عندما علمتني إيجين أكين المتخصصة في المطبخ التركي، كيفية صنع كرات لحم الضأن يدويا، في إسطنبول العام الماضي، كانت كل خطوة لها تفاصيلها الدقيقة.
قامت أولا بصنع العجين على منضدة المطبخ المغطاة بالدقيق. ثم لفتها على بعضها بعصا خشبية رفيعة، وترفعها بين حين وآخر لترى ما إذا كان العجين صافيا ومرنا ليغلف الحشو المتبل من لحم الحمل.
وأخذت تشكل كل كرة ومعها مساعدان. بمجرد طهي الكرات، يغطى المانتي بزبادي سميك وكمية كبيرة من الزبد البني المضاف إليها فلفل أحمر. وقد التهمت منها كميات كبيرة.
منذ ذلك الحين، وأنا أحلم بصنع المانتي في المنزل. ولكن دائما ما يمنعني شيء ما، مثل ضيق الوقت وعدم وجود مساعدين لديهما مهارات صنع كرات اللحم التركية.
ما أحتاج إليه كان وسيلة لتقصير خطوات العملية بدون وضع هذا الخليط من الزبد واللحم والثوم والزبادي والمزيد من الزبد. لذا قمت بالبحث على الإنترنت، فكتبت «مانتي»، و«طريق مختصر» في محرك البحث.
ظهرت لي نتائج مثل «المانتي الزائف» و«المانتي المقلد»، لتسرد تفاصيل لوصفات طهي تعيد وضع طريقة صنع المانتي، لتقلل من الخطوات لتصل إلى جوهره. بعد الاعتذار للعبث بأحد التقاليد التركية (والأرمنية)، استبدل أصحاب المدونات المعكرونة المصنوعة على شكل قوقعة بالعجين المصنوع يدويا، ووضع اللحم المطهو والزبادي عليها.
يبدو أن هذه نقطة بداية جيدة. ولكن بدلا من استخدام معكرونة القواقع، اخترت أن استخدم معكرونة على شكل ربطة عنق، ومن الممكن أيضا استخدام معكرونة أوريكيتي (على شكل أذن صغيرة).
عندما كنت في السوق، اشتريت باذنجانا أرجوانيا طازجا. على أية حال، لا تكتمل وجبة تركية بدونه. وتذكرت سلاطة الباذنجان المشوي التي صنعتها العام الماضي، فوضعت مكعبات الباذنجان في الزيت ثم وضعتها في الفرن بينما أطهو بقية الوجبة.
تركت المعكرونة لتغلي، وأخذت أطهو اللحم بالثوم والكرات، وتبلته بالنعناع. في تركيا، يستخدم نعناع مجفف ذو رائحة نفاذة. ولكن كان لدي الكثير من النعناع الطازج في الحديقة، لذا استخدمته.
صفيت المعكرونة وخلطت بها اللحم، وكنت على وشك أن أضيف كمية كبيرة من الزبادي فوقها، ولكن وجدت أن المعكرونة بدت بيضاء، وكان من الممكن أن أضع المزيد من اللحم، ولكن كان الوقت متأخرا على هذا.
وحتى أعوض هذا الأمر، أضفت الباذنجان المشوي، وقلبت كل المكونات معا. ثم أضفت الزبادي المزود بالثوم الطازج القوي. وحسبما تذكرت من وجبة أكين، أضفت المزيد من الفلفل الأحمر والزبد البني كما لم أفعل من قبل.
حول الزبد الزبادي إلى اللون الذهبي الذي أحاط المعكرونة. وكما هو الحال في طهي المانتي، يتحول الزبد والزبادي إلى مرقة غنية تضيف مظهرا جميلا إلى اللحم والمعكرونة، وفي هذه الحالة، معهما الباذنجان المتبل بالثوم.
قد يفتقد طبقي الزائف نعومة الكرات المصنوعة يدويا، ولكن كان المذاق الذي أسعى إليه موجودا، حتى انني وزوجي التهمنا كمية كانت تكفي أربعة أفراد.
ولكن من السهل طهي المانتي المقلد مرة أخرى قريبا.
* خدمة «نيويورك تايمز»