بارزاني يجري مباحثات «إيجابية» و«مفيدة» مع وفد أنقرة

العمال الكردستاني يطلب من القيادة الكردية تفهم «وضعنا الدقيق»

TT

التقى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في بغداد امس وفدا تركيا رفيع المستوى برئاسة مراد أوزجليك المبعوث التركي الخاص إلى العراق وعضوية مستشار رئيس الوزراء التركي للشؤون الخارجية أحمد داود أوغلو ومسؤولين أتراك آخرين.

وقال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الاقليم ان «الاجتماع كان ايجابيا ومفيدا وتم تبادل وجهات النظر حول مختلف القضايا، والاتفاق على استمرار اللقاءات واجراء حوار». واضاف ان «الاجتماع استغرق حوالي الساعتين». وافاد بيان لحكومة الاقليم على موقعها الالكتروني انها «ترحب بحوار مباشر مع انقرة في كل القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين بضمنها قضية حزب العمال الكردستاني».

ولم يتسرب شيء عما دار في الاجتماع لكن مصادر كردية أشارت الى انه جرى خلال الاجتماع الذي عقد في مقر إقامة رئيس إقليم كردستان ببغداد، بحث آفاق العلاقات الثنائية بين تركيا والعراق عامة وإقليم كردستان على وجه الخصوص وتطورات الأوضاع على الحدود بين إقليم كردستان وتركيا، وسبل التعاون بين الجانبين لاستتباب الاستقرار على الحدود، في إشارة الى نشاطات حزب العمال الكردستاني. وكانت تقارير في وقت سابق قد افادت بأن أنقرة دعت القيادة الكردية في العراق الى الحوار ولكن شرط ان تعتبر «العمال الكردستاني» منظمة «إرهابية» وان تشارك تركيا في محاربة الحزب الذي يتخذ عناصره من جبال إقليم كردستان العراق قواعد له.

وسببت هجمات حزب العمال الكردستاني توترا في العلاقات بين العراق وتركيا التي تتهم بغداد بالعجز عن وقف هجمات المسلحين وسلطات إقليم كردستان بـ«التساهل» معهم. وفي الاسبوع الماضي أقر البرلمان التركي طلبا حكوميا يتيح للجيش شن عمليات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق لعام اخر. وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، اصيب خمسة جنود اتراك بجروح احدهم اصابته بالغة، امس في كمين نصبه متمردون اكراد استهدف قافلة عسكرية في شرق تركيا، وفق ما علم من مصدر امني محلي. وفي الثامن من الشهر الحالي هاجم مسلحون حافلة للشرطة في ديار بكر كبرى مدن جنوب شرق تركيا ذي الغالبية الكردية ما ادى الى مقتل اربعة شرطيين وسائقهم. وتبنى حزب العمال الكردستاني هذا الاعتداء. وتحرك سلاح الجو التركي منذ ذلك التاريخ وهاجم مرارا القواعد الخلفية للحزب في شمال العراق.

من جهة أخرى، اتهم ابرز قيادي في حزب العمال الكردستاني تركيا أمس بمحاولة جر كردستان العراق الى الحرب بهدف اضعاف موقف بارزاني في خلافاته مع بغداد وطالب قادة الاكراد بتفهم «الوضع الدقيق» للحزب. وقال رئيس ارفع هيئة قيادية سياسية وعسكرية في حزب العمال الكردستاني مراد قريلان لوكالة الصحافة الفرنسية ان «تركيا تريد جر اقليم كردستان الى الحرب عبر اتهامه المتكرر بايواء حزبنا لكن الهدف الرئيسي من الاتهام اضعاف موقفها (سلطات الاقليم) في خلافها مع بغداد».

وقال قريلان من مخبأه في اقصى شمال شرق المثلث الحدودي الوعر، بين تركيا وايران والعراق، ان «استمرار قصف مقراتنا في الجبال والايقاع باقليم كردستان خلف الكواليس في خلافاته مع بغداد ونسج المكائد حول قضية كركوك دفعنا للرد على تركيا وجيشها ضمن اطار دفاعنا المشروع عن النفس». وطالب قادة اكراد العراق بـ«مراعاة حزب العمال نظرا لوضعه الدقيق بسبب استعداداته لدعم القوائم الكردية في الانتخابات المحلية في تركيا الربيع المقبل». وقال ان «الاتراك يخططون للفوز ببلدية آمد (دياربكر) التي تعتبر بمثابة القلعة الحصينة للاكراد في تركيا». وردا على سؤال حول زيارة رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني الى تركيا لمفاوضات بشأن الحزب، اجاب قريلان «ننتظر ان يبلغ الساسة الاكراد العراقيون تركيا استعدادهم للمساهمة في حل القضية الكردية في تركيا عبر الحوار، لا نتوقع غير ذلك». وقال «ان توغلنا العسكري في عمق الاراضي التركية والتصدي لجيشهم المهزوم في عقر مخابئهم رسالة واضحة لتركيا والجميع باننا موجودون في كردستان تركيا وليس كردستان العراق واننا متواصلون مع شعبنا في تركيا». واضاف «نتمنى حل القضايا عبر الحوار، لكن تركيا لا تصغي لنا ومن حقنا الهجوم عليها للدفاع عن انفسنا من هجماتها الشرسة».