سوق الأسهم السعودي: مستوى الجاذبية ينشط عند نقاط دعم مهمة

تحركات سلبية تقتل السيولة اليومية

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

سجل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودي أداء سلبيا طيلة الأسابيع الماضية، مسجلاً سلسلة من الانخفاضات، حيث قادت جميع القطاعات المؤشر العام إلى الهبوط بدعم من الأسهم القيادية، التي واصلت مسلسل التذبذبات الحادة بين صعود وهبوط خلال التداولات اليومية للفترة الماضية. وجاء أداء السوق من دون حيوية تذكر، حيث سجلت قيم التداول انخفاضات ملموسة لم تتجاوز مستويات 3.8 مليار ريال (1 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 141 مليون سهم، ليغلق المؤشر العام عند مستوى 7.133.47 نقطة خاسرا 327.67 نقطة، وبنسبة 4.39 في المائة.

ولعبت الأسهم القيادية بالمسار العام للمؤشر حيث أدت عمليات البيع على أسهم الصناعات الأساسية سابك إلى انخفاضه بنسبة 4.67 في المائة، وسهم الاتصالات السعودية بنسبة 2.06 في المائة، وجاءت التحركات السلبية التي سلكتها جميع القطاعات المدرجة بالسوق إلى قتل السيولة اليومية. واتضح عزوف المستثمرين عن ضخ سيولة جديدة، على الرغم من تسجيل اغلب الشركات مستويات دنيا جديدة لم تسجلها منذ أكثر من 5 سنوات. وأشار بعض الخبراء الاقتصاديون الى أن السوق اقترب من الوصول إلى الجاذبية بعد تدني مستويات الأسعار إلى مرحلة ساعدت كثيرا من الشركات للوصول لتلك المرحلة الاستثمارية، التي قد تصل إلى جاذبية أكثر إذا ما كانت النتائج المالية أكثر نموا، حيث وصل مكرر ربحية السوق إلى مستويات 13 مرة.

ويرى بعض المحللين الفنيين أن السوق مؤهل للوصول إلى مستويات اقل من هذا المستوى، مستدلين بذلك بأحجام السيولة وكمية التداول الأخيرة، التي تشير إلى عزوف كبير من المتعاملين داخل السوق. وذكر عادل عتيق مدير إدارة الأصول في بنك الرياض لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع العام للأسواق المالية غير عادية، نتيجة التأثر بأزمة الرهن العقاري ومسألة الائتمان، مبيناً أن السوق السعودي تأثر وبشكل كبير بالأوضاع الاقتصادية العالمية، الذي وضح من الهبوط القوي خلال الأسابيع الماضية، بالإضافة إلى أحجام التداول وقيم السيولة المتناقصة، التي تعزز العزوف من قبل المتعاملين والمستثمرين.

وأوضح عتيق أن القرارات والأنظمة الجديدة استقبلت بشكل سلبي سلبية الأداء العام للمؤشر، وان مثل هذه القرارات سيكون لها دور كبير في تغيير سلوكيات المتعاملين، كما أن الأثر الايجابي سيتضح جليا خلال الفترة المقبلة معززا بذلك متانة وقوة الاقتصاد السعودي. وأبان أنه من الصعب تحديد الوضع العام للسوق في الوقت الراهن، لكن من الممكن أن يصل السوق إلى مرحلة أكثر جاذبية. وأشار احمد الحسن الخبير الاقتصادي إلى أن الوضع الراهن الذي يمر به السوق مبالغ فيه، من ناحية ردود الفعل من قبل المستثمرين، وخاصة في الوضع الراهن لوصول الكثير من الشركات إلى مستويات سعرية مغرية وجذابة، لافتاً إلى أنه لا توجد علاقة بين المستثمرين الخارجيين بالاستثمار الداخلي، والذي يفسر انه لا يوجد أي ترابط قوي لتأثر السوق بهم.

وعلل الخبير الاقتصادي بان سبب قلة أحجام السيولة في السوق ناتج عن وجود قرارات وأنظمة غيرت من سلوكيات المتعاملين لعدم فهمهم لتلك الأنظمة بالشكل السليم، بالإضافة إلى دخول شهر رمضان الكريم، الذي يقلل من الحيوية الفعلية للعمل بالسوق، وأضاف الحسن أن عدم الشفافية والوضوح أدى إلى عدم اتخاذ القرارات السليمة من قبل المستثمرين بالسوق.