خاطفو الرهائن الصينيين يطالبون بتعيين 500 في حقول النفط

السفير الصيني لـ«الشرق الاوسط»: 8 آلاف صيني في السودان معظمهم يعملون في قطاعي النفط والخدمات

TT

يكتنف الغموض مصير 9 مهندسين صينيين اختطفتهم مجموعات مسلحة السبت الماضي من مواقع عملهم في مشاريع النفط في منطقة أبيي المتنازع عليها بين شريكي الحكم في السودان، وفيما قالت مصادر مطلعة من ابيي لـ«الشرق الاوسط» إن السلطات المحلية هناك حددت مكان المخطوفين، واتهمت حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور بأنها وراء العملية، ذكر السفير الصيني بالخرطوم لـ«الشرق الاوسط» انه لا يعلم مكانهم ولا يدري حالتهم، ولا يوجد اي اتصال معهم حتى امس، غير انه شدد على ان الاتصالات بين السفارة وكل الجهات المعنية في الحكومة لم تهدأ لضمان تحرير المخطوفين بسلام. وادانت الخارجية السودانية الحادث ووصفته بانه «معيق للتنمية».

وتضاربت التصريحات حول هوية الخاطفين، وبينما قالت مصادر انها مجموعة ذات صلة بحركة العدل والمساواة في اقليم كردفان، تعرف باسم «مجموعة فضيل»، افادت مصادر اخرى بان المجموعة التي نفذت الاختطاف تعرف بـ«مجموعة الرزيقي» أحد اجنحة حركة العدل والمساواة، فيما قطع مسؤولون محليون بان المجموعة تنتمي الى حركة العدل والمساواة. وصنفت الخارجية المجموعة بانها عناصر من العدل والمساواة لكن أجندتهم طلبية بحتة وليست سياسية.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الاوسط» ان الخاطفين بعثوا برسالة الى السفارة الصينية والجهات المعنية الاخرى يطالبون فيها باستيعاب 500 من عناصرهم في مواقع النفط في ابيي، وإيجاد ضمانات بخلق مشروعات في المنطقة، مقابل الافراج عن الرهائن، واشارت الرسالة الى انهم من ابناء المنطقة، غير ان السفير الصيني لي شنغ لي، تفادى التعليق على تلك التقارير، وقال لـ«الشرق الاوسط» ان السفارة الصينية تجري اتصالات مكثفة مع الجهات المعنية ووزارة الخارجية للتعرف على مكان المختطفين والعمل على إعادتهم في أسرع وقت وضمان سلامتهم بصورة سلمية، واضاف: «حتى الان لا توجد أي معلومات جديدة عن العمال المختطفين ولا نعرف مكانهم ولا حالتهم».

وروى محمد الدويك بخت، معتمد محلية ابيي، لـ«الشرق الاوسط» ملابسات الاختطاف، قائلا «إن العملية وقعت بين منطقتي الستيب وحقل دفرة» للنفط في غرب كردفان، عصر السبت الماضي، ورجح بان عملية الاختطاف تمت اثناء تحرك موكب للصينيين العاملين في الشركة الصينية للنفط في مناطق ابيي، وذكر أن السلطات حددت موقع الخاطفين بشكل محدد، ووضعت خطة مرنة لتحرير الرهائن بصورة سلمية. وقال ان الخاطفين هم مجموعة من «المتفلتين» من انباء المنطقة، واضاف «نحن نعرف هذه المجموعة وقد تحدثنا معهم من قبل بان مشكلاتهم ستحل عبر التفاوض حولها مع السلطات المختلفة. وحول اهداف العملية قال انهم يقولون بانهم لهم حقوق في المناطق التي تستخرج منها النفط، ويطالبون بها، واتهم بخت حركة العدل والمساواة المسلحة في دارفور بالضلوع في عملية الاختطاف. ويعمل المخطوفون التسعة في الشركة الوطنية الصينية للبترول، اكبر شركات النفط في الصين، التي تبلغ حصتها 40% ضمن «كونسورتيم» يضمها الى جانب شركة «بتروناس» الماليزية وحصتها 30% وشركة «تلسمان» الكندية وحصتها 25%، وشركة «سودابت» السودانية وحصتها 5%. وكشف السفير الصيني لـ«الشرق الاوسط» ان عدد الصينيين في السودان بلغ 8 الاف يعملون بشكل اساسي في عملية انتاج النفط في كردفان والجنوب والخرطوم، الى جانب آلاف منهم يعملون في انشاء سد مائي مثير للجدل المحلي على نهر النيل شمال الخرطوم يعرف باسم «سد مروي»، واضاف «انهم يعملون في عدة مشاريع في اغلب انحاء السودان خاصة مشاريع الطرق والجسور المياه والكهرباء». كما كشف عن الشركات الصينية الخاصة التي تستثمر في مجالات مختلفة صناعية زراعية وغيرها من الانشطة بلغ عددها اكثر من 100 شركة متنوعة، مشيرا الى ان الارقام في ازدياد.

وتشير الارقام الرسمية الى ان حجم التجارة السودانية مع الصين بلغ نحو 10 مليارات دولار اميركي في العام، اغلبها في مجال النفط، فيما يبلغ حجم التجارة الصينية مع السودان نحو 5 مليارات و600 مليون دولار في العام عبارة عن بضائع تصل مباشرة من الصين. وتقول التقارير الرسمية انه في العام 2000 فتحت الصين ابوابها المالية للسودان للاقتراض حيثما شاء، وحصل السودان في ذلك العام على مبلغ 180 مليون دولار كقرض لاصلاح السكة الحديد، وعقب ذلك تم التوقيع على جملة اتفاقات تجارية فتحت للصين آفاق استثمارات جديدة في السودان غير النفط، مثل أعمال البناء والتشييد، لم تكن تحلم بها، حسب دبلوماسي في السفارة الصينية.