الشيخ القرضاوي لـ «الشرق الأوسط»: دول كانت سنية خالصة أصبح فيها شيعة

انتقد محاولات التشيع وقال إنها تثير الفتنة.. وأشار إلى اختراقات في مصر والسودان والمغرب والجزائر ونيجيريا

الشيخ القرضاوي يتحدث لـ«الشرق الاوسط» في مكة المكرمة («الشرق الأوسط»)
TT

على بعد خطوات من بيت الله الحرام في مكة المكرمة كان اللقاء بالشيخ يوسف القرضاوي الذي هاجم في حوار خاص مع «الشرق الأوسط» المد الشيعي والمطامع والاحلام الايرانية مؤكدا ان «ايران بلد مطامع واحلام، الامبراطورية الفارسية القديمة وكسرى والمسألة مخلوطة بنزعة فارسية مع نزعة شيعية مذهبية مع تعصب».

وأكد الشيخ القرضاوي عدم تنازله عن موقفه في مواجهة المد الشيعي مؤكدا ان بلادا كثيرة كانت سنية خالصة اصبح فيها شيعة، مشيرا بالقول «مصر التي اعرفها جيدا واعرف انها قبل عشرين سنة لم يكن فيها شيعي واحد منذ عهد صلاح الدين الايوبي، استطاعوا ان يخترقوها، واصبح لهم اناس يكتبون في الصحف ويؤلفون كتبا ولهم صوت مسموع في مصر، وكذلك في السودان وتونس والجزائر والمغرب، فضلا عن البلاد غير العربيه مثل ماليزيا واندونيسيا وماليزيا ومثل نيجيريا والسنغال». فإلى نص الحوار..

  > ماذا حدث ولماذا هذا الوقت بالذات للحديث عن الغزو الشيعي لديار السنة؟ ـ يسرني ان اتقدم للأمة الاسلامية في هذه الايام المباركة في العشر الاواخر من رمضان ونحن نجاور بيت الله الحرام تحوطنا بركة الزمان والاعمال الصالحة التي نراها حولنا وبركة النيات الطيبة، وهنا اتقدم للامة الاسلامية في مشارق الارض ومغاربها بهذه المناسبة الكريمة وأسال الله ان يتمها عليهم ويعيدها بالامن والايمان والسلامة والاسلام والتوفيق لما يحب ويرضى، وان يجعل هذا الموسم بشير خير وبركة على الاسلام والأمة في كل مكان.

وأحب ان  اقول إني من الحريصين جدا على وحدة الامة الاسلامية وارى ان من الخير ان يجتمع أهل القبلة على اهداف محددة ولمصلحة دينهم ودنياهم ومواجهة اعدائهم المشتركين، وان يدعوا الأمور الخلافية يبحثها أهل العلم فيما بينهم، ولذلك ناصرت دعوات التقريب وحضرت مؤتمرات التقريب في كل بلد، ولكني في كل مؤتمرات التقريب التي حضرتها حذرت من عدة أمور.. من أهم هذه الامور سبُّ الصحابة، وهذا خط أحمر لأن الصحابة هم من نقلوا إلينا القرآن الكريم وهم من نقلوا إلينا السنة والاحاديث النبوية، وهم الذين فتحوا الفتوح ونشروا الاسلام بين الأمم، وهم اصحاب بطولات ومواقف اخلاقية رائعة امتلأت بها بطون كتب التاريخ، وهم من اثنى عليهم الله عز وجل في كتابه في اكثر من سورة في اواخر سورة الانفال وفي سورة التوبة وسورة الفتح وسورة الحشر. وثناء الله تعالى مثل قوله «السابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الانهار»، وحتى التابعون لهم بإحسان، فما بالك بهم، حتى الرسول صلى الله عليه وسلم اثنى عليهم فقال «خيرون القرون قرني» وقال «لا تسبوا اصحابي» إلى آخره.

والتاريخ يقول هم الجيل الفريد الذي لا تكتحل عين الدنيا إلا برؤية مثلهم في فضائلهم ومطالبهم وتخليهم عن رذائل الجاهلية وتحري أخلاق الاسلام والايمان، فالصحابه خط أحمر كما قلنا .

