مجلس الأمن يبحث الملف النووي الإيراني من دون التوصل إلى قرار

طهران ترفض مشروع قرار الأمم المتحدة وتعتبره «غير بناء»

ايرانيتان تمران امام صاروخ ايراني في معرض حربي بطهران أمس (رويترز)
TT

اجتمع مجلس الامن التابع للامم المتحدة امس لبحث مشروع قرار يطالب ايران مرة اخرى بوقف نشاطات التخصيب من دون ان يفرض أي عقوبات جديدة تطالب بها واشنطن وحلفاؤها كانت الدول الخمس الدائمة العضوية وألمانيا اتفقت عليها على هامش دورة الجمعية العامة للامم المتحدة اول من امس. وقال دبلوماسيون لوكالة رويترز انهم يأملون ان يصوت مجلس الامن على النص السبت (امس)، لكن هذا الامر غير مؤكد، في حين قال عدة مندوبين انه يتعين عليهم التشاور مع عواصمهم قبل التصويت. ويدعو مشروع القرار، الذي يقع في عشرة اسطر، ايران الى «الالتزام الكامل دون إبطاء» بقرارات المجلس السابقة التي تطالبها بوقف التخصيب.

كما يحث مشروع القرار ايران على الوفاء بمتطلبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة والتي تحقق فيما اذا كانت ايران أجرت أبحاثا على أسلحة نووية. وقالت الوكالة في وقت سابق من هذا الشهر ان ايران لا تتعاون لكن طهران قالت انها تفعل ذلك. ويستبعد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فيما يبدو فرض عقوبات جديدة في المستقبل القريب. وتتمتع روسيا بحق النقض (الفيتو) في مجلس الامن. وقال لافروف في مؤتمر صحافي اول من امس «نحن مستمرون في اعتقادنا ان الوقت غير مناسب لبحث هذا الاقتراح بفرض عقوبات جديدة على المستوى الوزاري ولا على أي مستوى آخر».

وأكدت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على الحاجة الى تضييق الخلافات بين الشرق والغرب فيما يتعلق بغزو روسيا لجورجيا وإقناع الايرانيين بأن القوى الست تتحدث بصوت واحد. من جانبها، أعلنت طهران على لسان سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين بشأن الملف النووي الايراني في تصريحات نقلها التلفزيون الايراني، رفضها مشروع قرار الامم المتحدة بشأن برنامجها النووي؛ إذ اعتبر جليلي ان المشروع غير بناء وقد يشير الى وجود انقسامات بين القوى العالمية.

وقال جليلي للتلفزيون الايراني ردا على سؤال حول رأيه في مسودة القرار «هذه القرارات غير بناءة»، مضيفا «ما هم بحاجة لفعله هو كسب ثقة الشعب الايراني من خلال التعاون البناء والالتزام الجماعي». وقال ان المسودة تظهر اما أن القوى العالمية لم تتمكن من التوصل الى «رد منطقي» على النشاطات النووية الايرانية أو أنها «فقدت التماسك الداخلي كما أقرت هي نفسها وأرادت من خلال هذه المسودة اظهار أن هناك تماسكا بالفعل فيما بينها».

وكانت قد أيدت المسودة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بالاضافة الى ألمانيا.

من جانب آخر، هاجم وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الكلمة التي ألقاها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد أمام الجمعية العامة للامم المتحدة بوصفها «معادية للسامية بشكل صارخ» داعيا الدول الاعضاء في الامم المتحدة للانضمام اليه في إدانتها. وكان الرئيس الايراني قد دان الثلاثاء «القتلة الصهاينة» وتحدث طويلا عما وصفه بالسيطرة الصهيونية على الاوضاع المالية الدولية.

وقال شتاينماير امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان «تصريحات الرئيس الايراني بشأن اسرائيل لا تتسم بالمسؤولية وغير مقبولة. الشكل المعادي للسامية لخطابه هذا العام لا يمكن التغاضي عنه ويتطلب ادانتنا المشتركة».

وكانت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس قد دعت في وقت سابق اول من امس مجلس الامن الى مناقشة تصريحات احمدي نجاد بشأن اسرائيل.