اتصالات عربية للاتفاق على موقف موحد بشأن عملية السلام

دبلوماسيون وسياسيون عرب وأميركيون يناقشون أمن الخليج ومستقبل الشرق الأوسط في ظل أوباما

TT

كشفت جامعة الدول العربية النقاب عن اتصالات ومشاورات، تجري حاليا بين الدول الأعضاء بها لإعداد «ورقة عربية موحدة» تعبر عن الموقف العربي بشأن عملية السلام في المنطقة وتطورها، على أن يتم تسليمها إلى الإدارة الأميركية الجديدة، فيما يجتمع اليوم في القاهرة دبلوماسيون وسياسيون مصريون وعرب وأميركيون لبحث مستقبل أمن الخليج وعملية السلام في ضوء تولي باراك أوباما والحزب الديمقراطي الأميركي مقاليد الأمور في واشنطن.

وقال السفير هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية، في تصريحات صحافية أمس، إن المشاورات لم تسفر حتى الآن عما إذا كانت هذه الورقة سيتم إعدادها جماعيا أم من أطراف بعينها كلجنة مبادرة السلام العربية. وتحدث يوسف عن ضرورة تنقية الأجواء العربية، خاصة، ونحن على أعتاب تحديات ضخمة وأمام إدارة أميركية جديدة سيتم التعامل معها من خلال منظور عربي واحد، وأيضا في ظل انتخابات إسرائيلية مقبلة، مشدداً على ضرورة توحيد الرؤى العربية فيما يتعلق بالتعامل مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة، وهو ما يفرض بدوره تنقية الأجواء العربية.

وأشار يوسف إلى أن قراري مجلس وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ الأسبوع الماضي بشأن المصالحة الفلسطينية والأوضاع في غزة صدرا بتوافق الآراء، وقال إنه بموجب القرار الثاني (حول غزة)، فإن مصر ستقوم بالعمل على توصيل المساعدات الإنسانية من مختلف الدول العربية إلى القطاع، فيما تتولى الأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق والتشاور مع مصر في تنفيذ ذلك القرار. من ناحية أخرى يجتمع اليوم في القاهرة خبراء ودبلوماسيون مصريون وعرب وسياسيون أميركيون، لبحث مستقبل أمن الخليج وعملية السلام في ضوء تولي باراك أوباما والحزب الديمقراطي الأميركي مقاليد الأمور في واشنطن.. ذلك في محاولة لتحديد اتجاه «بوصلة» البيت الأبيض، إزاء المنطقة في ظل الإدارة الأميركية الجديدة. ويخصص المجلس المصري للشؤون الخارجية، مؤتمره السنوي الذي يبدأ فعالياته اليوم بالقاهرة لمناقشة هذه القضية. وقال السفير عبد الرؤوف الريدي رئيس المجلس في اتصال مع «الشرق الأوسط»: إن الجلسة الأولى للمؤتمر الذي يعقد تحت شعار «أميركا والشرق الأوسط في ظل إدارة جديدة»، خصص جلسته الأولى لبحث مستقبل السياسة الخارجية الأميركية، فيما يبحث الخبراء والدبلوماسيون في الجلسة الثانية عملية السلام في الشرق الأوسط في ظل إدارة أميركية جديدة، وتتناول الجلسة الثالثة، الأوضاع والأمن في الخليج على أن يختتم المؤتمر أعماله بعقد مائدة مستديرة حول العلاقات المصرية الأميركية. وأشار الريدي إلى أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط سيشارك في المؤتمر، إلى جانب الوزير السابق أحمد ماهر، وعدد من السياسيين الأميركيين بالإضافة إلى عدد من الخبراء ورجال الفكر والسياسة في مصر.

كما يتحدث في المؤتمر الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية أمين الإعلام في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، والسفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر نائب رئيس المجلس. وقبل يومين شارك السفير عبد الرؤوف الريدي في اجتماعات مؤتمر «الاتحاد من أجل المتوسط» والذي نظمه معهد «اماديوس» المغربي لدراسات المتوسط وافتتحه وزير الخارجية المغربي، في مدينة الدار البيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب.

وأشار الريدي إلى أنه أكد خلال هذه الاجتماعات أهمية الدور الأوروبي في العمل على تحقيق السلام والاستقرار فى الشرق الأوسط.. وقال «إنه لم يعد مقبولا من أوروبا عدم القيام بدور من أجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي»، وشدد على أنه لا يصح أبداً أن تكون هناك دولة من دول المتوسط تحتل أراض وتمارس الاحتلال العسكري ضد أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية.. وأنه يجب على أوروبا أن تقوم بدور فاعل ولا تنتظر الدور الأميركي.