خبيرة أميركية لـ«الشرق الاوسط» : خوف من احتلال فنادق في مدن أميركية

تقرير الكونغرس عن مخاطر الاعتداءات النووية أو البيولوجية يشير إلى باكستان

TT

بينما سافرت الى الهند كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الاميركية، للتباحث حول الهجوم الارهابي على مومباي، وصدرت تصريحات عن ضغط اميركي هندي مشترك على باكستان لبذل مزيد من الجهد لتجفيف مستنقعات الارهاب، صدر امس تقرير من الكونغرس يشير الى ان باكستان صارت من أكثر الدول تهديدا بنشر الارهاب، سواء التقليدي او النووي.

أصدرت التقرير لجنة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري كان شكلها الكونغرس قبل اكثر من سنة، وخلصت اللجنة الى ان المدن الاميركية الكبيرة، مثل ما حدث في مومباي، يتوقع ان تتعرض لعمليات ارهابية. واضافت اللجنة زيادة احتمالات هجوم نووي أو جرثومي. وقالت كارين فون هييل، مديرة مشاركة لبرنامج الأمن العالمي والتهديدات الارهابية والتهديدات العالمية في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية (سي اس آي اس) في واشنطن، لـ«الشرق الاوسط»: «أشك في أن الارهابيين وصلوا مرحلة انتاج وتجميع ونقل اسلحة نووية او جرثومية، من مكان الى مكان، وعبر المحيط. وأشك في أن الارهابيين الذين هاجموا مومباي كانوا يقدرون على ذلك. لكن، نعم، يقدر الارهابيون على ان يهجموا على اي مدينة اميركية، عن طريق البحر، او غير البحر، ويحتلوا فنادق ويقتلوا النزلاء غرفة بعد غرفة مثلما فعلوا في مومباي». واضافت: «هذا هو الهاجس الذي يجعل رجال الامن الاميركيين لا ينامون الليل. لأن اسهل شيء هو احتلال فندق. ولأن الفنادق ليست محمية. ولأن الذين يحتلونها يقدرون حقيقة، وكما حدث في مومباي، على قتل الناس واحدا بعد الآخر». واتفقت فون هيبل مع تركيز التقرير على باكستان، بسبب كثرة المنظمات الارهابية هناك، وبسبب انها تجاور الهند في جانب وافغانستان في الجانب الآخر، وبسبب امتلاكها لاسلحة نووية. لكنها نصحت بعدم الضغط على باكستان حتى يصل الضغط مرحلة حرب مع الهند. واشارت الى ان باكستان وعدت بالتعاون في تحقيقات الهجوم على مومباي، لكنها قالت انها لا تعرف مدى هذا التعاون. ودعا تقرير الكونغرس الرئيس المنتخب باراك اوباما لاتخاذ «عمليات حاسمة» لتخفيض احتمال هجوم عادي او هجوم نووي. وقال التقرير: «حسب تقديرنا، قلت قدرتنا، ولم تزد، على حماية انفسنا». عنوان التقرير هو: «منع انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب». وترأس اللجنة التي اصدرته السناتور السابق بوب غراهام (ديمقراطي، ولاية فلوريدا). وكان نائبه عضو الكونغرس جيسم تالينت (ديمقراطي، ولاية ميسوري). وكانت اللجنة التي حققت في هجوم 11 سبتمبر سنة 2001، قد أوصت بتشكيل هذه اللجنة لتحقيق في احتمالات هجوم ارهابي مثل هجوم 11 سبتمبر، نووي او تقليدي.

وذكرت شبكتا التلفزيون الاميركيتان «سي ان ان» و«ايه بي سي نيوز» اول من امس، ان الاستخبارات الاميركية ابلغت الهند في اكتوبر تشرين الاول الماضي بامكانية وقوع هجوم «يأتي من البحر» ضد أهداف في مومباي.

ونقلت «ايه بي سي» عن مسؤولين لم تكشف هوياتهم، أن رجال الاستخبارات الاميركية حذروا نظراءهم الهنود منتصف اكتوبر (تشرين الاول) من امكانية وقوع هجوم «من البحر على فنادق ومراكز تجارية في مومباي». وأضافت ان احد مسؤولي الاستخبارات الاميركية ذكر اهدافا محددة من بينها فندق تاج محل.

من جهتها، ذكرت «سي ان ان» أن المسؤولين الهنود اعترفوا بأن زملاءهم الأميركيين حذروهم مرتين من إمكانية وقوع هجمات في مومباي.

وقال مسؤولون في الاستخبارات الهندية لـ«ايه بي سي» إنهم رصدوا في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) اتصالا عبر الاقمار الصناعية الى باكستان أجراه زعيم منظمة «عسكر طيبة»، يشير الى احتمال وقوع هجوم من البحر.

ويعتقد ان المجموعة الاسلامية المتشددة تقف وراء هجمات مومباي.

وصرح مسؤولون اميركيون ان الاستخبارات الاميركية كانت تتابع بطاقات هاتف جوال مسبقة الدفع تم الحصول عليها من ارهابيي مومباي، سمحت لهم بالحصول على «كنز حقيقي من المعلومات» يقود الى باكستان مع احتمال وجود صلات في الولايات المتحدة. وأضافوا ان بطاقة واحدة على الاقل من هذه البطاقات قد يكون تم شراؤها في الولايات المتحدة. ولم يذكروا تفاصيل لأن التحقيق ما زال جاريا، حسبما ذكرت «ايه بي سي».