والسبُّ نفسه ليس من شيم المسلم، فالمسلم ليس سبابا ولا لعانا، واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تقول لا تسبوا اصحابي، وتقول لا تسبوا الريح فانها مأمورة ، ولا تسبوا الحمى فانه كفارة ولا تسبوا الدهر، فان الله هو الدهر، ولا تسبوا الديك فانه يوقظ لصلاة، حتى انه قال لا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبون الله عذرا من غير علم، وذلك لسد الذريعة، أي لا تسبوا إلههم حتى يرد عليكم المشركون فيسبوا إلهكم كما سببتم إلههم.

وفي كل مؤتمر قلنا ان سب الصحابة خط احمر، لا يجوز، الشي الآخر هو عدم نشر المذهب في البلاد الخالصة لمذهب آخر، لكي نتقارب لا بد من رعاية الامرين الصحابة نكف عنهم، لانه لا يمكن ان نتقارب، وانا اقول أبو بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه وعائشه رضي الله عنها، وانت تقول ابو بكر لعنه الله وعمر لعنه الله وعائشه لعنها الله، يعني لا يمكن ان يلتقي رضي الله عنه ولعنه الله.. لا يلتقيان.

الامر الثاني، لا تغزوني في بلدي، فانا بلدي سني، ولا داعي ان تأتي وتنشر المذهب لأنك لو جئت لنشر المذهب سأدافع عن مذهبي، ولكي ادافع عن مذهبي سأجرح مذهبك وان مذهبك باطل، وانت تنشر الباطل، في بلاد الحق انا مضطر ان اقول ذلك. فلا تغزو بلادي ولا تغزو مجتمعي، ثم ماذا تكسب اذا غزوت بلدا سنيا؟ حتى عندما زرت ايران قبل سنوات وجلست مع مشائخهم الكبار وسألتهم ماذا تكسب اذا غزوت بلدا سنيا لنشر التشييع فيه وتكسب فيه عشرة او عشرين او مائة او مئتين او الف او الفين، وانت في هذه الحالة ستكسب عداوة البلد كاملا حينما يكتشف المجتمع انك تنشر التشيع فيها سيقف الجميع ضدك ويعاديك.

اذكر عندما  قلت ذلك كان الشيخ اية الله محمد علي التسخيري حاضرا، وهو صديق لنا من سنوات التقيت به في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والتقيت به في مؤتمر التقريب والتقينا به في مجمع الفقهي الاسلامي والتقيته في مؤتمرات التقريب، وحينما قلت له هذا حينما زرت ايران كان هو موجودا فقال لي والله صدقت، وقال لي: «صدقت نحن كان بيننا وبين ثورة السودان علاقة حميمية وفي مودة بيننا وبينهم، وسمحوا لنا بفتح مكاتب في الخرطوم وفتحنا مكاتب لنا هناك للثورة الإيرانية، وبعد مدة، وزع مدير المكتب الرئيسي رسالة تدعو للمذهب الشيعي وتشتم المذهب السني وتهاجم أهل السنة واسمها «ثم اهتديت» على لسان واحد كان سنيا ثم تشيع، فيقول انه ترك الباطل واتبع الحق، وعندما علمت حكومة السودان بهذا الامر اغلقت مكاتب الثورة وطردت المدير والموظفين واعادتهم إلى طهران.

وهذا ما اقوله، وكنت كلما حضرت إلى مؤتمر انبه لهذا الامر، وهذا الأمر نبه عنه احد كبار علماء الشيعة وهو الشيخ محمد مهدي شمس الدين وقال لا يجوز التبشير بالمذهب في بلاد مذهب آخر، لا السنة ينشرون مذهبهم ولا الشيعه يبشرون بمذهبهم في البلاد الخالصة للمذهب الآخر. ولكن وجدت في السنتين الاخيرتين بالمشاهدة والاحصاءات، وبالواقع، معرفتي بالواقع وجدت المجتمعات السنية تعرضت لغزو شيعي منظم ورأيت ذلك في مصر.

