بارزاني: اجتماعاتنا في بغداد كانت ناجحة.. وهدمنا الجدار مع تركيا

رئيس إقليم كردستان يزور طهران الأسبوع المقبل.. والقصف المدفعي الإيراني يتصدر المباحثات

مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان في مؤتمره الصحافي بأربيل أمس (تصوير: كامران نجم)
TT

عاد مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان العراق الى أربيل صباح أمس في ختام زيارة لبغداد استغرقت اربعة ايام أجرى خلالها مباحثات وصفت بالمثمرة والناجحة مع رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ورئيس الجمهورية جلال طالباني وزعماء الاحزاب والقوى السياسية الأساسية في العراق. وعقد رئيس الإقليم فور عودته مؤتمرا صحافيا استعرض فيها بإيجاز أهم وأبرز القضايا التي بحثها مع المسؤولين في بغداد وما تمخض عنها من نتائج وحلول. وركز بارزاني في حديثه للصحافيين على مضمون الاتفاقية الامنية المقرر إبرامها قريبا بين العراق والولايات المتحدة، وقال «ان موقف الإقليم حيال هذه الاتفاقية واضح وجلي جدا، ونعتقد بأن العراق كدولة بحاجة الى ابرام مثل تلك الاتفاقية، لكننا أكدنا ونجدد التأكيد باستمرار بأننا لن نؤيد اتفاقية تنتقص من سيادة بلادنا». وبخصوص المناقشات والمباحثات التي أجراها في بغداد حول مسودة الاتفاقية التي قدمتها الولايات المتحدة الى العراق أخيرا، قال بارزاني «بعد اطلاعنا على المسودة الأخيرة للاتفاقية ومناقشتها بإسهاب في المجلس السياسي، وجدنا أن الاتفاقية أصبحت تراعي تراب ومصالح العراق، لذلك نرى ان من مصلحة إقليم كردستان والعراق ايضا إبرام هذه الاتفاقية مع الولايات المتحدة»، مشيرا في الوقت ذاته الى موقف القيادة السياسية الكردية في اجتماعات المجلس السياسي الأعلى في العراق بهذا الصدد.

وفي جانب آخر من حديثه، أشار رئيس الإقليم الى النتائج التي تمخضت عن اجتماعات اللجان الثنائية والرباعية والخماسية والتي تناولت الاوضاع الراهنة في العراق وطبيعة العلاقة بين إقليم كردستان والسلطات الاتحادية في بغداد، منوها بمساع لدق إسفين في العلاقة بين الإقليم والمركز والشعبين الكردي والعربي في العراق «ولحسن الحظ باءت تلك المساعي والجهود بالفشل». وشدد على متانة الأواصر الأخوية التي تربط الشعبين ببعضهما في العراق، وقال «علينا حسم جميع الخلافات نهائيا كي لا نسمح بعزل الشعبين عن بعضهما، لأن العراق يحكمه الآن دستور صوت عليه 80% من ابناء الشعب العراقي، كما ان ادارة شؤون البلاد تتم بناء على صيغ توافقية بين الجميع».

وبخصوص النتائج النهائية للمباحثات التي جرت في بغداد خلال الايام الاربعة الماضية، أوضح بارزاني أن المباحثات أفضت الى تشكيل خمس لجان عليا تتولى خمسة من ملفات القضايا الهامة أولاها قضية النظام الاداري والسياسي للبلاد والثانية هي قضية قوى الامن والجيش والثالثة هي النفط والمالية والرابعة هي مسألة حسم مصير المناطق المتنازع عليها والخامسة تتعلق بالسياسة الخارجية للعراق، منوها بأن اللجان الخمس تشكلت من الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني الكردستاني والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق. وأعرب عن أمله في ان تفلح هذه اللجان الخمس في حسم تلك القضايا نهائيا او تتقدم بمقترحاتها وآرائها الى القيادات السياسية للقوى المذكورة بغية ايجاد الحلول الناجعة لتلك القضايا عبر اتخاذ قرارات نهائية بصددها.

وفي محور آخر من حديثه تطرق بارزاني الى نتائج المباحثات التي أجراها في بغداد مع مبعوث الحكومة التركية ووصفها بالإيجابية، متمنيا ان يكون لقاؤهما بداية لمباحثات مباشرة بين الإقليم وتركيا، وقال «كان لقاؤنا مع الجانب التركي بمثابة هدم للجدار بيننا نحو إجراء حوار مباشر بين الطرفين كي نتمكن عبر الحوار المباشر مع أنقرة من حل الخلافات والمشاكل العالقة مستقبلا».

وعلى صعيد ذي صلة، أعلن الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان اقليم كردستان أن رئيس الاقليم سيتوجه الأسبوع المقبل الى طهران في زيارة رسمية تلبية لدعوة رسمية من الجمهورية الاسلامية. وأضاف الدكتور حسين في بيان رسمي أن بارزاني سيترأس وفدا رفيعا من الإقليم وان زيارته ستستغرق عدة ايام وسيبحث مع كبار المسؤولين الايرانيين سبل تطوير العلاقات الثنائية بين الجمهورية الاسلامية والاقليم اضافة الى تبادل الآراء ووجهات النظر بخصوص الاوضاع الراهنة في العراق والمنطقة، مشيرا الى ان الوفد الذي سيرافق بارزاني يتألف من أعضاء مجلس الاحزاب السياسية في كردستان والذي يضم حزب كادحي كردستان والحزب الشيوعي الكردستاني والاتحاد الاسلامي بالاضافة الى الحزبين الرئيسين الاتحاد والديمقراطي الكردستاني ورئيس ديوان رئاسة الاقليم.

وأكد مصدر مطلع، فضل عدم ذكر اسمه، ان الرئيس بارزاني سيلتقي خلال زيارته لطهران كلا من الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد وعلي اكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام في ايران، وان مباحثات الطرفين ستتناول سبل حفظ أمن الحدود المشتركة بين الطرفين اضافة الى العلاقات الثنائية. يذكر أن القوات الايرانية تقصف بين الحين والآخر سلسلة من القرى الحدودية التابعة لقصبة سنكسر ضمن محافظة السليمانية وكان آخره القصف الذي وقع ليلة الجمعة على السبت الماضي والذي ألحق خسائر مادية جسيمة بمزارع ومواشي القرويين في المنطقة علاوة على تشريد سكان تلك القرى التي تتعرض للقصف الايراني المتكرر بذريعة وجود عناصر حزب الحياة الحرة الكردستاني ـ بيجاك، الجناح الايراني لحزب العمال الكردستاني، حيث من المتوقع ان تكون هذه القضية في صدارة المسائل التي سيبحثها الرئيس بارزاني مع الجانب الإيراني.