المغرب: حوارات مع معتقلي السلفية الجهادية قد تفضي لإطلاقهم

خليدي لـ«الشرق الأوسط» : بعضهم كتب طلبات عفو وآخرون مترددون

TT

أكد مسؤول حزب سياسي إسلامي في المغرب، أن السلطات تجري حوارات مع ممثلي السلفية الجهادية المعتقلين في السجون على خلفية الإرهاب، مشيراً إلى أن الخطوة تعد «توجهاً حكيماً نحو طي هذا الملف نهائيا والانصراف نحو المستقبل».

وكشف محمد خليدي، الأمين العام لحزب النهضة والفضيلة المغربي، الذي يرأس في نفس الوقت لجنة الدفاع عن هؤلاء المعتقلين، أن البعض منهم وافق على كتابة طلب عفو ملكي، بينما مازال البعض الآخر مترددا أو رافضا لذلك. وقال خليدي لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوقت حان لمراجعة الأحكام الصادرة في حق معتقلي السلفية الجهادية، خاصة أنهم عبروا مراراً عن نبذهم للعنف ورفضهم للإرهاب»، واعتبر أن الحوار معهم حول بعض مفاهيم الإسلام يجب أن يحضره علماء مختصون، لاسيما بعد أن عبروا عن قبولهم للحوار كأداة للتفاهم والتواصل وردم الهوة الفاصلة بينهم وبين الدولة.

ومن جهته، تحدث عبد الرحيم مهتاد، رئيس جمعية «النصير» لمساندة المعتقلين الإسلاميين، بنبرة إيجابية عن «الحوار الجاري منذ 18 يوما تقريباً بين السلفية الجهادية والدولة المغربية بصفة جدية ورسمية»، على حد قوله. وأوضح مهتاد في تصريحات لـ«الشرق الاوسط» أن الحوار مع معتقلي السلفية الجهادية تناول مختلف الجوانب العقائدية والسياسية والاجتماعية، مثل مواقفهم من الأحزاب والبرلمان، وتكفير المجتمع، وغيرها من الملفات، إضافة إلى ظروفهم داخل السجن في أفق إيجاد التوصل إلى آلية للعفو من أجل الإفراج عنهم.

وأعلن مهتاد أن أغلب المعتقلين تقدموا بكتابة طلبات العفو الملكي، وبعضهم قامت عائلاتهم بتقديم طلبات العفو نيابة عنهم عن طريق جمعية «النصير». وقال مهتاد أيضا إن هذا التطور لم يأت من فراغ في نظره، بل هو ناتج عن بعض المتغيرات في الساحة السياسية الدولية، مثل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش، وانتخاب باراك اوباما، وكذا قيام بعض الدول العربية والإسلامية بالتحاور مع معتقليها السياسيين وإطلاق سراحهم. وأضاف مهتاد أن المغرب لا يمكنه أن يبقى بمعزل عما يحدث حوله، وحان الوقت للإفراج عن حوالي ألف معتقل إسلامي، موضحا ان هناك عدة بوادر تنبئ بالأمل في اطلاق سراح السلفيين الجهاديين قريباً.