أحمدي نجاد في نيويورك.. موعظة أخلاقية وتبشير بالمهدي المنتظر وتوقع زوال «الامبراطورية الأميركية»

موسكو توجه ضربة للجهود الأميركية لفرض عقوبات على طهران.. وتلغي اجتماع الدول الست

TT

لم يفاجئ الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قادة العالم، حين أكد رفضه لقرارات مجلس الأمن، ومواصلة برنامج إيران النووي، وعدم وقف التخصيب، غير أن خطابه هذا العام، الذي أدلى به أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تميز بنزعة دينية، مبشرا امام قادة العالم بالمهدي المتنظر، فيما احتلت الموعظة الدينية والخطاب الاخلاقي، الجانب الأكبر من خطابه الذي استهله بمحاضرة مطولة عن الله والعدالة، موضحا ايضا «ان عددا محدودا من الصهاينة المخادعين»، يتلاعبون بالأميركيين والأوروبيين.

وبشر الرئيس الإيراني بنهاية «الامبراطورية الأميركية»، وقال «ان الامبراطورية الأميركية في العالم، قد وصلت إلى نهاية طريقها، وعلى حكامها القادمين أن يحصروا تدخلهم في نطاق حدودهم». كما شن هجوما شديد اللهجة على اسرائيل، قائلا «في فلسطين لا تزال 60 عاما من المذابح والاجتياح متواصلة من قبل بعض القوى الصهيونية الاجرامية المحتلة». واضاف ان «الصهاينة اسسوا كيانهم علي الكذب والخديعة والاجرام». وقال الرئيس الايراني في اشارة الى اسرائيل «اليوم النظام الصهيوني في منحدر انهيار أكيد.. ولا سبيل أمامه للخروج من البالوعة التي خلقها هو ومؤيدوه». وتجنب أحمدي نجاد استخدام وصف «اليهود»، واستخدم تعبير الصهاينة حين تحدث عن سيطرة مجموعة صغيرة من «الصهاينة» على شعبي أميركا وأوروبا. وقال «انهم يسيطرون على المراكز المالية والاقتصادية وعلى مراكز صنع القرار السياسي في بعض دول أوروبا وفي الولايات المتحدة». ووصف أحمدي نجاد الولايات المتحدة وحلفاءها من الدول الغربية بالقوى الغاشمة، وهو تعبير استخدمه أكثر من مرة في بيانه. وقال «إنها (وكالة الطاقة الذرية) قد كررت التأكيد على حقيقة أن أنشطة إيران سلمية، وهناك بضع قوى غاشمة تسعى إلى وضع عقبات في طريق الأنشطة النووية السلمية للأمة الإيرانية، بممارسة الضعوط السياسية والاقتصادية على إيران ومن خلال الضغط والتهديد للوكالة الدولية للطاقة الذرية». وكان الأميركيون والإسرائيليون، كما هي العادة، قد غادروا مقاعدهم خلال القاء احمدي نجاد خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة. وبعد خطاب نجاد، وصفت رابطة مناهضة تشويه السمعة ومركز سايمون فيزينتال وباراك أوباما المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الاميركية، الرئيس الإيراني على اعتبار انه معاد للسامية.

وقال شيمعون بيريس رئيس إسرائيل إن كلمة الرئيس الايراني أمام الأمم المتحدة، والتي هاجم فيها «القتلة الصهاينة»، تعيد الي الأذهان واحدة من أسوأ حملات الدعاية السيئة السمعة والمعادية للسامية في التاريخ في بدايات القرن الماضي. وكان يشير الى دعاية معادية للسامية، نشرت اوائل القرن العشرين تصف مخططا يهوديا وماسونيا للسيطرة على العالم. وتعرضت الوثيقة للتشكيك على نطاق واسع. وقال الرئيس الإسرائيلي عن كلمة أحمدي نجاد «هذه هي المرة الاولى في تاريخ الأمم المتحدة، التي يظهر فيها رئيس دولة صراحة وعلانية، ويوجه اتهامات قبيحة وشريرة الى بروتوكولات حكماء صهيون». وقال بيريز «هذا لم يحدث قط في هذا المبنى أو في الأمم المتحدة». وفي تطور آخر وفيما يعد صفعة للجهود الاميركية لفرض عقوبات جديدة على طهران، أرغمت روسيا (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين) زائد المانيا، على إلغاء اجتماع وزراء خارجية الدول الست المقرر عقده على هامش أعمال الجمعية العامة، لبحث الملف النووي الإيراني ولبحث فرض المزيد من العقوبات على إيران. وقررت موسكو إلغاء الاجتماع ردا على الإدانات التي وجهت إليها بسبب الحرب في جورجيا.