اللجنة الرباعية تحث على بذل الجهود للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الحالي

أكدت على أهمية عملية السلام وأشادت بجدية الفلسطينيين والإسرائيليين

TT

حثت اللجنة الرباعية، في بيان صدر بعد اجتماع لها، الفلسطينيين والإسرائيليين إلى الاستمرار في بذل الجهود من أجل التوصل إلى اتفاق قبل نهاية العام الجاري عام 2008. وكانت اللجنة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة قد عقدت اجتماعا في نيويورك على هامش أعمال الدورة الثالثة والستين لجمعية الأمم المتحدة، وجددت اللجنة في اجتماعها دعمها للمفاوضات الثنائية والشاملة الإسرائيلية ـ الفلسطينية. وأشادت اللجنة في بيانها بالطرفين لجهودهما الجادة والمستمرة منذ مؤتمر انابوليس وأكدت على أن عملية السلام هي عملية جادة وشددت على أهمية الرغبة في التوصل إلى نتائج ملموسة. ودعت الطرفين إلى أن يستمرا في بذل كل جهد للتوصل إلى اتفاق قبل نهاية عام 2008. وأشار البيان الذي صدر بعد انتهاء اجتماع الرباعية أول من أمس، إلى أهمية عملية السلام وإلى أهمية السرية من أجل المحافظة على نزاهتها. وجدد أعضاء اللجنة الرباعية الالتزام بعدم ارتداد المفاوضات وبإنشاء دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قابلة للحياة في الضفة الغربية وغزة تعيش بسلام وأمن جنبا إلى جنب دولة إسرائيل وبوضع نهاية للصراع. وأعربت اللجنة الرباعية عن رغبتها في أن يستمر التفاوض القوي البنية حول مناقشات مهمة تتناول جميع القضايا بما فيها القضايا الأساسية بدون استثناء من أجل تحقيق أهداف انابوليس. واكدت اللجنة الرباعية من جديد دعوتها السابقة إلى جميع الفلسطينيين (خصوصا حركة حماس) ليلزموا أنفسهم بعدم العنف والاعتراف بإسرائيل وقبول الاتفاقات والالتزامات السابقة. وأكد بيان اللجنة أن استعادة الوحدة الفلسطينية على أساس التزامات منظمة التحرير الفلسطينية يمكن أن يكون عاملا مهما في هذه العملية. وقد بحثت اللجنة الرباعية وضع التزامات الطرفين بموجب خريطة الطريق، وشارك في اجتماع الرباعية الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزيرة خارجية أميركا كوندوليزا رايس ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف ووزير خارجية فرنسا برنارد كوشنير وتوني بلير ممثل اللجنة الرباعية إضافة إلى خافيير سولانا رئيس شؤون السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي. وقد جاء اجتماع الرباعية بعد اجتماع المجلس الذي عقد بطلب من السعودية التي ترأس المجموعة العربية لهذا الشهر لبحث النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية والمحتلة. وقد أعربت اللجنة الرباعية عن قلقها العميق من تزايد النشاط الاستيطاني الذي «له تأثير مدمر على مناخ المفاوضات ويمثل عقبة أمام التعافي الاقتصادي». ودعت إسرائيل إلى أن تجمد بناء المستوطنات، بما في ذلك النمو الطبيعي وأن تفكك العشوائيات التي بنيت منذ مارس (آذار) سنة 2001. وجدد أعضاء اللجنة الرباعية التأكيد من جديد على أن يلتزم الطرفان تجنب اتخاذ أية إجراءات من شأنها أن تقوض الثقة ويمكن أن تنطوي على حكم مسبق لنتيجة المفاوضات. ومن ناحية أخرى أدان البيان الارتفاع الأخير من عنف المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين، وحث على إعمال سيادة القانون بدون تمييز أو استثناء. وفي الوقت نفسه أدانت الرباعية الإرهاب ضد الإسرائيليين بما فيها الهجمات الصاروخية في الأراضي الفلسطينية، وأكدت على الحاجة إلى مزيد من الجهود الفلسطينية لمكافحة الإرهاب وتفكيك البنية التحتية للإرهاب وتبني الاعتدال. وأشاد أعضاء اللجنة الرباعية بالسلطة الفلسطينية وبالنتائج المشجعة لجهودها لإصلاح قطاع الأمن ومواجهة الميليشيات والإرهاب وإنفاذ حكم القانون في أماكن تابعة لمراقبتها الأمنية. وقد أشادت اللجنة الرباعية بالدور الذي تلعبه مصر لحل الانقسامات الفلسطينية وإعادة توحيد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تحت السلطة الفلسطينية الشرعية. ورحبت اللجنة بالهدوء المستمر بين غزة وجنوب إسرائيل والذي استمر لما يزيد على ثلاثة أشهر، وأعربت عن املها في أن يتمخض هذا الهدوء عن المزيد من التخفيف عن السكان المدنيين في غزة بما في ذلك فتح المعابر لتدفق السلع التجارية والإنسانية وسلام دائم على حدود إسرائيل الجنوبية. وأخيرا رحبت اللجنة الرباعية بالجهود الرامية إلى سلام إقليمي شامل واستقرار بما في ذلك دور تركيا في المفاوضات الإسرائيلية السورية غير المباشرة. وأعربت عن أملها في تكثيف هذه المحادثات بهدف تحقيق سلام عادل وفقا لمرجعيات مدريد. وأشار البيان إلى أهمية مبادرة السلام العربية كعنصر هام لتحريك العملية قدما. وقد اتفقت اللجنة الرباعية على إمكان عقد مؤتمر دولي في موسكو في ربيع عام 2009 لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط.