إسلاميون من طرابلس يزورون سورية «لتبرئة» ساحتهم

بعد إعلان دمشق المتكرر ان التطرف في شمال لبنان خطر عليها

TT

ما تزال قضية الخلية الإرهابية المتهمة بتفجيرات طرابلس، والتي تم القبض على بعض أفرادها تتفاعل. ولم تعد غالبية التيارات الإسلامية الموجودة في طرابلس ـ وبعضها ليس محسوباً على سورية ـ تخفي انها اتصلت بالقيادة السورية وقامت بزيارات إلى دمشق في الفترة الأخيرة لإيصال رسالة مفادها «اننا لسنا موالين لكم، لكننا لسنا ضدكم أيضاً، ونتمنى علاقات ممتازة بين البلدين، لإراحة لبنان».

وكانت وسائل إعلامية مقربة من فريق 8 آذار قد نشرت ان المتهم بالإرهاب عبد الغني جوهر الذي تبحث عنه القوى الأمنية اللبنانية هو أحد مرافقي النائب السابق خالد الضاهر المحسوب هو نفسه على الإسلاميين. فيما توارى الشيخ داعي الإسلام الشهال عن الأنظار منذ حوالى الأسبوعين، بالتزامن مع القبض على أحد الرجال الذين يعملون حوله في مخيم البداوي بالقرب من طرابلس وهو يسلم مساعدة مالية لامرأة متزوجة من عنصر كان قد قاتل مع حركة «فتح الإسلام» وهو مسجون حالياً في سجن رومية. واذ اعتبرت مصادر مقربة من الشيخ داعي الإسلام الشهال أن الرجل التحق منذ فترة غير طويلة بجمعية الهداية والإحسان التي يرأسها الشهال، وما يزال تحت الاختبار، لم تر هذه المصادر في مساعدته لامرأة زوجها في السجن، ولو كان من عناصر «فتح الإسلام» تهمة تستحق التشهير. وبحسب إسلاميين فإن الموقوف، المحسوب على الشهال، كان له دور في ايصال السلطات الأمنية إلى الخلية الإرهابية المسؤولة عن تفجيرات طرابلس، لكن دوره كفاعل في الخلية لا يبدو واضحاً حتى الآن.

وقال النائب السابق خالد الضاهر لـ«الشرق الأوسط» ان «الاتهامات التي طاولته ملفقة، وبأنه لم يسبق له ان التقى المتهم عبد الغني جوهر، وربما ان التباساً حصل لأن له مرافقاً يدعي عبد الناصر جوهر». واعتبر الضاهر ان الخلية الإرهابية التي تم الكشف عنها وما يتصل بها من مجموعات، هي فبركة أجهزة مخابراتية، ولا تمت للإسلاميين بشمال لبنان بصلة. وليست مصادفة محاولتهم إلصاق التهم به وبالشيخ الشهال».

ويقول الضاهر الذي يعتبر مع الشهال من المقربين من فريق 14 آذار، انه تم إلقاء القبض على شخصين في قريته ببنين كل منهما في سن السادسة عشرة، إضافة إلى ان جوهر الفار من وجه العدالة هو في العشرين، وهؤلاء جميعاً غير معروفين بانتمائهم لجماعة إسلامية بعينها. ويضيف الضاهر: «هؤلاء الصغار تم تأمين المتفجرات لهم والمعدات اللازمة، وتم تضليلهم بالمال». وترى أوساط إسلامية طرابلسية ان الاتهامات التي اشيعت حول الضاهر وداعي الإسلام الشهال، والإشارات غير المطمئنة التي أعطيت لهم، والتوافق الدولي مع سورية على إنهاء ملف التطرف الإسلامي في الشمال، هو ما دفع بالعديد من الجهات الإسلامية الشمالية، إلى إجراء اتصالاتها مع سورية لتبرئة ساحتها من اتهامات قد تطالها في المستقبل. خاصة بعد ان صار التنسيق الأمني بين سورية والجيش اللبناني واقعاً على الأرض. فيما تعتبر هذه الأوساط ان الإسلاميين الذين كانت لهم مواقف سياسية حادة ضد سورية، وهاجموها بشراسة يجدون صعوبة في فتح أقنية سريعة مع دمشق». وتواصلت المداهمات في شمال لبنان بالتزامن مع القبض على مجموعة باتت تعرف بشبكة كفرشوبا في الجنوب وبحوزتها أنابيب تحتوي مواد سائلة خطرة جداً ومتفجرة تصل كلفة كل منها إلى مليون دولار، مما يشير إلى جهة كبرى تمول هذه العمليات الإرهابية. ويتحدث إسلاميون في الشمال عن اعتقالات طاولت حوالي ثلاثين شخصاً، بعضهم معروف وبينهم إمام جامع أيضاً. ولا يخفي هؤلاء ان أمنيين ـ يوصفون بأنهم يعملون بذكاء ـ باتوا يقومون بجولات على الإسلاميين في محاولة لتهدئة الأجواء، كي لا يحدث خلط في الأذهان، ويبدو وكأن الإسلاميين كلهم مستهدفون. وكشف مصدر «ان قراراً أمنياً اتخذ بإنهاء المجموعات المسلحة التي تحيط ببعض الشخصيات الإسلامية المعروفة، وقد أحيطت هذه الشخصيات علماً بذلك، ويبقى السؤال كيف سيتم التنفيذ؟ هل سيتم الاكتفاء بوضع السلاح في المكاتب والمنازل، أم ستصادر بمداهمات واعتقالات؟ أو ان ثمة خيارات أخرى مازالت غير منظورة؟». ويقول المصدر «هناك اتفاق دولي إقليمي، سورية طرف أساسي فيه، على إنهاء الحالة الإسلامية المتطرفة في شمال لبنان. وبما ان هناك أكثر من جهة إقليمية تملك تحريك اوراق التطرف في الشمال، فإن هذا قد لا يسهل المهمة بل يعقدها».