توسع البناء العشوائي في البصرة

الفقراء يتساءلون: أين نحن من ثروات البلد ؟

TT

قال فقراء البصرة ان من حسن الطالع ان يتزامن اليوم العالمي لمكافحة الفقر مع اعلان وزارة النفط الاسبوع الماضي عن موافقة مجلس الوزراء على عقد مع شركة شل لاستثمار الغاز المصاحب للنفط في البصرة بقيمة أربعة مليارات دولار كي نتساءل: أين نحن الآن من ثروات محافظتنا ؟ وقالوا أيضا لـ«الشرق الاوسط»: «لا أحد من المسؤولين بمحافظة البصرة يدري ان للفقراء يوما عالميا، وان دول العالم تهدف الى خفض نسبة الفقر المدقع الى النصف بحلول عام 2015. باعتبار انهم من سكان دولة غنية لا يصلهم هذا الاهتمام الدولي». وأكدوا ان جل اهتمامهم ينصب على كيفية الاحتفاظ بالعشوائيات التي يقطنونها في أراضي البلدية ودوائر الدولة الاخرى بشكل غير قانوني وهم الذين يعرفوّن بـ(الحواسم). وحمل أعدادا منهم مسؤولية وضعهم الذي وصفوه بـ«المأساوي» على الدولة لعدم معالجة قضاياهم منذ سقوط النظام السابق عام 2003. وأوضحوا «ان حياتهم ازدادت سوءا عندما اقدمت الدولة على زيادة رواتب الموظفين والمتقاعدين بنسب تراوحت ما بين 50 الى 70 % مما ادى رفع اسعار المواد الغذائية والسلع والخدمات. وبما ان معظمهم ليسوا من أصحاب الرواتب وان الاجور التي يتقاضونها ان وجدوا اعمالا لفترات محددة لا تكفي لسد الحد الادنى من احتياجاتهم». ووصف بعضهم بيوت العشوائيات التي يقطنونها بـ«الزرائب» كونها مشيدة من البلوك وأنصاف الطابوق ومسقفة بالأعمدة والصفيح، وأكدوا أن أطفالهم يعيشون تحتها في فصل الصيف الحار وبرد الشتاء، وان دوائر البلدية تهددهم بين فترة وأخرى بترك المساحات التي شغلوها كونها غير مخصصة للسكن في مخططات المدينة.

وقال جبار الجابري (عضو مجلس بلدي) «ان هؤلاء استغلوا ضعف اجهزة الدولة بعد السقوط واستحوذوا على مساحات كبيرة من اراضي الغير وشيدوا عليها دورا بشكل عشوائي، وتجاوزوا على شبكات الماء والكهرباء ومحددات الأنهر والطرق..»، وأضاف «ان الدولة لا تمتلك احصائيات عن سكان العشوائيات ومعظمهم من صغار الموظفين او من العاطلين عن العمل أو لا يمتلكون حرفة، قدموا الى البصرة من محافظات اخرى وتكاثروا بشكل سريع، حتى شوهوا المنظر العام للمدينة، وباتت مناطقهم مصدر قلق للأجهزة الامنية، ومصادر خطرة للتلوث..». سالم اعذافة هو واحد من  الفقراء يبلغ من العمر (49 عاما)، لديه خمسة أبناء كلهم لم يدخلوا المدرسة، يعمل في قهوة بمنطقة العشار وسط المدينة  لمدة 12 ساعة يوميا مقابل أجر يومي زهيد، قال «ان الحكومة التي فازت بأصوات الفقراء تخلت عن وعودها بمناصرتهم عندما تسلمت مقاليد الحكم، وانها باطلة من الناحية الشرعية لأنها خدعت الناخبين».  من جهته، قال عقيل الساعدي (34 عاما) الذي شيد له مسكنا متواضعا خلف بهو الادارة المحلية بشكل عشوائي، انه يعمل حمالا بواسطة عربة يسمونها (الستوته) في سوق منطقة الجبيلة، وان محصوله اليومي يجعله يعيش وعائلته الكبيرة على الكفاف، متسائلا «كل الدول النفطية حققت انجازات لسعادة شعوبها من فائض اسعار النفط، ولا ادري الى أين تذهب حكومتنا بهذه المليارات؟».