براون يدعو لتعاون دولي لمعالجة «أول أزمة اقتصادية للعولمة»

يقدم مقترحاته للمجلس الأوروبي اليوم لإطلاق عملية إصلاح عالمية

TT

شدد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون أمس على اهمية اعادة «الثقة» الى الاسواق العالمية، معتبراً ان عودة هذه الثقة مرتبطة بشكل مباشر مع اصلاح النظام المصرفي العالمي لمعالجة «اول ازمة اقتصادية لعصر العولمة».

وعقد براون مؤتمراً صحافياً مع الصحافة الاجنبية في مقر «جمعية الصحافيين الاجانب» في العاصمة البريطانية امس، للتركيز على الجانب الدولي للازمة الاقتصادية والحاجة الى جهود دولية لاصلاح النظام المصرفي. وصرح براون بان التعامل مع الازمة الاقتصادية يتطلب «مرحلتين»، اولاها «استقرار النظام المالي وذلك يعني توفير السيولة، واعادة تمويل البنوك ومساعدتها على الاقراض المتوسطة الامد»، موضحاً ان المرحلة الاولى ستحتاج الى بعض الوقت لتنجح وتظهر نتائجها. واكد ان نتائج المرحلة الاولى التي اقدمت عليها المملكة المتحدة خلال الايام الماضية «تتطلب بعض الوقت»، لكنه اردف قائلاً ان النتائج الكاملة لن تظهر من دون التركيز على المرحلة الثانية، وهي «اعادة الثقة من خلال الاصلاحات في النظام المالي». وطرح براون افكاره التي سيقدمها ضمن مقترحاته للمجلس الاوروبي اليوم، مؤكداً ان العالم يشهد «اول ازمة اقتصادية في عصر العولمة الجديد»، مضيفاً ان هذا العصر «لا يكفيه فقط نظام مراقبة وطني بسيط». وأضاف ان الجزء الثاني من معالجة الازمة المالية يعتمد على «حجر اساس ضروري وهو اننا بحاجة ملحة لمراقبة دولية» للنظام المصرفي. واشاد براون بـ«القيادة الرائعة» للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس المفوضية الأوروبية العليا خوزيه مانويل بوروسو في معالجة الازمة الاقتصادية و«جعله من الممكن الخروج بموقف موحد من الاتحاد الاوروبي». واضاف ان على اوروبا التعاون مع باقي دول العالم لمواجهة هذه الازمة، رافضاً وجهة النظر بأن هذه الازمة متعلقة فقط بالولايات المتحدة واوروبا. وقال براون انه على اتصال مستمر مع الرئيس الاميركي جورج بوش، مضيفاً: «نحن متفقان على المبادئ العامة» لمعالجة الازمة. وجاء كلام براون قبل ساعات من اعلان الولايات المتحدة اتخاذ خطوات مماثلة للتي اتخذتها بريطانيا اول من امس لضخ اموال في نظامها المصرفي.

وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر الاسهم في بريطانيا، حذر براون بأن «الايام المقبلة ستكون حاسمة والاوقات صعبة»، مؤكداً ان «الخطوات التي اوضحتها في المرحلة الثانية ضرورية لبناء الثقة بالمستقبل»، وتابع ان هذه الاوقات ستتحدى «عزم القادة» حول العالم وعليهم التعامل معها.