النائب علوش: احتمال لقاء الحريري ونصر الله أصبح عاليا جدا والمطلوب إجراءات لسحب المسلحين بالكامل ووقف الاستفزازات

التناغم مستمر بين «تيار المستقبل» و«حزب الله» في الترحيب بالمصالحة

TT

فيما تستمر المواقف والتصريحات من «حزب الله» و«تيار المستقبل» المرحبة بالمصالحة المرتقبة بينهما، والتي عبر عنها عضو كتلة «المستقبل» النيابية مصطفى علوش بقوله: «ان احتمال اللقاء بين رئيس التيار النائب سعد الحريري والامين العام للحزب السيد حسن نصر الله «أصبح عالياً جداً»، تتواصل بعض الخطب السياسية «مفعمة بالكلام الفئوي والمذهبي والطائفي» كما لاحظ الرئيس السابق للحكومة سليم الحص، لافتاً الى ان «المجتمع اللبناني مريض، ومرضه المذهبية والطائفية».

وقال الحص في بيان باسم منبر الوحدة الوطنية الذي رأسه: «بين الحين والآخر، تطالعنا وسائل الإعلام بخطب وبيانات وتصريحات صادرة عن نجوم الساحة السياسية في لبنان، يتحفوننا فيها بالحكم والدروس والعبر. ولكن اللازمة فيها جميعا، ما يقال عن حقوق هذه الطائفة أو تلك ومطالبها ومواقفها وميزاتها. والكل يزعم أنه لا طائفي ولا مذهبي، متغنيا بلبنانيته ووطنيته. ليس في لبنان فئة إلا تعتبر أن حقوقها مهضومة أو مهدورة، كانت الفئوية في مرحلة من المراحل مذمة، فإذا بها اليوم تغدو مادة للمزايدة والمباهاة والمنافسة».

واضاف: «يبدو لنا ان المجتمع اللبناني مريض، ومرضه بكل بساطة هو المذهبية والطائفية». وراى ان «لا نجاة للبنان من الوهدة التي وقع فيها الا عندما يثوب قادة الساحة السياسية الى رشدهم، فيتطهروا من لوثة المذهبية والطائفية التي جعلت الشرذمة سمة لبنان المميزة اليوم، وجعلت من المجتمع اللبناني مجموعة قبائل تفصل بينها هوة من التمايز الفئوي لا بل التنابذ بلغت في بعض اللحظات حدود التهديد بالانفجار الأمني». وأشار إلى أن «هذه مسؤولية القيادات من مختلف الفئات». وقال: «لم يعد جائزا لأي منهم التلطي وراء مذهبه او طائفته لإخفاء عوراته ومباذله الشخصية او السياسية، والسعي الى تحقيق المكاسب الرخيصة بالمزايدات الفئوية المبتذلة». وختم الحص منوها بـ«الهبة السعودية التي خصصت لمساعدة طلاب المدارس الرسمية، وهم جميعا من الذين يحتاجون الى مثل هذا الدعم، فالشكر للمملكة العربية السعودية».

النائب علوش، وفي حديث إذاعي عن لقاء الحريري ونصر الله، قال «ان احتمال اللقاء أصبح عاليا جدا مع التأكيد أن ليس من رغبة لدى كوادر المستقبل بأن يتم هذا اللقاء قبل ان يكون هناك تمهيد سياسي حقيقي من خلال، على الأقل، العودة الى ما نسميه جريمة وهو ما حدث في السابع من أيار (مايو) وخصوصا بعد أن أكد الأمين العام لـ«حزب الله» أنه متمسك بهذه القضية ويعتبرها انتصارا كبيرا وأنه دافع عن البلد بهذه الطريقة». وأعرب علوش عن اعتقاده أن «النائب الحريري قد يتجاوز كل ذلك اذا تبين أنه لقاء مصالحة وطنية حقة»، معتبرا أن «المطلوب إجراءات حقيقية بسحب المسلحين بشكل كامل ووقف الاستفزازات، إضافة إلى الاعتراف بأن ما حصل أدى إلى شرخ وجرح كبير وأنه لن يتكرر في المستقبل خصوصا عندما يؤكد نصر الله أن هذا العمل هو عمل جيد وعمل بطولي فهذا يعني أنه مستعد لتكراره مرة ثانية». وردا على سؤال عما إذا كانت المصالحة مع «حزب الله» ستؤثر على وحدة قوى 14 آذار، اعتبر أن المصالحة الرئيسية هدفها سحب الاحتقان وعدم اللجوء إلى العنف، أما الخلاف السياسي فكان موجودا وسيبقى ولاسيما على العناوين الرئيسية الكبرى المتعلقة بموقع لبنان وسحبه من صراعات الساحات الدولية والإقليمية وهذه مسألة لم تتغير. اما من ناحية ضمان عدم اللجوء الى العنف وسحب فتيل التفجير في أي هبة ساخنة قد تمر على المنطقة، فهذا هو هدف المصالحات وليس الهدف عمليا التحالف السياسي في مكان من الأمكنة.

