خامنئي ينتقد نائب نجاد بسبب تصريحاته عن الشعب الإسرائيلي ويدعو لوقف الجدل

وكالة إيرانية تتهم «قراصنة وهابيين» باختراق 300 موقع لرجال الدين في قم

خامنئي يتحدث الى احمدي نجاد بعد صلاة الجمعة في طهران أمس (رويترز)
TT

دخل المرشد الاعلى لايران آية الله علي خامنئي الجدل حول تصريحات نائب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اسفنديار رحيم مشائي الذي قال ان ايران صديقة للشعب الاسرائيلي، وانتقده على تصريحاته هذه، إلا انه حث على انهاء الحرب الكلامية.

وقال خامنئي في خطبة الجمعة في طهران، ان «شخصا أدلى بتصريح بشأن الناس الذين يسكنون اسرائيل. وكان تصريحا غير دقيق».

وأضاف في الخطبة التي بثها التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء «ان القول اننا اصدقاء مع الشعب الاسرائيلي مثل باقي شعوب العالم هو قول غير منصف، وغير منطقي». وأضاف «قال شخص ما شيئا خاطئا ووردت ردود افعال ولكنها يجب ان تنتهي»، داعيا مناهضي الحكومة الى انهاء الجدل «حول هذه المسألة البسيطة».

وقال خامنئي ان الاسرائيليين «اغتصبوا المنازل والأراضي والحقول والمتاجر». واضاف «الشعب الاسرائيلي هو الذي يسكن المستوطنات، وهم من تسلحهم الحكومة الصهيونية ضد الفلسطينيين». واضاف ان «موقف الجمهورية الاسلامية واضح جدا، ليست لدينا اية مشكلة مع اليهود او المسيحيين او من يعتنقون اية ديانة اخرى، ولكن لدينا مشكلة مع مغتصبي ارض فلسطين».

وقال خامنئي، حسب وكالة فارس الايرانية «ان تضخيم مثل هذه المسألة الصغيرة يعتبر عملا خاطئا لأنه يتسبب في توتير الاجواء؛ فقد قال شخص ما كلاما خاطئا لا يمثل موقف النظام الاسلامي أو الحكومة، وانتهي الموضوع». ودعا الجميع الي الابتعاد عن القضايا التي تثير الخلافات بين أبناء الشعب والحكومة واتخاذ جانب العدل والانصاف ازاء اداء هذه الحكومة، وانتقد اولئك الذين يتفوهون بتصريحات بعيدة كل البعد عن الانصاف حيال الانجازات التي تم تحقيقها حتي الآن. وأشار الى أن سبب اطلاق مثل هذه التصريحات هو الانتخابات الرئاسية التي ستجري العام المقبل، ورأى أن الوقت لازال مبكرا للحديث عنها في الوقت الحاضر. وأكد ان ما يقلقه ليس توجيه النقد لشخص أو تيار محدد، بل ان ما يثير قلقه هو ترويج مثل هذه الطبيعة الرديئة في صفوف المجتمع الايراني المسلم الذي يكره التعرض للآخرين. وأضاف أن الحرية الموجودة في البلاد وفرها انتصار الثوره الاسلامية بقيادة الخميني، وقال «ان النظام الاسلامي وفر أجواء الحوار المنطقي والسليم الذي يعتمد علي اساس العدل والانصاف. اذن لا داعي لتشويه صورة الآخرين من خلال اللجوء الى اطلاق التصريحات التي تثير التشنج في المجتمع». وكان مشائي، نائب الرئيس المسؤول عن مجلس السياحة، قد صرح في منتصف يوليو (تموز) ان ايران «صديقة للشعب الاسرائيلي». وكرر تصريحاته في اغسطس (آب)، وقال انه لا يكن «اية عداوة ضد الشعب الاسرائيلي». وأثارت تصريحاته انتقادات عنيفة من القادة الدينيين والسياسيين بين صفوف حزبه المحافظ الذي دعا الى إقالته.

والخميس، دافع احمدي نجاد الذي تزوج ابنه من ابنة مشائي، عن مساعده، وأكد أن وسائل الاعلام أخطأت في نقل تصريحاته، وانه لم يدل بتلك التصريحات مطلقا.

الى ذلك، قالت وكالة فارس ان قراصنة معلوماتية وصفتهم بأنهم «وهابيون» اخترقوا عشرات مواقع الانترنت الشيعية، العائدة بشكل خاص الى رجال دين من مدينة قم. وحسب الوكالة، فان «مجموعة القرصنة (غروب اكس بي) التي زعمت انها ترتبط بالوهابيين، اقتحمت 300 موقع شيعي، على الأخص موقع (آل البيت)، وهو اكبر موقع شيعي في العالم» والعائد الى مؤسسة ال البيت «التابعة للمرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله علي السيستاني.

وأضافت الوكالة ان «غروب اكس بي» تتخذ الامارات العربية المتحدة مقرا لها وانها نفذت «اكبر هجوم لقراصنة وهابيين على مواقع شيعية في السنوات الاخيرة». وأضاف المصدر ان المواقع المستهدفة في طور «اعادة البناء». وعند الدخول الى تلك المواقع، تبرز شارة «غروب اكس بي» بالأحمر الى جانب رسالة بالعربية. ودان المرجع في قم آية الله ناصر مكارم شيرازي هذه الهجمات.

وقال بحسب فارس، ان «الوهابيين المتعصبين لا يريدون ان تصل اصوات زعماء الشيعة الى العالم، لكن هذه الهجمات اثبات لصواب الشيعة».

وقال محذرا «سنعيد بناء مواقعنا على الانترنت، لكن على الوهابيين ان يعلموا ان السنة الشبان سيتوجهون نحو التشيع اكثر فأكثر». وظهرت مواقع كثيرة على الانترنت في السنوات الاخيرة في مدينة قم التي تقع على بعد حوالي 100 كلم جنوب طهران.