مصر التي اعرفها جيدا واعرف انها قبل عشرين سنة لم يكن فيها شيعي واحد منذ عهد صلاح الدين الايوبي، ولكنهم استطاعوا ان يخترقوا مصر واصبح لهم اناس يكتبون في الصحف ويؤلفون كتبا، ولهم صوت مسموع في مصر، وكذلك في السودان وتونس والجزائر والمغرب فضلا عن البلاد غير العربية مثل ماليزيا واندونيسيا ومثل نيجيريا والسنغال. > وماذا عن دول الخليج العربي؟

ـ حتى دول الخليج، وسورية، طبعا سورية والعراق ولبنان فيها شيعة، فلا يظهر المذهب بوضوح مثل البلاد التي لم يكن فيها شيعي واحد واصبح الأن فيها شيعة، لانه عندما يدخل احد لا تعرف أهو شيعي اصلي او طارئ كما حدث في العراق مثلا نفس الشي. انا أتكلم عن المجتمعات السنية الخالصة وهذا الذي ازعجني وأردت ان انبه إلى خطورة الامر مبكرا لأن الامر ان استفحل واذا سكت عنه ولم يقابل بالمقاومة ستجد بعد مدة ان المذهب الشيعي تغلغل في بلاد السنة وهناك تصبح مشكله كبرى وتصبح اقلية شيعية تطالب بحقوقها وتصطدم بالاكثرية السنية وهنا تشتعل النار وتكون الحروب.

وانا عندما نبهت لهذا الامر اردت ان احول دون الفتنة الكبرى المستقبلية وهو نوع من استشراف المستقبل ومن الاحتياط للغد حتى لا نقع في معارك بين ابناء الامة بعضهم البعض.

وانا حينما قلت لك اعرف كبار الشيعة بهذا الامر وهناك وكاله الانباء الايرانيه (مهر) التي هاجمتني بهذ اعترفت ان هناك مدا شيعيا في بلاد السنة وقالت ان هذا من معجزات آل البيت، وقالت لماذا لا تعترفون بالواقع وان المذهب الشيعي ينتصر وهذا من معجزات آل البيت.. وحتى آية الله الشيخ محمد حسين فضل الله، وبيني وبينه مودة، وهو من شيوخ الشيعه المعتدلين حقيقة، وبيني وبينه مودة، لكنه علق تعليقات غريبة على هذا الامر وقال: «عجبت للشيخ القرضاوي انه لم يتحمس ضد التبشير المسيحي وتحمس ضد التبشير الشيعي» وعجيب ان يقول هذا الامر، وانا من وقف ضد التبشير المسيحي بقوة منذ عقود في مؤتمر كولورادو سنة 1978 في مؤتمر المبشرين الأميركيين من اجل تنصير المسلمين في العالم والذي رصد له في ذلك الوقت نحو 100 مليون دولار وانشاء معهد زويمر، وانا طفت العالم الاسلامي احذر من هذه الغزوة التنصيرية الجديدة ثم سعيت إلى انشاء الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية التي اصبح مقرها الكويت، وكان الهدف الاول من انشائها مواجهة هذا المد ورفعت شعارا في ذلك الوقت قلت ادفع دولارا لتنقذ مسلما حتى نقاوم التنصير الذي رصد له 100 مليون دولار. > هل لديكم أرقام محددة عن المتشيعين؟

ـ ليس عندي ولكن ليس من الصعب ونحضر لهذا، الاخوة الايرانيون قالوا ذلك وسألوني هل عندك احصائيات، وان هذه الامور تتم في الخفاء وعندما يريد مذهب التسلل إلى بلد ليس فيه هذا المذهب لا يمكن ان يعلن عن نفسه ولا عن الذين اعتنقوا مذهبه، لانه يريد ان يخفي ذلك حتى لا ينتبه المجتمع له ويقف ضده خصوصا اخواننا الشيعة هم اول الغيارين بهذا لان عندهم مبدأ يدينون به اسمه مبدأ التقية، يعني التعامل مع الامر بوجهين تظهر غير ما تبطن، ومذهبهم يسمح بذلك ولا يرون فيه عيبا دينيا ولا اخلاقيا، فليس من المعقول ان يقولوا، وهم الان يقولون اذا تحدثت إلى احدهم يقول لك نحن اصبحنا عشرات الالاف، ويضخمون العدد ولكن ليس صحيحا، فهم يبالغون، ولكن اذا ترك الامر فممكن خصوصا انهم يذهبوا إلى الناس الذين ليس عندهم حصانة فكرية ولا عقائدية ويسعون، ولا يستبعد ان يستغلوا فقر الفقراء وعندهم اموال ومغريات.