في المقابل، أكد مسؤول العلاقات العربية في «حزب الله» الشيخ حسن عز الدين، خلال الإفطار السنوي الذي أقامه «حزب الله» في بلدة كوثرية السياد، «ان الهدف من هذه المصالحات هو ايجاد المناخ الآمن والاستقرار التي تساهم وتساعد على الحوار وعلى تبادل وجهات النظر، وان اي لقاء سياسي بين طرفين او حزبين او قوتين هذا لا يعني ان الطرفين قد اتفقا بالسياسة على كل شيء وانهما قد صاغا تحالفا سياسيا بينهما، واللقاء السياسي هو لارساء علاقة سياسية قائمة على التفاهم بالنسبة الى مجمل القضايا التي تهم البلد، اما ان يكون هناك تحالف انتخابي او تحالف سياسي فهذا من المبكر ان نحكم على اي لقاء سياسي يتم في اطار مصالحة ما». وختم: «نحن مع التأكيد على هذه المصالحات وننظر اليها بايجابية تامة وانها مفيدة للبنان وللجميع لان يجلسوا إلى طاولة واحدة تنتج في النهاية استراتيجية تحمي هذا البلد».

ودعا وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي الى «ازالة التشنج من الشارع عبر اقامة مصالحات حقيقية وجدية بين الفرقاء اللبنانيين»، وقال «إن جهات خارجية تعمل بشكل دؤوب لتأجيج الفتنة وخاصة الفتنة السنية ـ الشيعية التي اذا حصلت، لا سمح الله، تضرب العالم العربي برمته... ».

وخلال لقاء مع الإعلاميين الشماليين في طرابلس أضاف الصفدي: «ارتكب البعض أخطاء كبيرة كالتي حصلت في 7 أيار ببيروت، لكن يفترض بنا ان نتجاوز أموراً كثيرة لأن المصير الخطير الذي يُخطط لنا هو أكبر من الذي حصل، ويجب أن نعمل بكل جهد لتدارك هذا الخطر المحدق بالجميع».

ورأى عضو المكتب السياسية لحركة «أمل» النائب عبد المجيد صالح ان « لبنان لا يمكن ان يقوم الا بتوافق أهله مسلمين ومسيحيين..إن لبنان يسير على طريق المصالحات الوطنية بينما نرى في المشهد الآخر توتر اعصاب ومواقف متشنجة تتزامن مع الحديث عن المصالحات، وهذا يؤكد ان أطرافا في لبنان لا تريد المصالحات «.

وزير السياحة ايلي ماروني، وفي مؤتمر صحافي عقده أمس، قال: «لقد بدأ الحوار في لبنان، وإذا أصغينا إلى كل القياديين ندرك تأكيدهم أهمية الاستقرار الأمني والاستقرار السياسي... وفي مطلق الأحوال الأجواء خلال اليومين الماضيين كانت أجواء مصالحة ونحن نسمع عبر الإعلام عن النية في إجراء المصالحة، ونتمنى أن لا يبقى طرف في حالة خصام مع طرف آخر في هذا البلد».