أولبرايت لـ«الشرق الأوسط»: إيران تحتاج إلى 6 آلاف جهاز طرد مركزي لإنتاج يورانيوم كاف لقنبلة

أولمرت: أميركا لم تضغط على إسرائيل لاستبعاد عملية عسكرية لوقف برنامج طهران النووي

أغازادة خلال تفقده آلة للطرد المركزي في معرض الأسلحة في طهران أمس (ا.ب)
TT

قال غلام رضا اغازاده مدير المنظمة الايرانية للطاقة الذرية، ان ايران تشغل اكثر من خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، موضحا لوكالة الأنباء الإيرانية (أرنا) امس أنه «يتم في المرحلة الراهنة تشغيل اكثر من خمسة آلاف جهاز للطرد المركزي». وتأتي التصريحات الإيرانية وسط تأكيدات من مفتشي وكالة الطاقة الذرية وخبراء بالملف النووي الإيراني، ان طهران عززت وتيرة تخصيب اليورانيوم، وأن عدد أجهزة الطرد المركزي التي تشغلها زادت أكثر من 1000 جهاز خلال مدة شهرين، مما دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الى الاعلان، أن واشنطن لم تضغط عليه لاستبعاد الخيار العسكري ضد طهران. وحول أجهزة الطرد المركزي الإيرانية، قال غلام رضا لوكالة «ارنا» أمس إن «لدينا الآن 5 آلاف جهاز طرد مركزي عاملة.. وان تعليق التخصيب النووي عبارة ليست في معجمنا». وكانت وكالة الطاقة الذرية قد قالت في وقت سابق هذا الشهر، ان ايران لديها 3800 جهاز طرد مركزي لتخصيب اليوارنيوم، وانه يجري تدريجيا تركيب 2200 جهاز آخر. وصرح مسؤولو الأمم المتحدة في ذلك الوقت، ان التقدم الايراني البطيء نسبيا، سببه غير واضح، الى ان قال مسؤول ايراني كبير آخر هو علي رضا شيخ عطار نائب وزير الخارجية، ان إيران لديها 4 آلاف جهاز طرد مركزي عامل.