> يتردد ان هناك جمعيات خيرية ايرانية في دول كثيرة تستغل العمل الخيري في التشييع ونشر المذهب الشيعي؟

ـ انا لا اشك، وانا اؤمن ان هناك اموالا مرصودة لنشر المذهب، الدولة الايرانية منذ قامت ثورة الامام الخميني تصف نفسها بانها دوله رسالة، دولة تقوم على عقيدة وعلى رسالة، والعقيده هي عقيدة المذهب الشيعي  والامامي الاثني عشر، ورسالتها تأييد هذا المذهب ونشره في كافه انحاء العالم، وليس المستغرب ان تنشر للمذهب الملايين بل البلايين، وان تعد لذلك رجالا  في الحوزات العلمية المختلفة هناك ورجال قادرون على نشر المذهب وهذا الامر لا يحتاج إلى احصاء او دليل، ودليلي موجود، هناك بلاد سنية خالصة اصبح فيها شيعة، ثم انهم يعترفون بذلك.. الوكالة الايرانية تقول انها من معجزات آل البيت، والشيخ فضل الله يقول لماذا تحمست ضد التبشير الشيعي وما تحمست ضد التبشير المسيحي.. الشيخ التسخيري يقول الشيخ القرضاوي يسمي التبليغ الشيعي تبشيرا مثل التبشير المسيحي يعني كأنه معترض فقط على التسمية وانا في الحقيقه التسمية ليست من عندي التسمية هي للإمام محمد مهدي شمس الدين. > يلاحظ وقوف العشرات من المثقفين العرب معكم في حملتكم ضد المد الشيعي.. ولكن نلاحظ تخلي بعض تلامذتكم عنكم في تلك الحملة؟ ـ لا تستطيع القول ان تلاميذي تحولوا او بعضهم ، اما اذا كان واحد او اثنان مفتونين بالانتصارت السياسية لثورة او انتصارات حزب الله، هذا لا يفيد، ولكن الغالبيه الحمد الله من تلاميذي في انحاء العالم معي، وصلتني كثير من الاتصالات واينما ارتحلت هنا في السعودية اناس لا اعرفهم والكثير منهم يقول لي نحن معك استمر في طريقك الله معاك، ورأيت كثيرا من العلماء والمفكرين كلهم وان كان واحد او اثنان لا يضر، وهذه طبيعه البشر.

> وكانك تقول ان الاموال الايرانية استطاعت تحويل افكار او رؤية بعض العلماء؟

ـ قطعا الاموال لها دور ولكن لا استطيع ان اتهم كل واحد يؤيد ايران انه قبض منهم ولا استطيع اتهام الجميع بهذا، هناك اناس قبضوا ولا زالوا يقبضون وبينهم وبين ايران دورات مكوكية وهذا معروف وان هناك اناسا لديهم قناعات ومفتونون بهذا الامر ولم يروا الأمر من جميع الوجوه ونظروا اليه من جهة واحدة فقط.

> لكم قول مشهور «السنة هم الفرق الناجية وغيرهم من الفرق الإسلامية في النار» ولكن اين سيكون موقع الفرق الاخرى مثل الامامية والزيدية؟

ـ انا لست من قال هذا الحديث النبوي، كل الفرق تدعي انها هي الفرقة الناجية وما عداها الهالك لانه الواقع في الهدى والضلالات فنحن اهل السنة نعتقد اننا الفرق الناجية وانا لي كلام في هذا الحديث لا اقبله حتى لو اننا سلمنا في هذا الحديث، فهو يدل على بعض الامور المهمة بان الافتراق واقع لا محالة وان الافتراق يكون واسع المدى، وان الناجي فرقة واحدة والفرق الاخرى هالكة ولا تخرج عن الامة فكل الفرق اسلامية والامة واحدة ونحن اهل السنة نعتبر اننا الامة الاسلامية لاننا تسعة اعشار الامة وهم أهل السنة على اختلاف المذاهب مالكي وشافعي وحنفي وحنبلي وكل هذه المذاهب من اهل السنة في المشارق والمغارب.

