المرشح الديمقراطي يعزز تقدمه بـ 6 نقاط.. ويثبت موقعه لدى المستقلين والنساء

أوباما يعتزم تعيين كولن باول مستشارا رئاسيا في حال فوزه في بالانتخابات

نائبة المرشح الجمهوري سارة بالين توقع على بطاقات للمناصرين في نيو مكسيكو (أ ب)
TT

اعلن المرشح الديمقراطي باراك أوباما انه يعتزم تعيين وزير الخارجية السابق الجمهوري كولن باول مستشارا له في حال فوزه في الانتخابات الاميركية، في وقت أفادت آخر استطلاعات الرأي ان المرشح الديمقراطي يتقدم على منافسه الجمهوري جون ماكين بفارق وصل الى ست نقاط في أعلى تقديراته.

وقال أوباما إن باول سيكون مستشاراً رئاسياً له، موضحا خلال لقاء مع شبكة «إن بي سي» إنه سيبحث مع باول ما إذا كان يرغب في موقع رسمي، في الإدارة أو أي وضع آخر يناسبه. وقالت شبكة «إن بي سي» إن أوباما سيستعين بآراء باول في مجال السياسة الخارجية، اذ سبق له ان عمل مع إدارة الرئيس الحالي جورج بوش وزيراً للخارجية. ولم يشأ أوباما ان يتحدث عن استشارة عسكرية يمكن ان يقدمها باول، وهو أول أسود اميركي يتولى قيادة هيئة الأركان المشتركة (قيادة الجيوش الاميركية)، خاصة ان ماكين ظل يشكك دائماً في قدرات اوباما ليصبح القائد الأعلى للجيوش الاميركية. وقال أوباما إنه لم يتلق اية اشارة من باول بشأن احتمال تمرده على حزبه الجمهوري واعلان تأييده له إلا بعد ان أعلن ذلك بالفعل. وكان باول قد وجه انتقادات قاسية لحملة جون ماكين، وقال إنها حاولت ربط أوباما بالإرهاب او القول إنه مسلم، وقال في هذا الصدد «ظل اوباما دائماً مسيحياً، لكن ما الضرر ان يكون مسلماً هل يوجد خطأ في ان تكون مسلماً في هذا البلد؟ الجواب قطعاً لا، لأن هذه ليست اميركا»، لكن كولن باول أكد بالمقابل انه لن يشارك في حملة أوباما. وقال المرشح الديمقراطي حول احتمال مشاركة باول في تجمع انتخابي مشترك معه «لن أكذب عليكم، أتمنى ان يشاركني في اي تجمع ومن البديهي لو أراد المشاركة فإن لديه دعوة مفتوحة».

وعقب ماكين على مساندة باول لباراك اوباما، قائلا إن ذلك لن يؤثر على صداقتهما، وقال إنه يحظى بالمقابل بدعم من أربعة وزراء خارجية سابقين وهم هنري كسنغر وجيمس بيكر ولورانس ايغلبيرغ والكسندر هيغ.

ويشكل موقف باول مراجعة من قبله لتاريخه في الحزب الجمهوري وميراث هذا الحزب، اذ يبدو ان باول يجد ان الحزب بات محافظا الى حد كبير تحت ادارة جورج بوش وان حملة ماكين لم تكن جيدة من اجل البلاد كما من أجل سمعتها حول العالم. وعلى صعيد التحركات الانتخابية خلال 14 يوماً المتبقية قبل يوم الاقتراع، اعلنت حملة أوباما إنه لن يزور مرة اخرى ولايات بنسلفانيا ومينوسوتا ونيوهامشير او أي ولاية اخرى صوتت لصالح الديمقراطيين في انتخابات عام 2004، حيث سيركز ما تبقى له من ايام على الولايات الموالية للجمهوريين، او تلك التي يطلق عليها «الولايات المتأرجحة». وسيمضي اوباما يومين في فلوريدا التي بدأ فيها الاقتراع المبكر امس (الناخبون الذين يوجدون خارج الولاية) ومن المقرر ان يعود من جديد الى فرجينيا التي تعمل حملته على مدار الساعة لضمان الفوز فيها، خاصة انه ومنذ عهد ليندون جونسون في الستينيات لم يحدث ان صوتت فرجينيا مع الديمقراطيين، كما سيزور اوباما ايوا واوهايو، وكلورادو، ونيومكسيكو ونيفادا وانديانا، وكان الرئيس الحالي جورج بوش قد فاز في هذه الولايات في انتخابات عام 2004.

وعلى صعيد استطلاعات الرأي، أظهر استطلاع اجرته وكالة «رويترز» مع شبكة «سي سبان» ومعهد زغبي، ان اوباما متقدم على ماكين بست نقاط، إذ يتقدم اوباما على ماكين بواقع 50 في المائة مقابل 44 في المائة بين الناخبين المحتملين في احدث استطلاع أظهر تقدما عن نتائج استطلاع الاحد عندما كان الفارق ثلاث نقاط فقط. ويبلغ هامش الخطأ في هذا الاستطلاع الذي يجري عن طريق الهاتف 9. 2 نقطة مئوية. وأفاد استطلاع آخر أجرته مؤسسة «جي دبليو يو» حصول أوباما على 49 نقطة وماكين على 45 نقطة.وتلك هي المرة الاولى التي يبلغ فيها أوباما حد الخمسين نقطة في استطلاعات الرأي، الامر الذي عزز مواقعه الى حد كبير.

كذلك، عزز أوباما مواقعه بالنسبة لمجموعتين من الناخبين المتأرجحين وهما المستقلون، حيث ارتفعت نسبة التأييد له من 8 الى 11 نقطة وبالنسبة للنساء حيث ارتفعت نسبة التأييد له من 6 الى 8 نقاط. ولا يزال ماكين يتقدم على أوباما بالنسبة للناخبين الرجال حاصدا 13 نقطة وحصل على 53 في المائة مقابل 40 في المائة في أوساط البيض.

وكان أوباما قد تقدم على ماكين بنسبة 2 الى 6 نقاط خلال الـ14 يوما الماضية من الحملة الانتخابية.

وبشأن تمويل الحملات الانتخابية وبعد ان حقق أوباما رقماً قياسياً خلال الشهر الماضي ووصل المبلغ الذي جمعه الى حدود 150 مليون دولار، أعلن أمس أن جون ماكين أنفق 37 مليون دولار خلال شهر سبتمبر (ايلول)، ولديه مبلغ 47 مليون دولار لينفقها خلال شهر اكتوبر (تشرين الاول) الحالي. ولا يستطيع ماكين ان يقوم بحملة تبرعات حتى يوم الاقتراع لأنه استفاد من المنحة المالية التي تقدم من المال العام، وهو ما كان أوباما قد رفضه في وقت سابق، حيث يجب عليه ان لا تتجاوز نفقاته مبلغ 84 مليون دولار في الفترة من بداية سبتمبر (ايلول) وحتى يوم الاقتراع في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.