غموض حول مشاركة موريتانيا في اجتماع بين رايس ووزراء المغرب العربي

واشنطن تقول «سنرى».. ومغاربة أميركا يستبقون اللقاء بحملة وسط أعضاء الكونغرس

TT

تجنبت مصادر الخارجية الاميركية الادلاء بتوضيحات حاسمة حول اجتماع ستعقده كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الاسبوع المقبل مع وزراء خارجية دول المغرب العربي، وذلك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. ومن المقرر ان يشارك في هذا الاجتماع وزراء كل من المغرب والجزائر وليبيا وتونس، بيد ان الغموض يحيط حول مشاركة موريتانيا في هذا الاجتماع، على الرغم منه سيبحث قضية «تهديدات تنظيم القاعدة في منطقة شمال افريقيا» وكذلك نزاع الصحراء. وكانت رايس اقترحت خلال جولتها المغاربية مطلع هذا الشهر عقد اللقاء في نيويورك.

وترفض واشنطن الاعتراف بالنظام الحالي في موريتانيا؛ وذلك بعد الانقلاب العسكري الذي قام به الجنرال محمد ولد عبد العزيز وأدى الى الاطاحة بالرئيس المنتخب سيدي ولد الشيخ عبد الله. وتطرق شين ماكورماك المتحدث الصحافي باسم الخارجية الاميركية الى الموضوع خلال اللقاء الصحافي اليومي. وقال في هذا الصدد «حتى الآن اعتقد ان الاجتماع سيقتصر على دول المغرب العربي لكننا سنرى إذا كان هناك اتجاه تفكير لتوسيعه». وعندما سئل ما إذا كانت موريتانيا ستحضر الاجتماع اكتفى ماكورماك بإجابة غامضة حيث قال «سنرى.. هناك قضايا أخرى». وتقف دول المغرب العربي موقفاً متحفظاً من النظام الجديد في نواكشوط، باستثناء المغرب، حيث اعتبر استقبال العاهل المغربي الملك محمد السادس لوزير خارجية موريتانيا محمد محمود ولد محمدو الاثنين الماضي في الدار البيضاء بمثابة اعتراف بالنظام الجديد.

يشار الى ان واشنطن لم ترفض فقط الاعتراف بالنظام في موريتانيا الذي يقوده الجنرال ولد عبد العزيز بل ان السفير الأميركي في نواكشوط مارك بولوير هدد في وقت سابق بفرض عقوبات على مسؤولي النظام العسكري الذي استولى على السلطة في أغسطس (آب) الماضي في موريتانيا إذا شكلوا عقبات امام عودة الديمقراطية الى البلاد، وذلك من خلال تقييد سفرهم ونشاطاتهم المالية في حال شكلوا عراقيل امام الديمقراطية في البلاد. وأكد السفير الاميركي ان «هذه العقوبات لم تتخذ ولكنها خيار امام الحكومة الاميركية» معربا عن «شعوره بالإحباط من عدم تحقيق تقدم من اجل عودة النظام الدستوري الى موريتانيا». وعلقت الولايات المتحدة في السابع من اغسطس (آب) مساعداتها الثنائية غير الانسانية الى موريتانيا.

وتقول مصادر دبلوماسية في واشنطن إن مشاركة موريتانيا في اجتماع نيويورك مع رايس تعد أساسية نظراً لارتباطها الوثيق بنزاع الصحراء، وكذا لانها البلد المغاربي الذي تعرض لآخر هجوم نفذته عناصر يرجح انها تنتمي الى «القاعدة». وذكر ان «متطرفين» يشتبه في انتمائهم لتنظيم القاعدة ربما اعتقلوا 12 من الجنود الموريتانيين في هجوم شمال العاصمة كرهائن، ولم يقتلوا كما ذكر في السابق، وهاجم المتطرفون وحدة للجيش تقوم بالحراسة في تورين شمال نواكشوط. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب قد تعهد بالانتقام ممن قاموا بالانقلاب العسكري الاخير في موريتانيا. وفي موضوع آخر شرع اميركيون من أصول مغربية في إجراء لقاءات مع عدد من أعضاء الكونغرس المؤيدين للبوليساريو تسبق لقاء نيويورك، ونقل موقع «ماروكو بورد» الذي يهتم بنشاطات الجاليات المغربية في اميركا أن اول عضو سيجري الاتصال به هوفرانك وولف وهو جمهوري من ولاية فرجينيا، وتهدف هذه اللقاءات التأثير على هؤلاء الاعضاء من أجل تعديل مواقفهم بشأن نزاع الصحراء.