طالبان تتبنى اغتيال عاملة إنسانية تحمل الجنسية البريطانية لأنها «تبشر بالمسيحية»

5 أطفال وجنديان حصيلة هجوم انتحاري ضد جنود ألمان في حلف الأطلسي

عمليات تفتيش للشرطة الافغانية بعد اغتيال العاملة الانسانية البريطانية (أ ب)
TT

اعلنت مصادر عسكرية ورسمية ان خمسة اطفال وجنديين المانيين قتلوا امس في اعتداء انتحاري استهدف دورية لجنود حلف شمال الاطلسي في قندوز شمال افغانستان تبنته حركة طالبان في حين تبنت طالبان اغتيال عاملة انسانية بريطانية بذريعة انها «تبشر للمسيحية».

وقالت القوة الدولية للمساعدة في ارساء الامن بافغانستان (ايساف) في بيان «قتل جنديان من ايساف الاثنين في اعتداء انتحاري في ولاية قندوز يوم 20 اكتوبر. كما اصيب جندي ومدني بجروح». ولم توضح القوة جنسية الجنود غير ان وزارة الدفاع الالمانية كانت قالت ان الاعتداء استهدف رجالا في معسكر بونشويهر. واكد والي قندوز محمد عمر حصيلة ايساف. وقال لوكالة الصحافة الفرنسية «استهدف اعتداء انتحاري دورية ألمانية على طريق رئيسي في اقليم شاهار ـ دارا في ولاية قندوز. وقتل خمسة اطفال وجنديان المانيان». واضاف انه تم توقيف مشبوهين اثنين. وتبنى المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الاعتداء. ومنطقة شمال افغانستان حيث ينتشر جنود المان، اقل خطرا من الجنوب والشرق معقلي طالبان غير ان نشاط المتمردين تزايد فيها.

من جانب اخر، اعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن قتل موظفة في منظمة غير حكومية تحمل الجنسية البريطانية، متهمة اياها «بالتبشير بالدين المسيحي».

وقالت ناطقة باسم السفارة البريطانية في كابل «نؤكد ان الضحية مواطنة بريطانية» وليس جنوب افريقية كما اكدت الشرطة الافغانية في وقت سابق. لكن قد تكون الضحية تحمل الجنسيتين وفق مصادر عدة. واعلنت حركة طالبان في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية مسؤوليتها عن اغتيال المرأة التي تعمل في المنظمة غير الحكومية «سيرف افغانستان» برصاص رجلين كانا على دراجة نارية في غرب كابل. وقال ناطق باسم طالبان «اقدمنا على اغتيال هذه المرأة الاجنبية في كابل ونتبنى المسؤولية. لقد قتلناها لانها كانت تعمل لمنظمة تبشر بالدين المسيحي في افغانستان». و«سيرف افغانستان» منظمة غير حكومية مسيحية بريطانية متخصصة بمساعدة اصحاب العاهات. واوضح زلماي بشاري المتحدث باسم وزارة الداخلية «ان الضحية اصيبت في الصدر والساق» واضاف «لقد توفيت قبل وصول الشرطة ولاذ المهاجمان بالفرار وبدأنا عملية البحث للعثور عليهما».

وقال احد المارة «سمعت سبع طلقات وشاهدت جثة امرأة على الرصيف». وذكر شهود ان الضحية كانت تنتقل مشيا كل صباح من منزلها الى مقر المنظمة. ونادرا ما يتعرض مواطنون اجانب لهجمات في كابل، لكن اعمال العنف التي تطال المنظمات غير الحكومية تزايدت منذ مطلع 2008.

وكان مسؤول في شرطة الاقليم نجيب الله سمسور قال ان الضحية جنوب افريقية غير ان السفارة البريطانية في كابل اكدت انها بريطانية. وقالت متحدثة باسم السفارة «نؤكد ان الامر يتعلق بوفاة مواطنة بريطانية». وذكر موقع المنظمة البريطانية على الانترنت انها ساعدت اللاجئين الافغان في باكستان منذ 1980 قبل ان تنقل مقرها الى جلال اباد في شرق افغانستان ثم الى كابل في 2001. واوضحت المنظمة «ان هدفنا هو اشاعة المحبة الالهية والامل من خلال خدمة الشعب الأفغاني». وبين يناير وسبتمبر، سجل حوالي 146 حادثا امنيا استهدفت منظمات غير حكومية وكانت من فعل عصابات إجرامية او متمردين، مقابل 135 خلال العام 2007، وفق تقرير لمجموعة «افغانستان ان جي اوز سايفتي اوفيس» المتخصصة في امن المنظمات غير الحكومية.

وقتل 28 موظفا في منظمات غير حكومية بينهم خمسة أجانب في 2008 وخطف 72 آخرون، وفق هذا التقرير.

ولم تعد الهجمات تقتصر على جنوب البلاد وشرقها، وهما معقلان تقليديان لحركة طالبان.

ففي 13 اغسطس، قتلت ثلاث نساء يعملن في منظمة غير حكومية هن بريطانية كندية وكندية واميركية اصلها من ترينيداد وسائقهن الافغاني في كمين. واعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع على بعد اقل من خمسين كيلومترا عن كابل.

من جانب اخر، قال داود أحمدي المتحدث باسم حاكم اقليم هلمند الافغاني ان قوات أفغانية وأخرى تابعة لحلف شمال الاطلسي قتلت 34 من مقاتلي طالبان في اشتباك استمر يومين في الإقليم الواقع بجنوب أفغانستان. وأضاف أن سبعة مسلحين وشرطيا وجنديا أفغانيين أصيبوا أيضا في الاشتباك الذي وقع بالقرب من لشكركاه عاصمة اقليم هلمند كما نقلت وكالة رويترز.

الى ذلك التقى ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الاميركية بالرئيس الباكستاني آصف علي زرداري امس (الاثنين)، وحذر من ان المانحين الدوليين لن يمنحوا البلد المضطرب سوى مساعدات محددة. ويزور باوتشر باكستان في الوقت الذي يواجه قادتها تصاعد التمرد الاسلامي وصعوبات اقتصادية. الا ان باوتشر حذر من انه لن يتم منح باكستان اية مساعدات من «مجموعة اصدقاء باكستان» المؤلفة من دول تضم الصين والولايات المتحدة وبريطانيا والامارات العربية المتحدة التي تعهدت بالمساعدة على إحلال الاستقرار في البلد.

وصرح للصحافيين في اسلام اباد انه «لا يوجد مال على الطاولة (..) الهدف هو وضع المال في المكان الصحيح. وهذه ليست اموال تدفع مسبقا» كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وتأتي زيارة باوتشر عقب سلسلة من الهجمات الصاروخية التي شنها الجيش الاميركي على مناطق القبائل الباكستانية ما ادى الى توتر العلاقات بين البلدين.