> قبل فترة التقيت مجموعة من حاخامات اليهود من بريطانيا في الدوحة وغطت «الشرق الاوسط» هذا الحدث على لسان صديقكم الشيخ الدكتور كمال الهلباوي الذي حضر اللقاء ودار حوار اكدت فيه اهمية التعاون بين اتباع الديانتين الاسلامية واليهودية في القواسم المشتركة، الا توجد قواسم مع الشيعة يمكن المشاركة فيها بدلا من الفرقة؟ ـ انا أؤمن بالحوار بين كل البشر فنحن المسلمون مأمورون بالحوار مع الديانات جميعا، انا قلت ذلك بملتقى الاديان الذي عقد في مكة المكرمة ودعا له خادم الحرمين الشريفين في مكة المكرمة ودعوت إلى توسيع الحوار بدلا من ان يكون حوارا اسلاميا مسيحيا او الديانات الكتابية، حتى الديانات الوثنية لماذا لا نحاور البوذيين، لماذا لا نحاور الهندوس وهم بالاف الملايين، الديانات الكبرى تحكم معظم العالم وانا دعوت إلى هذا ودعوت إلى محاورة اليهود الا الصهاينة لا احاورهم لأن القرآن يقول «لا تجادلو اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم». فالذين ظلموا لا حوار بيننا وبينهم ولا جدال بيننا، والصهاينة الذين غزوا فلسطين واقامو فيها دولتهم وسفكوا الدماء وشردوا اهل البلاد وكانوا استعمارا استيطانيا، وكان هناك استعمار في الجزائر، ولكنه لم يكن استحلاليا، لان الاستحلال يعني طرد أهل البلاد، وهم الذين ظلموا اخوانا بيننا وبينهم، فانا ادعو إلى حوار كل الاديان، لذلك انا لا امنع حوار الشيعة ولكن لكي احاور الشيعة ايضا، الا الذين يظلموننا منهم  لا حوار بيننا وبينهم، ان كانوا يريدون ان يغزونا في عقر دارنا، ويحولونا إلى شيعة ويقتلعونا من جذورنا ويستغلوا الفقر والحاجة وهذه الاشياء، فهؤلاء ارفض الحوار معهم وارفض التقارب معهم ايضا، انا شاركت في العديد من الحوارات والتقارب ولكن الامر اذا كان المقصود به محاولة اقتلاع اهل السنة من مذهبهم فانا ارفض ولا احاول التقرب.

> ما تعليقكم على الانتقاد الموجه لكم بانكم تخليتم عن معيار الموازنات الذي ألفتم فيه كتابا عن الأولويات في انتقادكم للمد الشيعي والدعوة إلى مخاصمتهم، والاحتشاد ضد إيران؟ ـ هناك خلط في هذه الامور فانا دعوت إلى الوان من الفقه يجب ان يرعاها الفقيه والمجتهد والمجدد والمصحح، منها فقه السنن، وفقه المقاصد والمآلات، وفقه الموازنات، وفقه الاولويات، وفقه الاختلاف والائتلاف، والمهم ليس ذكر هذه الالفاظ المهم فيها ان تعرف معانيها بل تطبيقها التطبيق الصحيح، مثلا الموازنات، يعني هل الموازنات ان اسكت عن غزو مجتمعي بمذهب آخر.. لا اعتقد صحته واسكت عن هذا من اجل ان نقف ضد الأميركان معا، اذ ارى الحفاظ على الدين اهم من الاميركان واهم من أي شي، فعملية الموازنة هنا بين الامرين اخطر وهنا ياتي الفقه، أي الأمرين أولى، فقه الاولويات أو الموازنات، وايهما تقدم على الآخر؟ انا ارى اول شيء يقدم ان احمي ديني الذي اعتقد انه سبب نجاتي في الاخرة وسعادتي في الدنيا، وهنا يكون الخلل فيما يسمى فقه الموازنات او فقه الاولويات، لانه لا يكون الوزن صحيحا، يعني فيه شي يزنوه بعشرة ارطال وهو يساوي رطل واحد، او شي اجعله رقم واحد وهو رقم عشرة، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال «الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق». المعنى هناك من يخلط ويريد تقديم اماطة الاذى على لا الله الا الله، المهم حسن تطبيق فقه الموازنات والاولويات.

> هل صحيح ان عددا من المحامين شرعوا في رفع دعوى ضدكم للمطالبة بطردكم من قطر؟ ـ (ضاحكا) شي يضحك وكلام عجيب البعض قال ايضا ان سنه كبير كان من المفروض الحجر على الامام الخميني الذي تجاوز 90 سنة ونفس الكلام ينطبق على خامنئي والسيستاني وكبار علماء الشيعه الذين بلغوا من العمر ما بلغوه، وهذا كلام هراء ولا اسعى إلى شغل نفسي به.

