قاضي قضاة فلسطين: استفزازات المستوطنين تتم بالتنسيق مع تل أبيب

جرحوا 13 فلسطينيا في الخليل وكتبوا شعارات عنصرية ضد العرب

TT

في أوسع حملة استفزازات قاموا بها حتى الآن، شن المستوطنون اليهود سلسلة من الاعتداءات على الفلسطينيين في الخليل ورام الله ونابلس وأصابوا 13 فلسطينيا على الأقل بجراح، بينهم نساء وأطفال، وقاموا بالتطاول على شخص النبي الكريم وترديد شعارات عنصرية معادية للعرب. ففي مدينة الخليل قام عشرات المستوطنين تحت حماية الجيش الإسرائيلي بإلقاء الحجارة على المارة الفلسطينيين بالقرب من أحد البيوت الفلسطينية الذي سيطروا عليه مؤخراً ويرفضون إخلاءه. وفي ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية قام عشرات المستوطنين باقتحام بلدتي ترمسعيا وسنجل، شمال رام الله، وبلدات قبلان والزاوية ويتما، وبكتابة شعارات مسيئة للنبي الكريم و«الموت للعرب»، إلى جانب رسم نجمة داوود وغيرها من الشعارات على جدار عدد من المساجد وبواباتها.

وقام المستوطنون بتدمير العديد من السيارات التابعة للفلسطينيين، فضلا عن الاعتداء بالضرب عل كل من تصادف وجوده في الشوارع، إلى جانب قيامهم بإحراق المزارع.

من ناحيته حمل قاضي قضاة فلسطين، الشيخ تيسير بيوض التميمي، الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الاعتداءات التي يقوم بها المستوطنون على المدنيين والفلسطينيين وتطاولهم على شخص النبي الكريم والشعارات التي يطلقونها ضد العرب والمسلمين. وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» قال التميمي إن الحكومة الإسرائيلية تقوم بالتنسيق مع المستوطنين بتنفيذ هذه الاعتداءات والإساءات على اعتبار أن هذا جزء من مخطط لطرد الفلسطينيين من أرضهم عبر تحويل حياتهم إلى جحيم لا يطاق، مشدداً على أن هذا النوع من الأساليب لن ينجح في زحزحة الفلسطينيين عن أرضهم. ولفت التميمي الأنظار إلى أن من سماهم بـ«قطعان المستوطنين الأكثر تطرفاً وتزمتاً» يقومون بالاعتداءات وعمليات العربدة ضد الفلسطينيين تحت سمع وبصر قوات الاحتلال التي لا تتدخل إلا عندما يتحرك الفلسطينيون للدفاع عن أنفسهم، مشدداً على أن غلاة المستوطنين «هم أداة إسرائيل في سعيها لطرد الفلسطينيين». واعتبر التميمي أن المرجعيات الدينية اليهودية تلعب دوراً مهماً وأساسياً في تحريض المستوطنين على الاعتداء على الفلسطينيين والتطاول على النبي الكريم والدين الإسلامي، مشيراً في هذا المقام إلى التصريحات التي أطلقها زعيم حركة «شاس» الحاخام عوفاديا يوسيف الذي وصف العرب بأنهم «صراصير».

من ناحيتها حملت حركة حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأجهزة الأمنية التابعة له، المسؤولية الكاملة عما سمته بـ«الخطر المحدق» بالفلسطينيين في الضفة الغربية جراء هجمات المستوطنين المتكررة عليهم، مؤكدة أن المستوطنين تشجعوا لارتكاب هذه الجرائم جراء التنسيق الأمني مع الجيش الإسرائيلي وملاحقة المقاومين وزجهم في سجون السلطة وسحب سلاحهم. وقال فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة حماس، إن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية ازدادت بشكل كبير، وتحديدا مع ازدياد وتيرة التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وطالب برهوم بتصعيد المقاومة في الضفة الغربية ضد المستوطنين والجنود الإسرائيليين حتى يدفعوا ثمن هذه الاعتداءات وهذا التصعيد.