فتح تريد حكومة ترفع الحصار وتأجيل القضايا الشائكة.. وحماس تريدها «رزمة واحدة»

أبو سمهدانة: الشيطان في التفاصيل وفي رؤوس من لا يريدون الاتفاق

TT

تركز حركة فتح في حوارها الثنائي مع مصر على تشكيل حكومة توافق تضطلع بمهمة اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية والتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة على ان تنبثق لجان لاحقة تبحث تفاصيل الملفات الاخرى التي وصفها عبد الله ابو سمهدانه عضو وفد فتح للحوار بانها شائكة قائلا «ان الشيطان في التفاصيل». وهو ما ترفضه حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة اذ تدفع الحركة باتجاه تشكيل حكومة وحدة وطنية وتصر على بحث كل الملفات «رزمة واحدة»، دون تأجيل اي من القضايا، كما قال القيادي في الحركة خليل الحية الذي قال «ان الشيطان ليس في التفاصيل بل في رؤوس من لا يريدون الاتفاق». ونفى ابو سمهدانة، عضو وفد فتح للحوار الثنائي في القاهرة، ان تكون حركته اتفقت مع المصريين على ورقة سيجري تقديمها للفصائل الفلسطينية بما فيها حماس وللجامعة العربية. وقال لـ«الشرق الاوسط»: «هذا الحديث سابق لأوانه ولازال هناك حوار ثنائي بين الفصائل والمصريين وبعد عيد الفطر سيأتي وفد حماس لاجراء حوار مع المصريين ثم يتبلور موقف».

وتركز حوارات القاهرة على 4 نقاط رئيسية، وهي تشكيل حكومة توافق واعادة هيكلة الاجهزة الامنية واعادة اصلاح منظمة التحرير وفتح معبر رفح من خلال عودة الحرس الرئاسي له. وقال ابو سمهدانه هذه النقاط يجري التحاور حولها والحلقة لم تغلق، بانتظار نتائج لقاء المصريين بحماس».

وردا على سؤال حول ما تطرحه فتح على طاولة المصريين. قال ابو سمهدانة لـ«الشرق الاوسط» «نريد حكومة متفق عليها من كل الفصائل وتكون موافق عليها محليا وعربيا واقيلميا ودوليا، تتعاطي مع العالم، وترفع الحصار». واضاف «هذا شرطنا الوحيد، وليس لدينا شرط اخر، بان يكون لدينا حصة مثلا». وتريد فتح لهذه الحكومة ان تكون مؤقته، بحيث تحضر للانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة، الا ان ابو سمهدانه قال ان من بين مهامها ايضا اعادة هيكلة الاجهزة الامنية.

وتدفع فتح بهذا التوجه الى تشكيل حكومة مستقلين ليس فيهم او يقودهم احد من حماس حتى تنال رضى عالمي. واجراء انتخابات مبكرة في الاراضي الفلسطينية تفرز واقعا سياسيا جديدا. وهو ما ترفضه حماس التي تتمسك بدورها بحكومة وحدة وطنية وان تكون الحركة ممثلة فيها. وقال خليل الحية لـ«الشرق الاوسط»: «هذه هي مطالب الرباعية الدولية والاميركية والصهيونية»، معتبرا «ان هذا الاستباق مرفوض»، واضاف «ان من يقود الشعب الفسلطيني هي حكومة وحدة وطنية وليس حكومة تستجيب لشروط الرباعية». وتابع «نحن توافقنا على حكومة وحدة وطنية قبل ذلك، ولم يعترض العالم، ويبدو ان هناك وصفة جاهزة تقودها مجموعة من الاطراف لتشكيل حكومة تكنوقراط، ونحن ننصح بعد الاكثار من هذا الكلام».

وتسعى مصر للتوصل الى اتفاق بدون الدخول في التفاصيل الشائكة كما يبدو. ولم يجب ابو سمهدانة عن سؤال حول موقف فتح من الملفات الاخرى غير ملف الحكومة. وقال «الشيطان في التفاصيل، نحن لا نبحث التفاصيل ومن المفروض ان تنبثق لجان امنية وسياسية واقتصادية بعد الاتفاق». وتابع «هذه تفاصيل شائكة لكن اذا حسنت النوايا سنصل الى اتفاق».

وترفض حماس تأجيل أي من الملفات، وقال الحية «الشيطان ليس في التفاصيل، بل في رؤوس من لا يريد الاتفاق». واوضح القيادي في حماس، بان «القضية تحتاج الى حوار في كل الملفات وليس فقط في الحكومة».

واضاف «هذا غير مقبول وغير واقعي، واذا كانت كل موجة الحوار تركز على تشكل حكومة وتأجيل ملفات اخرى هذا يعني فشل للحوار قبل ان يبدأ». وتابع «يجب ان ننتهي من كل الملفات قبل ان نبدأ بالشروع في اي ملف»، وبحسب الحية فان «اتفاق مكة فشل لاننا أجلنا قضايا اصبحت مثار خلاف» ومن بين التفاصيل التي تنوي مصر ارجاءها بحث كيفية اصلاح منظمة التحرير. وقال ابو سمهدانه «هناك لجنة لاصلاح منظمة التحرير شكلت في اتفاق القاهرة السابق، وهي مكلفة للوصل الى كيفية اصلاح المنظمة»، لكنه شدد على ان الاصلاح لا يتم الا من الداخل.