> ما ردكم في الهجوم الذي وجهته طهران لكم ووصفكم بأنكم أداة للماسونية والصهيونية؟

ـ الاتهام وجه لي من وكالة الانباء الايرانية ولم توجهه لي ايران مباشرة، ولا نقول ايران، وما قالته الوكالة نوع من الجهل الفاضح بشخصي وتاريخي وهو جهل مشوب بالكذب والافتراء، لان الكلام الذي قالوه، من يقول عن مثلي انني اعمل لصالح اليهود والصهاينة والماسونية وتاريخي كله ضدها، فانا منذ كنت في الخامسة عشر من عمري وانا في السنة الثانية في القسم الابتدائي في الازهر بمعهد طنطا الديني كنت اقوم بمظاهرات والهتافات ضد الصهانية وضد وعد بلفور واخطب الخطب النارية وانشد القصائد الشعرية منذ كان عمري 15 عاما ومازلت مستمرا إلى اليوم، من يقول هذا يسأل الفلسطينيين بكل فصائلهم ما موقفي من القضية الفلسطينية، ويسأل الصهاينة من الد اعدائكم هم نشروا ان الد اعدائنا في قضية فلسطين هم علماء الدين، والد علماء الدين جميعا، القرضاوي وحرضوا على اغتيالي ومنعت من دخول أميركا وبريطانيا، ومعظم البلاد الاوروبية رفضت تعطيني تأشيرة دخول.

> في تصوركم ماذا بعد التشييع الايراني؟ ـ اذا كان الايرانيون قوما عقلاء يريدون كسب العالم الاسلامي السني، وكما قلت السنة هي الامة الاسلامية، تسعة اعشار الامة الاسلامية، اذا كانوا يريدون كسب ود الامة الاسلامية فلا بد ان يتخلوا عن هذا الامر، والطموح الزائد والاحلام التي يتوهمونها في محاولة تغيير الامة الاسلامية من امة اسلامية إلى شيعية او كما تقول الوكالة كمعجزة من معجزات ال البيت، وهذا وهم، وهذا الذي يؤدي إلى صراع وصداع خطرا جدا ربما يتطاير شرره ويتفاقم خطره ويؤدي إلى معركة داخل الأمة. يجب في ضوء فقه الموازنات الاقتراب من الامة وتقترب الامة الاسلامية منه ولا ينجرفوا كثيرا واذا استمروا في هذا الموقف، فانا لن اتنازل عن موقفي ابدا، ومن واجبي تبصير الامة وهو ما يوجبه علي الميثاق الذي اخذه الله على العلماء.

> يتردد ان ايران تحاول استخدام هؤلاء المتشيعين في محاولة لارباك تلك الدول في حال تعرضها لاي ضربة اسرائيلية او أميركية ؟

ـ طبيعي هنا ان الشخص عندما يغير مذهبه، اقصد بالمذهب ما نسميه اصطلاحيا الفرقة ولا اقصد المذهب المالكي او خلافه، فالمقصود عندما يغير فرقته من سنة إلى شيعة هناك يشعر انه اصبح شيئا اخر وتغير انتماؤه مثلا فيكون مصريا لكن يصبح بعد تشييعه ينتمي إلى ايران او كما في لبنان شيعة لبنان يرون انفسهم اقرب إلى الايرانيين منهم إلى اخوانهم اللبنانيين في وطنهم وهذا امر لا استطيع انكاره، ايران ليست بلدا عاديا، بل ايران بلد مطامع واحلام، الامبراطورية الفارسية القديمة وكسرى، والمسألة مخلوطة بنزعة فارسية مع نزعة شيعية مذهبية مع تعصب بهذا، فيجب ان يدخل هذا في الاعتبار عند النظرة في هذه القضية نظرة مجردة.

> يرى البعض ان الشيخ يوسف القرضاوي مثير للجدل في بعض فتاواه وارائه التي يطلقها.. فما تعليقك؟

ـ انا لا احب اثارة الجدل واكره الجدل، وهذا مبدئي في التعليم والافتاء، بل اتخذت مبدأ التجديد والتيسير، وهو لا يعجب كل الناس، وفتاواي وكتاباتي بصفه عامة تثير صنفين من الناس المبالغين في الجمود والمبالغين في التحرر. فانا دائما اسعى للانضباط وضبط الافكار والفتوى بالقواعد الشرعية والاصول، اضافة إلى المنطق السليم ولابد من موافقته للعقل، ولايمكن لدين ان ياتي بشي مخالف للعقل.