربا جديدة. وهذا ما نخشاه. وفي انتظار هذا الحدث سيظل لبنان ساحة تجاذب». وتابع: «ليست لنا مصلحة في البحث عن خصومات، أو في إقحام أنفسنا في خصومات الآخرين. ويفترض أن نعزز علاقاتنا مع الجميع من أجل إنماء وطننا ورفعة شعبنا». وعن الموقف من مسألة الاستراتيجية الدفاعية وقضية سلاح المقاومة، قال ميقاتي: «من الأمور الجيدة وضع سلاح حزب الله على طاولة الحوار كأمر واقع وكأمر أساسي. لكنني لو كنت مكان الدولة اللبنانية لما قبلت أن يسلم هذا السلاح من دون ضمانات دولية كبرى. وإذا أخذنا في الاعتبار هذا السلاح فعلى المتحاورين أن يضعوا ضوابط له وهذا هو الأساس اليوم. والسؤال هو: ما هي ضوابط استخدام هذا السلاح، محليا أم ضد العدو؟ هل هذا السلاح لا يستخدم إلا إذا اعتدت إسرائيل علينا؟ هل إذا اعتدت إسرائيل على دولة حليفة لحزب الله، سيرد حزب الله من لبنان؟ المطلوب أن نضع ضوابط للسلاح. وهذه هي برأيي الاستراتيجية الدفاعية، وإذا وصلنا إلى هذه النتيجة نكون قد نجحنا».

وقال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم: «ان حزب الله كان أول من دعا إلى طاولة الحوار. ففكرة الحوار حول الإستراتيجية الدفاعية وحول كيفية مواجهة إسرائيل كانت فكرة الحزب تلقفها الآخرون ورأوا فيها فكرة جديدة. لكن البعض اعتقد أن الحوار متلازم مع إنهاء المقاومة. وهذا خطأ. إن الحوار يعني أن نجلس مع بعضنا البعض ويقدم كل فريق وجهة نظره، ثم نناقش. فإذا استطعنا أن نقنع بعضنا البعض بكل شيء تكون القواسم المشتركة هي التي نلجأ إليها بالاتفاق. وإذا اختلفنا على بعض الأشياء واتفقنا على أشياء أخرى نحاول أن ننظم الخلاف بطريقة تحمي البلد وتعمره وتواجه المشروع الإسرائيلي حتى لا يتحكم فينا».

وأضاف: «ليكن معلوما ان المصالحة ليست مرتبطة بالتحالفات الانتخابية. فيمكن أن نتصالح مع بعض الأفرقاء، ولكن لا نكون حلفاء معهم في الانتخابات. وحتى لو كانت المصالحة قبل الانتخابات، لا يربطن أحد بين الأمرين. المصالحة تستهدف المسار السياسي العام، والانتخابات لها شكلها. نحن لنا تحالفاتنا والآخرون لهم تحالفاتهم. وبالتالي هذه التحالفات مبنية على أسس متينة لا على مصالحة لم يمض عليها أشهر قبل الانتخابات».

وقال مسؤول العلاقات الخارجية في حركة أمل النائب علي بزي: «نحن في هذه الايام أكثر اصراراً وتمسكاً بالوحدة الوطنية». وأضاف: «مبارك للبنانيين أجواء المصالحات التي حصلت في الشمال والجبل والبقاع والتي نأمل في الايام القليلة أو تتوج بمصالحة نوعية بين كل القيادات السياسية، بحيث يشعر معها الجميع أنهم في وطن تسوده الحرية والاستقلال والسيادة والاخوة والمحبة والحق». ورأى عضو المكتب السياسي لحركة أمل النائب علي خريس «ان مواجهة التحديات والتوترات الامنية المتنقلة من منطقة الى اخرى، تكون بحصول المزيد من المصالحات لتشمل كل الاطياف اللبنانية وكل منطقة من مناطقنا». وقال: «نؤيد بالمطلق أي مصالحة. وسنعمل على اتمامها في كل المناطق اللبنانية لاخراج لبنان من أزمته».

وقال النائب جواد بولس (قوى 14 آذار): «ان الوضع في لبنان لا يزال متأرجحاً بين رغبة البعض، وخصوصاً فريق 14 آذار، في ارساء قواعد الدولة القوية والقادرة في لبنان، ورغبة الآخرين في ابقاء لبنان ضمن دائرة الصراعات الاقليمية تحفيزاً لمصالح بعض الدول الاقليمية التي لا تنظر الى استقرار لبنان بعين الراحة ولا الى نظامه السياسي وطبيعة ديمقراطيته». وأضاف: «اذا لم تتطرق المصالحات إلى معالجة المسائل السياسية الجوهرية فستبقى ناقصة ولن تفي بالغرض في المدى الطويل. لذلك يجب اتمام المصالحات عن طريق السعي الى انجاح طاولة الحوار التي يترأسها رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وصولاً الى حل مرض للمسألة الخلافية الأساس التي تتمثل بسلاح حزب الله ودوره الإقليمي والتي تجسد وحدها كل جوانب الخلاف السياسي».