الأقليات في العراق: الكتل الكبرى تواطأت علينا في قانون الانتخابات المحلية

أمير اليزيديين لـ «الشرق الأوسط» : الحكومة تهمش كل الكتل باستثناء الشيعة والأكراد

TT

طالب عدد من ممثلي الاقليات الدينية والقومية في العراق بمعالجة موضوع تمثيلهم في مجالس المحافظات وعدم ممارسة سياسة «التهميش» التي مارسها البرلمان العراقي في قانون انتخابات مجالس المحافظات الذي صادق عليه مؤخرا. وأقر البرلمان العراقي، الاربعاء الماضي، قانون انتخاب مجالس المحافظات، ملغيا منه مادة وردت في صيغته الاولية كانت تكفل مقاعد للمسيحيين والاقليات الدينية والاثنية الاخرى في مجالس المحافظات وفق نظام الحصة (الكوتا).

وقال يونادم كنا، عضو البرلمان عن قائمة الرافدين التي يترأسها وممثل الكلدوآشوريين لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من اربيل، امس «يجب اصدار قانون ملحق بالقانون الذي صدر مؤخرا يضمن للاقليات الدينية والقومية مقاعد في مجالس المحافظات، وبالنسبة للأقليات الذين لا يسعفهم عددهم بتمثيل عضو في مجلس المحافظة فيجب ان يكون لهم ممثل في مركز القضاء».

ووصف كنا ما حدث مؤخرا في مجلس النواب بانه كان «أشبه بالتواطؤ بين الكتل الكبيرة، حيث ان الاكراد يعتبرون الشبك ضمن المكون الكردي بينما لم تعتبر الاحزاب الاسلامية وضمنها كتلة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية اليزيدية كأقلية دينية أو دين».

وأضاف ممثل الكلدوآشوريين «نحن مكون عراقي أصيل ولنا وجود كبير في 6 محافظات عراقية، هي اربيل ودهوك وبغداد والموصل والسليمانية والبصرة، وليس من الممكن تهميشنا او تجاهلنا»، منوها بـ«ضرورة العودة الى نتائج التصويت التي جرت في 22 يوليو(تموز) الماضي والتي لم يصادق عليها مجلس الرئاسة لحجج وأسباب واهية».

واعتبر كنا هذه «الممارسات هي بمثابة عملية ضغط على الاقليات للانضمام تحت مظلة هذا الحزب او تلك الكتلة وإذابتنا بين الكتل الكبيرة، بينما نحن نشكل كتلة لا بأس بها، إذ ان عددنا 700 ألف داخل العراق بعد ان كان مليونا و300 ألف وقد تم تهجير الغالبية بسبب اعمال العنف التي استهدفت المسيحيين». وقال كنا «يجب ان نتخلص مما وصفه ديمستورا، ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراقبـ(الغمامة القاتمة)، ونحن، ممثلي الاقليات التي تم تهميشها، سنلتقي بداية الشهر القادم مع ممثل الامين العام للامم المتحدة للتباحث معه من اجل الوصول الى حل يرضي الجميع».

وعبر صبحي الشذر، وهو من طائفة الصابئة المندائيين، عن استغرابه «لعدم وجود ممثل في البرلمان العراقي عن طائفة الصابئة المندائيين الذين يعدون من أقدم طوائف مكونات المجتمع العراقي، وأكثرهم التصاقا بالعراق، كما ليس لديهم تمثيل في مجالس المحافظات».

وقال الشذر، وهو مهندس ومقيم في لندن، لـ«الشرق الاوسط» امس «نحن ليس لنا حزب سياسي يمثلنا لكن المجلس الأعلى للطائفة هو الذي يمثلنا». وأشار الشذر الى البيان الصادر عن رئاسة طائفة الصابئة المندائيين الصادر امس، والذي جاء فيه «تابعنا باهتمام بالغ وقلق عميق مناقشات مجلس النواب العراقي وما تمخض عنها من إصدار لقانون انتخابات مجالس المحافظات الذي كنا نحن الصابئة المندائيين نأمل ونمني أنفسنا بأن يكون منصفاً ويتناسب مع الدور الذي لعبته الاقليات القومية والدينية في بناء حضارة وادي الرافدين ماضياً وحاضراً، ولكن وللأسف الشديد نعلنها بكل صراحة بأن القانون جاء مجحفاً ومخيباً لآمال وتطلعات الاقليات. وحذر البيان الذي تسلمت «الشرق الاوسط» نسخة منه امس، من أن «الاستمرار بهذا النهج سيؤدي حتماً الى الاضرار بشكل عملي اولا بسياسة الحكومة الداعمة لعودة اللاجئين والمهجرين والمهاجرين من العراقيين ومنهم الأقليات الى الوطن، وثانياً الى خسارة العراق لعدد كبير من الكوادر العلمية والأكاديمية من ذوي الاختصاصات الدقيقة والثقافية من أبناء الاقليات». وطالب أنور معاوية، الذي قدم نفسه باعتباره أمير اليزيديين، بأن «تتساوى جميع الاطياف في مجلس محافظة الموصل وقبل ذلك ان يتم إجراء إحصاء سكاني لمعرفة عدد نفوس كل أقلية ليأتي تمثيلها متناسبا مع عدد افرادها»، مشيرا الى اهمية «عدم تهميش أي مكون عراقي مهما كان عدد افراده».واتهم معاوية الحكومة «بالطائفية، وهي تعمل على تهميش كل الكتل العراقية باستثناء الشيعة والاكراد»، وقال لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من ألمانيا امس، هناك «احتلال ايراني لجنوب العراق وكردي لشمال العراق، حيث غير الاكراد اسمنا الى الازدية كما غيروا قوميتنا من العربية الى الكردية وهمشوا حقوقنا».

وعبر سامي شبك، من طائفة الشبك عن اطمئنانه كون «التحالف الكردستاني يحفظ حقوقنا وتمثيلنا في البرلمان العراقي ومجالس المحافظات لاننا ضمن هذا التكتل»، موضحا أن «الشبك غالبيتهم من الاكراد وبينهم عرب وتركمان وشيعة وسنة وهم يقطنون في 50 قرية تشكل هلالا حول الموصل وعددهم يبلغ 250 ألف شخص».