ويتطابق هذا العدد مع الرقم الذي اوردته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الأخير الصادر في 19 نوفمبر حيث افادت ان ثمة 3820 جهاز طرد مركزي قيد التشغيل في ايران، فيما يجري العمل على تثبيت واختبار 2132 جهازا آخر. كما افادت الوكالة في تقريرها ان ايران انتجت حتى السابع من نوفمبر، مجموع 630 كيلوواط من اليورانيوم المتدني التخصيب، علما انه ينبغي الحصول على 700 الى 900 كلغ من اليورانيوم المتدني التخصيب كحد أدنى لانتاج كمية من اليورانيوم العالي التخصيب، كافية لصنع قنبلة ذرية. وتسمح هذه الانشطة بالحصول على الوقود الضروري لتشغيل محطة نووية، كما يمكن استخدامها لصنع قنبلة ذرية. وقال اغازاده ان إيران ستواصل تشغيل آلات الطرد المركزي وتخصيب اليورانيوم، من أجل ان تنتج وقودا نوويا للمفاعلات النووية في البلاد، التي تعمل إيران على انشائها. وكان اغازاده يتحدث خلال معرض للاسلحة في إيران عرضت فيه للمرة الاولى آلة من آلات الطرد المركزي من طراز «بي1» التي تستخدمها إيران لتخصيب اليورانيوم، فيما وقف متخصصون يشرحون الطريقة التي تعمل بها آلات الطرد المركزي. وفي فبراير (شباط) الماضي، قال المسؤولون الإيرانيون إنهم بدأوا يستخدمون آلات الطرد المركزي «آي آر 2»، التي تقوم بتنقية اليورانيوم بمعدلات تبلغ ضعف معدلات التنقية، التي تقوم بها آلات الطرد المركزي «بى 1». من ناحيته، قال ديفيد اولبرايت الخبير النووي المختص في الملف الإيراني لـ«الشرق الأوسط» ان طهران تحتاج الى 6 آلاف جهاز طرد مركزي لانتاج كمية من اليورانيوم يمكن أن تستخدم في انتاج رأس نووي، موضحا أن اعلان إيران أنها تشغل حاليا 5 آلاف جهاز طرد مركزي ينسجم مع تقديرات وكالة الطاقة الذرية. وتابع اولبرايت: «إذا سارت إيران على نفس النهج، وقامت بتشغيل الف جهاز طرد مركزي.. فإنها ستكون قادرة على انتاج يورانيوم يكفي رأسا نوويا خلال اشهر معدودة». موضحا ان قدرة إيران على انتاج كميات من اليورانيوم منخفض التخصيب، تكفي لانتاج يورانيوم عالي التخصيب كاف لرأس نووي، تعتمد على قدرات آلات الطرد المركزي وحجمها، ومدى تطوير الإيرانيين لها. وتابع: «بمعني اخر، إيران ليست جاهزة الان لانتاج رأس نووي. إلا أنها قريبة. وأنا هنا أختلف مع «نيويورك تايمز» التي ذكرت في تقرير أخير لها ان إيران قادرة الان على انتاج رأس نووي. فالمعلومات التي لدينا لا تقود الى هذا. لكن تشغيل 6 آلاف جهاز طرد مركزي يقرب إيران من انتاج رأس نووي». يأتي ذلك فيما اعلنت ايران امس، انها اطلقت بنجاح ثاني صاروخ الى الفضاء، يحمل اسم «كاوشكر 2» واستعادت مسبارا كان ينقله. وقال التلفزيون الرسمي «بعدما انجز بنجاح مهامه عاد الصاروخ «كاوشكرـ 2» الى الارض بمظلة خاصة بعد 40 دقيقة»، من دون ان يورد مزيدا من التوضيحات. وعرض التلفزيون صورة للصاروخ مثبتا على منصة اطلاق متنقلة، وبدا شبيها بصاروخ شهاب 3 الباليستي الايراني. ثم عرض مشاهد لاطلاقه استغرقت عشر ثوان.

واوضح التلفزيون الرسمي الايراني على موقعه الالكتروني ان «كاوشكر 2» يتألف من ثلاثة اجزاء هي صاروخ اطلاق ومختبر فضائي، وجزء مصمم للعودة الى الارض، وذكر التلفزيون ان «المختبر الفضائي يهدف الى اختبار المناخ الفضائي واجراء تجارب». ونوه بـ«نجاح يعزز الثقة والعزة الوطنية» ولاسيما مع «عودة القسم (المصمم لذلك) الى الارض وهبوطه سليما، ما يشكل سابقة في ايران». وكانت ايران قد اعلنت انها اطلقت بنجاح في الرابع من فبراير الماضي، اول صاروخ الى الفضاء «كاوشكر ـ 1»، مؤكدة انه وصل الى ارتفاع 200 كيلومتر. وشكك العديد من الدول الغربية في هذا الاعلان، فأكدت فرنسا على سبيل المثال، ان الصاروخ الذي يبدو انه نسخة معدلة عن صاروخ شهاب 3 الطويل المدى «لا يملك قدرات خارج الغلاف الجوي». والحدود بين الغلاف الجوي والفضاء على ارتفاع مائة كلم عن سطح الارض.

وأوضحت مختلف وكالات الانباء الايرانية في نص لم تحدد مصدره، ان الصاروخ «كاوشكر 2»، «اطلق بهدف بث معلومات عن البيئة بشكل صحيح، وارسال اوامر فصل المحرك بشكل دقيق، وتحقيق آلية عودة (المسبار) بشكل صحيح». وجاء في النص ان «النتائج التي تحققت اثناء الوجود في الفضاء، تتناسب مع الاهداف المحددة» للمهمة. واجرت إيران هذه السنة عدة عمليات اطلاق صواريخ باليستية كانت آخرها اطلاق صاروخ «سجيل» في 12 نوفمبر (تشرين الثاني) وقد عرض على انه صاروخ «من الجيل الجديد» يبلغ مداه الفي كيلومتر تقريبا. وكان من المفترض ان ينقل «كاوشكر 1» مسبارا فضائيا غير ان مصير هذا المسبار، كان موضع معلومات متضاربة. ففيما اعلن عالم ايراني ان المسبار عاد الى الارض، لمح آخر الى انه بقي في الفضاء. كذلك بقي عدد طبقات الصاروخ محاطا بالسرية، اذ تحدث رئيس وكالة الفضاء الايرانية احمد طلبزاده عن طبقتين، فيما اعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، عن ثلاث طبقات. كما اعلن احمدي نجاد في تلك المناسبة ان الصاروخ سيحمل في صيف 2008 قمرا صناعيا محلي الصنع، اطلق عليه اسم «اوميد» (الامل)، غير ان اية معلومات لم تصدر فيما بعد، حول هذا الموضوع. والصاروخ الباليستي شهاب 3 المدفوع بواسطة وقود سائل، هو نسخة عن صاروخ نو ـ دونغ الكوري الشمالي، واعلنت ايران عام 2005 انها رفعت مداه الى 2000 كلم، بزيادة حوالي 1500 كلم.

الى ذلك، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في واشنطن، ان الولايات المتحدة لم تضغط بتاتا على اسرائيل لاستبعاد شن عملية عسكرية، لوقف برنامج ايران النووي.

وقال اولمرت الذي يرأس حكومة انتقالية في ختام آخر زيارة رسمية له الى واشنطن قبل مغادرته السلطة انه «تحدث مطولا الى نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني، ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس. كما تحدث إلى الرئيس جورج بوش حول ايران». واضاف للصحافيين ليل اول من امس «ثمة تفهم اساسي وعميق للتهديد الايراني والحاجة الى التحرك لازالة الخطر». واوضح اولمرت «لا اذكر ان احدا في الادارة (الاميركية) وحتى خلال الايام الاخيرة، نصحني شخصيا او أيا من ممثلين رسميين «اسرائيليين» بعدم التحرك عندما نعتبر ذلك ضروريا لحفاظ على امن دولة اسرائيل الاساسي، وهذا الأمر يشمل ايران». وقال مسؤولون اسرائيليون، ان اولمرت كان يريد الطلب من بوش والكونغرس، السماح لاسرائيل بشراء عشرات المقاتلات الخفية «اف ـ 35» التي ستزيد من قدرة سلاح الجو الاسرائيلي بشكل كبير، للقيام بضربات بعيدة عن اراضيها. واعلن البنتاغون ان اسرائيل طلبت شراء 75 مقاتلة من هذا النوع، لكن يبقى ان يعطي الكونغرس الضوء الاخضر لهذه الصفقة، البالغة قيمتها 15 مليار دولار. وخلال السنة الاخيرة زادت الولايات المتحدة بشكل كبير، علاقاتها الدفاعية الوثيقة مع حليفتها، ومنحت اسرائيل تعهدا بتخصيص مساعدة لها في المجال الدفاع، تبلغ قيمتها 30 مليار دولار على عشر سنوات.

يأتي ذلك فيما اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس، انها تترك الى الرئيس المنتخب باراك اوباما، ان يقرر ما اذا كان يريد افتتاح ممثلية دبلوماسية محدودة للولايات المتحدة في طهران ام لا. وقالت رايس خلال مؤتمر صحافي «في هذه الاسابيع الاخيرة (من ولاية الرئيس جورج بوش) اعتقد انه قد يكون من الافضل ترك هذا القرار الى الادارة المقبلة».